رحبت منظمة مجاهدي خلق الإيرانية المعارضة، الجمعة، بمقترح الأمم المتحدة للتفاوض مع الحكومة العراقية، وفي حين أكدت أن 400 من سكان مخيم أشرف مستعدون للانتقال إلى معسكر ليبرتي غرب بغداد مع ممتلكاتهم المنقولة، دعت إلى تشكيل لجنة قانونية مشتركة لتوقيع وثيقة شاملة لترتيبات النقل تتضمن "التطمينات الدنيا".
وقالت مريم رجوي في بيان على هامش مؤتمر صحافي عقد أمس الخميس في مدينة بروكسل بحضور الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في العراق مارتين كوبلر، المستشار الخاص لوزيرة الخارجية الأمريكية السفير دن فريد والممثلة العليا للاتحاد الأوربي هيوز مينغارلي بشأن سكان أشرف "إننا نرحب للغاية بمقترح الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في العراق لبدء مفاوضات بناءة مع الحكومة العراقية في إطار بيان المفوضية العليا للأمم المتحدة في شؤون اللاجئين".
وأبدت رجوي استعدادها للسفر إلى بغداد والتفاوض مع الحكومة العراقية بحضور الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في العراق"، مؤكدة أن "400 من سكان مخيم أشرف مستعدون للانتقال إلى ليبرتي مع سياراتهم وممتلكاتهم المنقولة كبادرة حسن نية".
ودعت رجوي إلى "عقد مؤتمر دولي أو في الأقل تشكيل لجنة قانونية مشتركة تضم محامي الأطراف المعنية لتوقيع وثيقة شاملة لترتيبات النقل تتضمن التطمينات الإنسانية الدنيا".
وطالبت رجوي السفير دن فريد والسفير جفري والسفير كوبلر بأن يضمنوا وينفذوا التطمينات الدنيا لنقل سكان أشرف إلى مخيم ليبرتي، سيما مع تمركز القوات المسلحة العراقية في خارج حرم المخيم الضيق البالغة مساحته نصف الكيلومتر مربع لتحظى وبوجه خاص 1000 امرأة بما يكفي من الراحة والطمأنينة والأمن".
ولفتت رجوي إلى أن "ممثلي سكان مخيم أشرف فاتحوا الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في العراق مرات عديدة خطيا في موضوع التطمينات الدنيا لعملية النقل"، معربة عن أسفها أنه "حتى الآن لم يتم أدنى اهتمام بها".
وأعلن السفير الإيراني في العراق حسن دانائي فر، في 30 كانون الثاني 2012، أن بلاده أصدرت قراراً بالعفو عن 800 عنصر من منظمة خلق.
وطالبت منظمة مجاهدي خلق، 31 كانون الأول 2011، الأمم المتحدة بمنع طهران من التدخل بمعسكر ليبرتي غرب العاصمة بغداد الذي تتخذه المنظمة مقراً مؤقتاً لها، مؤكدة في الوقت نفسه أنه لا يحق لها إشراك حكومة طهران بشؤون عناصرها.
وكانت الحكومة العراقية نفت، في 28 كانون الأول 2011، ما أوردته وسائل إعلام أجنبية حول تمديد وجود منظمة مجاهدي خلق في العراق، مؤكدة أنه تم الاتفاق مع الأمم المتحدة على تعديل آلية خروجها التي ستتم على مرحلتين، حيث سينقل عناصرها إلى كامب ليبرتي ببغداد أولاً قبل خروجهم بشكل كامل.
ويقع كامب ليبرتي في الضاحية الغربية للعاصمة بالقرب من المطار الدولي، ويعد من أهم حاميات الجيش الأميركي سابقاً.
وطالب رئيس بعثة الأمم المتحدة مارتن كوبلر في العراق، في تقرير قدمه إلى مجلس الأمن الدولي في السادس من كانون الأول 2011، الحكومة العراقية بتمديد الموعد الذي حددته لإخلاء معسكر أشرف بهدف التوصل إلى حل مقبول من الطرفين، فيما شدد على ضرورة ألا يقوم السكان أو قياداتهم بأي أعمال عنف أو استفزاز للسيادة العراقية.
وسبق أن أكد رئيس الوزراء نوري المالكي، في 12 تشرين الأول 2011، أنه تم منح منظمة مجاهدي خلق فرصة إلى نهاية العام الحالي، مشيراً إلى أنها من المنظمات الإرهابية التي ليس لها غطاء قانوني، خصوصاً أنها تنفذ عمليات في إيران وتتدخل في الشأن الداخلي العراقي.
فيما اعتبرت الجمعية البرلمانية للمجلس الأوروبي، مطلع تشرين الأول 2011، المهلة التي حددها المالكي لإنهاء تواجد سكان المعسكر تمهيداً لشن هجمات جديدة، مطالبة الولايات المتحدة والاتحاد الأوربي والأمم المتحدة بدفع الحكومة العراقية إلى إنهائها وتوفير الحماية لسكان المعسكر، فيما دعا مسؤولون أميركيون الرئيس باراك أوباما إلى رفع اسم منظمة مجاهدي خلق من قائمة الإرهاب.
يشار إلى أن أحد عناصر منظمة خلق الإيرانية قتل وأصيب 12 آخرون، كما أصيب 13 عنصراً من الجيش العراقي، بينهم خمسة ضباط، أحدهم برتبة مقدم، خلال صدامات وقعت بين عناصر المنظمة والجيش العراقي في معسكر أشرف في الثامن من نيسان 2011، فيما أعلنت المنظمة عن مقتل 28 وإصابة 300 من عناصرها على خلفية الصدامات، في وقت أكدت الحكومة العراقية أن الأجهزة فرضت الأمن على محيط المعسكر بعدما أثار عناصر المنظمة أعمال شغب.
واتهمت منظمة العفو الدولية في تقرير صدر في وقت سابق، الحكومة العراقية بقتل ما لا يقل عن ثلاثين من عناصر منظمة مجاهدي خلق الإيرانية المعارضة، وجرح آخرين باستخدام الرصاص الحي في محاولة لقمع احتجاجات ضد القوات العراقية قاموا بها في معسكر أشرف في محافظة ديالى.