مرة اخرى نقلت منظمة خلق خبرا عن مواجهة بين ساكني معسكر أشرف من جهة وبين العوائل الايرانية المعتصمة امام المعسكر ومجموعة من المواطنيين العراقيين من جهة اخرى، فقد عرضت قناة تلفزيون المنظمة في نشرتها الأخبارية المسائية ليوم الجمعة 7 ك2 لقطات مصورة متتالية عن هذه المواجهة وادعت ان ساكني أشرف قد تعرضوا لهجوم من قبل العوائل الايرانية والجماعات العراقية واضاف المصدر نفسه بجرح مائة وسبعون بينهم سبعون امرأة وان المهاجمين قد استخدموا قنابل المولوتوف. المجلس الوطني للمقاومة بدوره اصدر عدة بيانات متتالية وسرد معلومات من جانبه فقط أكد فيها على وجوب تواجد القوات الامريكية واناطة مسؤولية معسكر أشرف اليها. ظهر في الصور التي عرضتها تلك القناة بعض الافراد وقد لفت رؤوسهم بضمادات وزعمت المنظمة ان هؤلاء هم ممن تعرض للهجوم ، يأتي هذا في وقت قد اعد تلفزيون المنظمة فلما (فديو) حول الحدث وبثه وفيه سمى هذا التصادم بـ" فوران أشرف ".
ان نفس هذه التسمية واللقطات التي عرضها تلفزيون المنظمة جميعها تؤكد ان عناصر المنظمة هي المهاجمة. رغم مساعى التلفزيون بقلب الحقائق من خلال الفلم الا ان بعض اللقطات تشير وعلى اقل تقدير ان العناصر داخل المعسكر هم السبب في اثارة العوائل وخير مثال على ذلك اصابة الدكتور نافع عيسى رئيس اللجنة العراقية التضامنية مع العوائل المعتصمة وكذلك مناورة سيارات المنظمة وتحركها بمحاذاة سياج المعسكر وتجمع عددا كبيرا من عناصرها امام مدخل المعسكر.
من خلال مشاهدة تلك اللقطات التي بثها تلفزيون المنظمة يتبادر للذهن سؤالا يجب الوقوف عنده والتأمل فيه وهو ماسبب تقدم عناصر المنظمة الى هذا الحد ووقوفهم على مقربة من مكان تواجد العوائل وشتمهم ورشقهم بالحجارة و… الخ من مؤثرات تؤدي بتحريك واثارة العوائل. من المسلّم ان المسافة الفاصلةبين مكان اقامة العوائل ومكان سكن عناصر المنظمة داخل المعسكر تصل الى عدة مئات من الامتار وهي فاصلة ان التزمت عناصر المنظمة بمراعاتها فمن المؤكد لم يكن بمقدور العوائل من مهاجمتهم الا اذا كان ساكني أشرف قد جاؤوا ووقفوا عند اقرب فاصلة مع العوائل وبدأوا بالتحرش بهم واثارتهم وفقا لخطة مدبرة. ان الادعاء الاخر للمنظمة برمي قناني المولوتوف على عناصرها هو امر يستدعي الضحك والسخرية، ففي جميع اللقطات التي بثها التلفزيون لايظهر شيئا يدل على استخدام قناني المولوتوف، وانما الشيء الوحيد الذي استندت عليه المنظمة في اثباتها صحة هذا الادعاء هو نشرها لصورة قنينة نصف محترقة في موقعها الاكتروني.
هناك نقطة تجلب الانتباه وهي عرض المنظمة صور لمجموعة من عناصرها وقد لفت رؤوس بعضهم ووجوه البعض الاخر بضمادات زاعمة انهم قد رشقوا بالحجارة، الا ان جميع الضمادات كانت نظيفة وخالية من اي اثر للدم او دواء التضميد بحيث يمكن وبكل بساطة تشخيص عدم صحة الاصابة. ان بث هذه الأخبار جاء متزامنا مع تناقل وكالات الانباء العراقية وتغطيتها لأخبار تظاهرة العراقيين فعلى سبيل المثال نقلت صحيفة السومرية خبرا: تظاهر المئات من أهالي محافظة ديالى، الجمعة، سلميا أمام مخيم العراق الجديد (معسكر أشرف سابقا) المقر الرئيسي لمنظمة خلق الإيرانية مطالبين بإخراجها من البلاد ورشقت عناصر المنظمة المتظاهرين بالحجارة واصابت بعضهم بجروح. النقطة المهمة في الموضوع هي تحليق المروحيات الامريكية في سماء المنطقة احد المصادر داخل ايران (وكالة الانباء المركزية) كتب يقول: ان هذه المروحيات جاءت لتخويف المتظاهرين وتفريقهم وابعادهم عن المنطقة.
بغض النظر عن اي حكم حول مستوى الحث ومعرفة المسبب فانه من المؤكد ان المنظمة اخذت تسعى لتأزيم موضوع بسيط وتعمل على تضخيمه بامكان اي عقل سليم وذا دافع صادق ان يتتبع ذلك وبسهولة. حقيقة الموضوع هو ان المنظمة تجيد وبمهارة تعقيد الموضوعات البسيطة وتحولها الى معقدة وغامضة. هذا النهج في التعامل مع الموضوعات الذي تستخدمه المنظمة منذ تشكيلها قد تبدل الى جزءا لايتجزأ عنها تستخدمه في حلولها عند مواجهتها للمشاكل ووصولها طرقا مسدودة سياسيا واستراتيجيا والامثلة على ذلك كثيرة منها اعتقال مريم عضدان لو في قضية 17 حزيران فقد شهدنا مثل هذا التعامل، الا ان شكله ومحتواه يختلف وفقا لمقتضيات المرحلة وفي الوقت الحالي فان المنظمة وبسبب وجوب خروجها من العراق من جهة ومطاليب العوائل الايرانية من جهة اخرى فهي بامس الحاجة لمثل هذا التأزم. المنظمة الان ولكسب دعم بعض الغربيين تسعى متظلمة لتحقيق عدة اهداف، هدفها الرئيسي هو تأخير عملية خروجها من العراق، ان وقوع اي من هذه الاحداث تستغله المنظمة متوسلة بمواضيع جانبية وخاصة عندما يكون لديها عددا من الجرحى واحتمالا عددا من القتلى يمثل افضل فرصة وامكانيات من اجل الابتعاد عن الموضوع الاساسي، وهدفها الاخر والذي تتابعه بصورة مستمرة هو ارجاع القوات الامريكية الى أشرف وخروج مسؤوليته من يد القوات العراقية.
المنظمة سوف تعمل على كل ما من شأنه ان يحقق لها اهدافها هذه، وفي هذا المجال ستسعى مستغلة مشاعر بعض البسطاء لزيادة عدد حماتها. ان بساطة وطيبة العوائل الايرانية والعراقيين وسلاسة تعاملهم مع موضوع أشرف من جهة وتعقيدات المنظمة الذاتية من جهة اخرى قد فرضت ظروفا تستوجب التعمق والتوسع بابعاد الموضوع غير المعلنة وجعلها من الاولويات الخاصة، يجب العمل بكل الامكانيات لفضح هذه الابعاد غير العلنية، المنظمة لن تتراجع خطوة واحدة الى الخلف وفي اي ظروف كانت لا بل الععكس ستعمل على تعقيد هذه العملية (اخراجها من العراق) بقدر ماتستطيع، والعنصر الاساسي للمنظمة في تعقيدها هذا هو عامل العنف في الموضوع. ان اي فرض وتصوّر بان للعوائل دور في هذا الحدث هو تصوّر خاطيء. الموضوع المهم للعوائل حاليا هو لقائهم بابنائهم، والمهم لدى المسؤولين العراقيين هو اخراج تشكيلات رجوي من العراق واستلام أشرف، وما بقي من امور واحداث ومن المسبب وتتبع الاحداث جميعها تقع ضمن هذا الاطار. ان اي موضوع ومهما بلغ من اهمية انسانية وعاطفية وقانونية وحقوق انسان و… الخ يمكن تداوله ضمن هذا الاطار كما يمكن التعرف على المهاجمين من خلاله فقط.
ضمن اطار هذه القاعدة يمكن تتبع فلسفة وقوع مثل هذه الاحداث، يجب عدم الانجرار وراء طرح مواضيع جانبية ومعارك المنظمة الكاذبة. المنظمة تريد بعرضها لعدد من الجرحى وحتى قتلى ان تجبر العوائل والمسؤولين العراقيين على الانفعال والدفاع عن انفسهم والتخلي ولو لفترة قصيرة عن موضوعهم الرئيسي، يجب التعامل مع المنظمة بنفس طريقة تعاملها فمتى ما نواجهها بذهنية بسيطة ستلدغنا من جحورها التي تختفي فيها بصورة مستمرة ومهما طال الزمن. عندما يركز تلفزيون المنظمة وبصورة مستمرة على اولئك الذين صوّرتهم المنظمة وزعمت انهم جرحى وضمدت رؤوسهم لتؤثر في مخاطبيها الفرضيين، هنا يجب متابعة اهمية الموضوع في حاجتها لازدياد هؤلاء الافراد كما ونوعا وليس في التزاماتها وشعورها بالمسؤولية تجاههم. يجب التأكيد على المطالبة بمطالب بسيطة وواضحة وتحمل الصفة القانونية للتمكن من الوقوف بوجه التعقيدات المزيفة للموضوعات. ان احداث يوم الجمعة 7 ك2 لايمكن تقييمها وتحليلها خارج نطاق هذه القاعدة.
لندع المنظمة واعلامها يقولوا ويكتبوا ويعرضوا ما يحلوا لهم ويبينوا من المسبب، وليسبوا ويشتموا المواطنين العراقيين والعوائل الايرانية والمالكي والمسؤولين العراقيين والشخصيات العراقية الحقيقية والحقوقية، هذا العمل عمل المنظمة منذ سنوات لم ولن يغير شيئا، الموضوع الرئيسي هو الحق القانوني للعوائل بلقاء ابنائها خارج قلعة رجوي وكخطوة اخرى تنفيذ قرارات الحكومة العراقية واخراج المنظمة من العراق وما بقي من مسائل ومواضيع فهي قضايا ثانوية. بتحمل وصبر بسيط سيتضح عما قريب دور المنظمة في اشعال فتيل جميع هذه الاحداث.