يوم الثلاثاء الموافق 19 تموز الجاري طالب السيد بان كي مون الامين العام للامم المتحدة جميع الدول الاعضاء في الامم المتحدة بـ" العمل بشكل مضاعف من اجل ايجاد حل لمشكلة ساكني معسكر أشرف بافضل صورة".
مع كل احترامي للسيد بان كي مون والدول الاعضاء في الامم المتحدة فانني اقف متعجبا لهذا الطلب من قبل الامين العام.
نظرا للعرف الدبلوماسي والاخذ بالنظر لمكانة الامين العام للامم المتحدة لذا يستوجب على روؤساء كافة الدول واعتبارا من هذه اللحظة ترك اعمالهم التنفيذية جانبا وشد احزمتهم من اجل تنفيذ اوامر الامين العام للامم المتحدة بايجاد حلول للافراج عن اولئك الـ"3400" فردا المحتجزين في أشرف.
بالطبع فان بعض البسطاء ممن ليس لديهم الماما بالعلاقات الداخلية الفئوية لمنظمة خلق سنتظرون متفائلين خيرا لرؤية ماسيثمر عنه طلب السيد بان كي مون.
اود هنا ان اوضح ومن وجهة نظري بصفتي احد افراد هذا المجتمع العالمي ان بعض مايقوم به روؤساء القبائل البدوية وعمد القرى النائية على الكرة الارضية من اجراءات وما تتمخض من نتائج عن السياسات التي يتخذونها هي ذات نتائج افضل بكثير من اجراءات وطلبات الساسة الحاليين على الساحة العالمية، حيث انهم يسعون منذ بدء المشكلة لمعرفة اسبابها ثم يجدون لها حلا منطقيا وبذلك ينهون اي نزاع ويحولونه الى سلام ومحبة.
من الافضل على الافراد الذين يعملون او يطالبون بحل معضلة عناصر خلق في معسكر أشرف حرقة قلب او من موقع المسؤولية وعلى اقل تقدير الاهتمام بالنقاط ادناه وليعلموا ان اوضاع قادة المنظمة هي مصداقا لمضمون المثل الفارسي "عندما يقع العقرب في مأزق ولايجد من يلدغه، يلدغ نفسه" وهذا يعني ان قادة زمرة خلق يرغمون اتباعهم بالانتحار وحرق انفسهم لانهم لايرون في انفسهم القدرة على حل مشاكل أشرف بصورة سلمية، انهم قد فقدوا قدرة التخلص من اساليبهم القديمة والالتحاق بالعالم الجديد، لذا فان غسيل الدماغ يرشدهم لتفضيل الموت على الحوار للدخول الى العالم الجديد. الانتحار واحراق انفسهم ماهو الا دليلا على الاحباط والوصول الى طريق مسدود وللاسف فان تغير الاساليب والعثور على طرق جديدة للتخلص من الاحباط لم يجد اهمية لدى قادة الزمرة.
قادة الزمرة كانوا اصحاب اهداف الا ان التكامل اثبت ان التعلق بالاهداف والثبات عليها تكون مؤثرة ومفيدة عندما تسخر في خدمة الانسان وفي سبيل الاستمتاع بالحياة الا انها عندما تكون وبالا على الحياة فانها ستقود المجتمع الى الموت والانهيار، وهذا ما اصاب المنظمة دون مبالغة وحسب ماتشير اليه الشواهد.
الحقد قد تجذر في فكر قادة الزمرة بحيث حتى انهم لم يعد يصدقوا باجسامهم وارواحهم وقطعوا املهم من الحياة الاجتماعية وتنظيم علاقتهم مع المجتمع الايراني، لذا فهم يعتقدون بانه قد حكم عليهم باعادة الازمات التي اوجدوها بانفسهم. القادة هؤلاء لم يعاضوا السلطة في ايران فحسب بل كانوا ولايزالون يعارضون كافة التيارات السياسية داخل وخارج البلد وقد سخروا جميع طاقاتهم خدمة للعمل الاعمى ضد تلك التيارات.
الوصول الى اللاشيء سبب ايجاد حالة عدم التوازن لدى الزمرة لذلك وعلى سبيل المثال: فن قادة هذه الزمرة كانوا في يوم ما اعداءا ألداء لامريكا وفي يوم اخر عشاقها. جميع هذه الدلائل تشير الى ايجاد ازمة هوية لدى الزمرة وقادتها وابتعادهم عن المجتمع الايراني.
تحمّّل الزمرة للانكسار يعني اعترافهم بخطأ في مسيرتهم لفترة اربعين سنة الا ان الانسان عندما يعتقد ان هناك وبشكل دائمي حلولا افضل فانه سيتوسل بالسياسات الانسانية السلمية كبديل عن الانتحار والاضمحلال وسيرى تحول مرارة الانكسار الى حلاوة السلام.
يبدو ان السيد بان كي مون لايعلم انه في المرحلة الاولى بان مشكلة معسكر أشرف لم تعقدها ايادي الدول الاعضاء في الامم المتحدة وحلها لن يكون بمساعيهم. ان كان السيد بان كي مون على معرفة بما يخص زمرة خلق ويعلم ان العامل المسبب لجميع هذه المشاكل هم قادة الزمرة انفسهم فمن المؤكد وبدلا عن الطلب من الدول فانه سيصدر امرا فوريا الى قادة الزمرة الايدلوجية الذين يعتبرون انفسهم في استقلالية عن المجتمع العالمي ولايلتزمون باي قانون دولي يمنحهمفيه فترة زمنية لغلق متجر أشرف والافراج عن جميع الافراد المحتجزين فيه ويؤكد فيه ايضا على تسليم هؤلاء الافراد وبسرعة وبشكل مستقل وبعيدا عن العلاقات الفئوية الى الصليب الاحمر الدولي من اجل منحهم اللجوء في الدول الخرى وضمن اطار القوانين الدولية او العودة الى بلدهم لمن يرغب بذلك.
رضا الاسدي