واخيرا وبعد سجال طويل دام عدة شهور منح البرلمان العراقي الثقة لسيد نوري المالكي وتشكيلته الوزارية، الحدث هذا يعتبر موضوعا في غاية الاهمية لمنظمة خلق الايرانية. حيث ان المنظمة ومن خلال اعلامها ودعاياتها للاشهر الاخيرة الماضية كانت تعول على اياد علاوي وبقايا حزب البعث كما رافقتها اعمال لا اخلاقية متعددة، كل ذلك يدل على اهمية نتائج هذا السجال والنزاعات من اجل الحصول على مواقع متقدمة في مركز القرار في العراق. ان اعلام المنظمة الذي استهدف المالكي بحملات لم يتوانا فيها من كيل شتى التهم والشتائم، ويرجع اساس هذا الاعلام بالتأكيد على اتهام المالكي بالتبعية الفكرية والسياسية والاسوأ من كل ذلك هو لاغتيال شخصية المالكي الذي سعى اعلام المنظمة باظهاره مظهر امطيع الاعمى، المنظمة في سلوكها هذا لم تبخل من استخدام اية وسيلة وتهمة من اتهام بالفساد المالي وحتى قتل المعارضين والسجناء وتعذيبهم و…الخ غايتها من ذلك حذف المالكي من الساحة السياسية العراقية.
هذا السلوك ومن جهات عديدة يدل على منهاج كانت قد ابتدعته المنظمة منذ اوائل الثورة في ايران لسحق الشخصيات الدينية المعتمدة من قبل الشعب، بث شائعات لااساس لها والتركيز عليها بصورة مستمرة وفقا لقاعدة نفسية لتترسخ بشكل لا ارادي تاثيراتها السلبية في اذهان ومعنويات افراد الشعب، ان المنظمة وفي هذا المجال قد استهدفت اكبر الشخصيات السياسية_ الدينية ، وبصرف النظر عن مدى اهمية عمل وامكانية ادارة هذه الشخصيات، المهم هو التشكيك بالشرعية الاخلاقية والسياسية وكذلك ماضي هذه الشخصيات بطرق لا اخلاقية. المنظمة وللنيل من اهدافها كانت تختلق مختلف التهم منها ارتباط هؤلاء الشخصيات بامريكاوالتعاون مع نظام الشاه والتسليم له والفساد المالي والتجسس و… الخ فخصص لهذه الموضوعات القسم الاعظم مما ينشر في صحف ومنشورات المنظمة وما يطرح في المحاضرات واللقاءات وحتى الدروس المعنية بالتعليم الايدلوجي (ظاهريا). المنظمة باستمرارها بالمنهج هذا في العراق وضمن اغتيالها لشخصية المالكي تسعى لحذفه من الساحة السياسية العراقيةلكي تتمكن من حل مشكلة خروجها من العراق.
لايفوتنا ان نذكر بان المنظمة اضافة الى متابعة هذا المنهاج من خلال اعلامها فهي تتابعه ايضا عن طريق الصحف والاعلام العراقي المنحاز للبعث ومعارضي المالكي. ان التركيز على امثال اياد علاوي وصالح المطلك وفي المقابل شن الهجمات الاعلامية المضادة للمالكي هي ادلة على هذا المنهاج. ان فوز المالكي برئاسة الوزراء وحصوله على ثقة البرلمان يدل على ان المنظمة لم تنجح في التاثير على الراي العام وممثلي البرلمان العراقي وكذلك سائر الاوساط الحكومية لا بل العكس فبتثبيت المالكي مرة اخرى فقد ابقت المنظمة على وضعها المتزلزل السابق، النقطة المهمة في الموضوع هي تودد وتملق المنظمة للامريكان.
بالضبط وبعكس ما حصل في الثورة الايرانية حيث كانت المنظمة تتهم الشخصيات السياسية والدينية بالتبعية لامريكا سعيا منها لانزواء تلك الشخصيات واغتيالها، اما هنا فان المنظمة بتوددها لامريكا تدعي ارتباط امثال المالكي بالجمهورية الاسلامية. هذه الكودات والدلائل تؤكد وقبل كل شيء على مناهج تستخدمها المنظمة كاساليب وطرق للعمل بفوارق بسيطة في مختلف الظروف الاجتماعية. على اي حال فان فشل المنظمة في اغتيال شخصية المالكي وبقائه متصدرا السلطة السياسية في العراق سيكلفها ثمنا باهضا وهذا ما تعرفه عناصر المنظمة وقيادتها افضل من غيرهم لذا نرى وبسبب هذه النتائج والتبعات كيف تغيرت مواقف المنظمة وتعاملها بصورة مفاجئة اتجاه المالكي. يمكن مشاهدة جزءا من هذا التراجع من خلال عكس خبر منح البرلمان الثقة للمالكي في الموقع الانترنيتي لمنظمة خلق. قد يكون للمرة الاولى خلال السنوات الماضية ان تطرقت المنظمة للخبر بصورة عادية على انها وسيلة اعلام فقط حيث نقلته وفق المعايير الاعلامية بينما كان المالكي ولقبل اسبوع عرضة لشتى الاتهامات وبصورة وقيحة من قبل المنظمة.
اميد بويا
ترجمه :جمعيه النجاة