عزيزتي السيدة أشتون
من موقع المسؤولية عن الضحايا من العراقيين والمتضررين من وجود منظمة خلق الإيرانية في العراق زراعيا واقتصاديا وسياسيا وأخلاقيا..لابد من طرح المشكلة من بدايتها فوجود هؤلاء الأشخاص رجالا ونساءاً في العراق كان بدافع سياسي وعسكري بحت من خلال اتفاق ابرم بين قادة المنظمة في وقتها (مسعود رجوي) ورئيس النظام السابق صدام حسين والذي رفضته مجموعتكم الأوربية الموقرة وساعدت في إزالته من الحكم ومساعدة الشعب العراقي في تجربته الديمقراطية. ووزع أفراد المنظمة على معسكرات خارج وداخل العاصمة بغداد وكانوا يتمتعون بحصانة أمنية وسياسية خاصة, وتطورت العلاقات بين الطرفين بحيث شارك هؤلاء في القرار السياسي والعسكري ضد العراقيين في بغداد وكربلاء والخالص وطوزخرماتوا و ديالى , ونصبوا الكمائن والحواجز وداهموا البيوت الآمنة واختطفوا الرجال والنساء داخل معسكراتهم وشاركوا في توتير العلاقة وزيادة حدة الحرب بين العراق و إيران خلال ثمانية سنوات الحرب من 1980 – 1988 وكان دورهم في العسكرة والقتال كبيرا واشتركوا في التحقيق مع الأسرى الإيرانيين داخل العراق والقيام بعمليات إرهابية خطرة في العراق وإيران مخالفة صريحة لقرارات الأمم المتحدة, وكان دورهم الإعلامي والسياسي لا يقل خطورة عن دورهم العسكري في دعم نظام صدام حسين والتنكيل بالشعب العراقي ومصادرة حقوقه خصوصاً في الانتفاضة الشعبانية عام 1991م العراقية ولعبت المنظمة بعد سقوط صدام حسين بدور كبير في تأجيج الوضع السياسي والإعلامي ضد العراق وإحراجه أمام دول الجوار والعالم و مارست المنظمة أساليب التضليل والخداع ونظمت الاستعراضات العسكرية والبرامج السياسية والمهرجانات والندوات داخل المخيم والحملات الإعلامية المركزة في الصحف والقنوات الفضائية وشراء ذمم الإعلاميين والسياسيين والمزارعين ومنظمات المجتمع المدني ومن داخل المعسكر ضد النظام السياسي الجديد في العراق وشخصياته الوطنية المنتخبة من الشعب وحرضت المنظمة المجتمع الدولي ضد العراق ونظامه الجديد الديمقراطي.
كل ذلك ولد حالة عدم الارتياح لدى العراقيين من وجودهم الغير شرعي ولا القانوني وطالب العراقيون بتظاهرات علنية وندوات واسعة وتحركات اجتماعية من خلال احتضان العوائل الإيرانية المعتصمة لمقابلة أبنائها المحتجزين من قبل المنظمة داخل المخيم, والدعوة لإخراجهم بالطرق السلمية والإنسانية وهنا قررت الحكومة بعد دراسة الأمر بإخراج المنظمة من العراق نهاية عام 2011م آخر موعد لخروجهم الإنساني دون إكراه إلى أي بلد يرغبون به وبالتعاون مع المنظمات الدولية والإنسانية والدول المهتمة بشأن هؤلاء.
من موقعكم الرائد والمهم نناشدك بالسعي الحثيث لإنهاء هذا الملف منعا للاحتقان الاجتماعي المتولد من كراهية المواطنين العراقيين لأساليب قادة المنظمة في معسكر أشرف ورحمة بالإيرانيين المحتجزين منذ سنين عديدة دون رغبتهم للسفر والالتقاء بعوائلهم وان هذا الجهد الذي سوف تبذليه سيساعد العراق ونظامه الجديد من استعادة ترتيب بيته الداخلي بأسس قانونية وإنسانية وسوف يتذكر العراقيين دورك المهم في إنهاء هذا الملف ولكون مواقفك واضحة وشفافة فأن العراقيين متفائلون لكونك تمسكين بزمام المسؤولية وبانتظار مساعيك الجادة للترحيل الإنساني لأفراد خلق إلى دول العالم وإغلاق ملف معسكر أشرف.
د.عدنان السراج إعلامي وسياسي مستقل
عن مجموعة من الإعلاميين العراقيين