دعت إدارة محافظة ديالى، الأحد، الحكومة الاتحادية، لإبعاد منظمة خلق الإيرانية إلى خارج البلاد تطبيقاً لمضامين الدستور العراقي، وأكدت أنها ستعرض معسكر أشرف، الذي تتواجد فيه حالياً، للاستثمار في حال خروجها. في حين وصف خبير اقتصادي، منطقة المعسكر بـ "لؤلؤة الصحراء"، التي ستكون أجمل منطقة سياحية في البلاد، إذا ما استثمرت بنحو صحيح.
وقال النائب الأول لمحافظ ديالى، فرات التميمي، في حديث لـ"السومرية نيوز"، إن دور منظمة خلق الإيرانية "كان وما يزال سلبياً في المشهد الأمني عبر دعمها لأعمال العنف وإيذاء العراقيين على مدار ثلاثة عقود متتالية"، مشيراً إلى أن الدستور العراقي الذي صوت عليه الملايين "تضمن فقرة واضحة تنص على عدم السماح بتواجد أي منظمة إرهابية داخل الأراضي العراقية، ما يلزم الحكومة الاتحادية بإبعاد منظمة خلق الإيرانية لأنها إرهابية ومعروفة على الأصعدة الإقليمية والعالمية".
وأضاف التميمي، أن معسكر أشرف، وهو المقر الرئيس لمنظمة خلق الإيرانية، قرب ناحية العظيم (55 كم شمال بعقوبة)، "يمتاز بموقع إستراتيجي هام لأنه يقع على الطريق الرابط بين العاصمة بغداد ومحافظات إقليم كردستان العراق، ناهيك عن خصوبة الأرض في تلك المنطقة".
وتابع بقوله، إن إدارة المحافظة "ستعمد إلى عرض أرض المعسكر لـ"الاستثمار لحظة خروج عناصر منظمة خلق منه، لما يمثله من فرصة ناجحة ستدعم الاقتصاد المحلي".
من جانبه وصف الخبير الاقتصادي في بعقوبة، زايد الحميري، معسكر أشرف بأنه "لؤلؤة الصحراء، نظرا لجمال طبيعته"، مضيفاً أن المعسكر "يحوي مطاراً كبيراً وطرقاً وخدمات متكاملة من ماء وكهرباء وغيرها من الركائز الأساسية المطلوبة لأي مشروع سياحي".
وأوضح الحميري، أن الموقع الإستراتيجي للمعسكر "سيدفع كبرى الشركات الاستثمارية السياحية العالمية للعمل فيه"، متوقعاً أن تصبح منطقته "مقصداً للملايين من العراقيين في حال المباشرة بالمشروع بعد خروج منظمة خلق الإيرانية منه".
يذكر أن منظمة مجاهدي خلق (الشعب) تأسست في 1965 بهدف الإطاحة نظام شاه إيران، وبعد الثورة الإسلامية في 1979 عارضت النظام الإسلامي، والتجأ كثير من عناصرها إلى العراق في الثمانينيات خلال الحرب بين إيران والعراق 1980- 1988، وتعتبر المنظمة الجناح المسلح للمجلس الوطني للمقاومة في إيران، ومقره فرنسا، إلا أنها أعلنت عن تخليها عن العنف في حزيران 2001.
وتزيد مساحة معسكر أشرف عن 50 كم مربع، ويسكنه أكثر من 3400 من الإيرانيين المعارضين لحكومة بلادهم.
وعمدت الحكومة العراقية، إلى تغيير اسم المعسكر إلى "مخيم العراق الجديد"، بعد تسلمها مهام المسؤولية الأمنية فيه من القوات الأميركية، وأخضعت الداخلين إليه إلى إجراءات أمنية مشددة.
وتشوب العلاقة بين الحكومة العراقية، وسكان المعسكر، توترات وصدامات مستمرة، آخرها حدث يوم الجمعة الماضي، الثامن من نيسان الجاري، بين قوات من الجيش العراقي وسكان المعسكر، ما أدى إلى مقتل أحد عناصر منظمة خلق الإيرانية، وإصابة 12 آخرين بجروح، علاوة على 13 عنصراً من الجيش العراقي، بينهم خمسة ضباط، أحدهم برتبة مقدم، وإثارة العديد من ردود الأفعال المحلية والعالمية