ان جميع رواد موقع مؤسسة اسرة سحر اضافة الى العوائل المجتمعة مقابل بوابة معسكر أشرف الفئوي يعرفون السيدة ثريا عبداللهي، التي تحدت منازالة مارد قلعة أشرف الذي يستخدم جميع الطرق النفسية للسيطرة على العقول والتحكم بها اضافة على ذلك امتلاكه للامكانات الدولية الواسعة السياسية منها والمالية للاحتفاظ بابنها الاسير.
بالتأكيد ستكون خاتمة هذه القصة ذات عبرة؛ من ذا الذي سينتصر؟ أم لاتملك بيدها سوى محبة ولدها ورجوي الذي يمتلك كل شيء من اجل تسليمها.
نورد ادناه شيئا من خاطراتها:
في احد ايام مراجعتي المستشفى عند باب الاسد (البوابة الرئيسية للمعسكر- الواقعة في الضلع الغربي) وبسبب مرضي (اصابتي بمرض في القلب) وقفت سيارة اسعاف امام باب الاسد تحمل امرأتان من اعضاء المنظمة احداهما مريضة والاخرى مرافقة لها (بالاحرى مراقبة) تقربت اليهنّ بهدوء واحترام وسلمت عليهنّ بكل محبة وفتحت الحديث معهنّ وبعد السؤال عن صحة المريضة قلت ان بالامكان علاجها في ايران او في الخارج افضل من هنا، وطلبت منها النزول من السيارة والمجيء مع وقلت ان العوائل ستساعدها ولاداعي للقلق والخوف. كانت ذا وجه معصوم ومن خلال سكوتها بان على وجهها الرضى واخذت تتأمل فيّ. في نظرتها الكثير من الحديث تريد الادلاء به الا ان السجان او تلك المرافقة هي من كبار مسؤولي المنظمة ما ان شاهدت هذا الموقف حتى تدخلت بسرعة وبحالة عصبية بدأت باهانتي وبصقت بوجهي. على هذا الاساس لازمت المريضة لمراقبتها كي لاتجري اي اتصال مع العالم خارج المعسكر.
انا وبدون ان ابدي اي انفعال قلت لها انا لا ابالي بذلك واعلم بانها هي الاخرى مبتلية ايضا واعلم بانهم قد اخافوهم من الخروج من المنظمة وقلت لها لاتقلقي ويكفي ان تصممي وبعد ستفهم الامر عندها ستندم لماذا لم اقم بهذا العمل قبل هذا.
صدرت الموافقة على خروج الاسعاف لم ينقطع نظري عن الاسعاف وخاصة عن المريضة وهي تغادر المكان ودعوت الله لها بالشفاء العاجل. راجعت المستشفى وهناك عرفت اسم المريضة (زهراء حسيني) وهي زوجة السيد مهدي خوشحال الذي انفصل عن المنظمة قبل عدة سنوات وذهب مع ابنه الى المانيا، ابنهما حاليا يقيم في المانيا وحصل على شهادة عليا وتزوج هناك. السيد مهدي خوشحال ومنذ فترة يتواجد في العراق برفقة ذوي زوجته ويتابعون مقابلة والدة ابنه الذي لم يسمح لهم رجوي بذلك.
دمعت عيناي لانه وقبل عدة اشهر جاءت شقيقتيها والتحقنّ بالاعتصام امام معسكر أشرف وعلقنّ صورتها على باب الاسد وللاسف وبعد عدة ايام سمعنا بخبر وفاتها، وابدت جميع العوائل المتواجدة في مجمع ازادي (الحرية) اسفها وتأثرها واقيمت مراسيم مختصرة عند باب الاسد على روح الفقيدة.
نعم رغم بقاء جسد هذه الاخت العزيزة والام المفجوعة في ارض معسكر أشرف الا ان روحها قد حلقت وتحررت. زهراء دون ان تحتضن افراد اسرتها وابنها ودون ان تراهم بعد فراق عقدين من الزمن قد فارقت الحياة، رحمها الله.
بهذه المناسبة الاليمة اود ونيابة عن العوائل الاخرى المعتصمة امام معسكر أشرف تقديم احر التعازي لعائلة السيدة زهراء حسيني وجميع ذويها وخاصة السيد مهدي خوشحال وابنها واتمنى تحرير جميع الاسرى في قبضة زمرة رجوي واللقاء باحبتهم عاجلا.
ثريا عبد اللهي
العراق – مجمع ازادي (الحرية)
15 تشرين الاول 2011