أكد تقرير وزارة الخارجية الامريكية الصادر في ايار /مايو 2011 على عدم وجود اي دعم من قبل الشعب الايراني لمنظمة خلق داخل ايران وخارجها، كما وذكر التقرير ايضا: "يجب القول ان الايرانيين وبدلا من دعمهم لهذه المنظمة فانهم سينهضون لمواجهتها"، واضاف "ان اي دعم امريكي للمنظمة سيؤثر سلبا على سمعة امريكا بين الايرانيين وسيثير مشاعرهم ضدها". تقرير الخارجية الامريكية يذكر ان المتحررين من الزمرة يصفون منظمة خلق بالفئوية وهي تلاحق اعضائها السابقين وتلحق الاذى بهم، كما يذكر التقرير ان زعيم منظمة خلق قد اصدر حكما بالاعدام لكل من يحاول الهروب.
بيان الخارجية الامريكية استند على معلومات تم جمعا عبر الارتباطات والاتصالات الشعبية لسفارات الولايات المتحدة في البلدان المجاورة لايران ومن قبل فريق "مراقبة ايران" حول رؤية الايرانيين في داخل ايران وخارجها ازاء منظمة خلق.
احد المحاور الرئيسية للتقرير يتطرق لأراء الايرانيين حول انتهاكات منظمة خلق لحقوق الانسان داخل تشكيلاتها، الامر الذي يجعل كل من يعارض نظام طهران في شك وترديد حول دعمه لهذه المنظمة.
الكاتب بعنواني كعضو سابق في تشكيلات منظمة خلق في الولايات المتحدة والعراق وايران قد شهدت مجموعة نماذج لنقض حقوق الاعضاء داخل هذه المجموعة. الامر الذي يؤدي اصابة اي شاهد محايد بالاحباط تجاه منظمة خلق.
اهمية الموضوع اعلاه تنبع من ان المنظمة بعنوان معارضة ضد النظام تسعى للاطاحة بالحكومة وتغييرها لكن يجب القول انه ليس هناك من احد في داخل ايران وخارجها يريد تغيير نظام عقائدي بنظام عقائدي اخر.
المنظمة تحتفظ بافرادها ضمن محيط مغلق دون اتصالهم بالعالم خارج هذا المحيط، وخصوصية هذا العمل هو ان الفرد ومن الناحية النفسية يبقى مرتبطا بالاعلام الموجه اليه من قبل قنوات المنظمة الخاصة.
المنظمة تستخدم تقنيات نفسية خاصة بها للتحكم بالافراد والسيطرة عليهم، ولم يعد هذا امرا داخليا لانه بهذه الصورة يستخدم الفرد على انه ماكنة او رجلا آليا من اجل تحقيق اهداف المجموعة، وعلى اساس هذه التلقينات الفكرية يمكن اعداد افراد المنظمة لتنفيذ العمليات الانتحارية او احراق انفسهم. يضاف الى هذا الموضوع ايدلوجيتهم المبنية على المعيشة والحياة المشتركة، عدم الزواج، تطبيق الافراد مع الزعيم العقائدي ورفعهم لتقاريرعن انفسهم ويعد ذلك بمثابة ادوات للسيطرة على الافراد.
الانتخابات الداخلية للمنظمة هي موضوع اخر فهي تكشف عن عدم ديمقراطية المنظمة وانتهاكها لحقوق افرادها داخل التشكيلات. بهذا الخصوص لم تنشر وثائق كثيرة لكن يمكن بيان ذلك بان الانتخابات الرئيسية داخل المنظمة تخرج جميعها (اي جميع الاراء) بنتيجة واحد دائما، ليس هناك اي رأي معارض مطلقا.
وعلى العكس مما تعلنه المنظمة فان اي من الموضوعات اعلاه هي ليست من مستلزمات النضال ضد الحكومة الايرانية بل انها تدل على الاستبداد والفئوية. وفي هذا الاطار تسلب ابسط الحقوق للافراد وتعرضهم لغسيل الدماغ، وقد شهدت نماذج من الضرب والاعتداء على الافراد واختفاء بعض الاعضاء داخل هذه المنظمة.
موضوع الاقليات الدينية هو احد الموضوعات التي يتعرض له ناقدي المنظمة بصورة مستمرة فالعضوية في تشكيلات منظمة خلق تتطلب ان يكون الفرد من الشيعة الامامية لانه على اساس الاعتقاد بالامام الغائب فقط يمكن الاعتقاد بنائبه الرسمي او غير الرسمي. في تشكيلات رجوي وبصورة غير رسمية يذكر مسعود رجوي على انه نائب الامام ليرفع من قدسيته وتكون الطاعة له وحده فقط لهذا السبب فان الاعضاء من غير المسلمين تمارس عليهم ضغوط وبصورة مستمرة لاجبارهم على التشيع والثبات طبعا برأي مسؤولي الزمرة هذا ليس بكاف بل يجب على الفرد ان يؤدي المناسك الاسلامية من قبل اداء الصلاة اليومية والصيام ايضا.
نظرا لما تظهره منظمة خلق على انها اهم معارضة ضد نظام طهران فانها لن تنال توجه الشعب اليها مالم تجري تغييرات اساسية في المنظمة، بلا شك ان احد هذه التغييرات هو الاعتراف بشكل رسمي بحق الانتخاب الفردي للاعضاء ومنحهم حقوقهم.
أرش صامتي بور