رفض سفير الجمهورية الاسلامية الايرانية في برلين علي رضا شيخ عطار، المزاعم المطروحة من قبل بعض وسائل الاعلام من ان الاعتداء علي مبني السفارة حدث من جانب ايرانيين طالبين للجوء في المانيا واكد بان الادلة تشير جيدا الي ان الاعتداء الذي قام به المجاهدون كان ممنهجا.
وقال شيخ عطار في حديث ادلي به لمراسلي وكالة ‘ارنا’ و’الوحدة المركزية للانباء’ في برلين اليوم الخميس، انه قبل يوم من الاعتداء وصلت الينا انباء بان بعض عناصر المجاهدين يتعزمون الاعتداء علي السفارة والقيام باعمال عنف، واللافت ان الذين اعلمونا بهذا الامر كانوا افرادا تقدموا بطلبات اقامة في المانيا لاسباب ما لكنهم اكدوا بانهم محبون لوطنهم.
واضاف السفير الايراني في برلين، اننا وعلي الفور اطلعنا الشرطة علي هذا الامر ولكن للاسف كان هنالك تاخير مثير للشبهة من قبل الشرطة للحضور والحفاظ علي سلامة وامن مبني السفارة حين قام المهاجمون باعتدائهم.
واشار الي ان عدد المهاجمين كان يتراوح بين 20 و 30 شخصا وقال، ان عددا قليلا من المهاجمين كانوا ايرانيين ويتحدثون الفارسية وان تصرفهم كان يدل علي انهم مدربون جيدا علي القيام بمثل هذه المهمة.
واكد السفير الايراني، انه علي النقيض مما يزعمه البعض فان المهاجمين لم يكونوا من طالبي اللجوء لان احتجاج طلاب اللجوء يكون عادة علي اداء الحكومة الالمانية وعلي الشروط الصعبة لمنح اللجوء في المانيا، كما ان اللاجئين لا يطلقون ابدا شعارات تتعلق بصواريخ حماس والمقاومة الفلسطينية او دعم ايران لحماس في حرب غزة.
وتابع شيخ عطار، ان الشعارات الحادة واستخدام عبارات منحطة وكيفية اعتداء المهاجين علي السفارة، امور تدل جيدا علي ان هؤلاء الافراد كانوا موجهين من ناحية العناصر التابعة لزمرة المجاهدين الارهابية الذين طردوا اخيرا من معسكر ‘أشرف’ في العراق ولجاوا الي دول مثل المانيا ويتلقون الدعم بالطبع من المحافل الصهيونية الغاضبة من انتصار المقاومة الفلسطينية في حرب غزة.
وحول اجراءت الشرطة الالمانية للتصدي لهذا الاعتداء قال، للاسف ان قوات الشرطة حضرت الي المكان بتاخير 10 دقائق كما انه خلافا لمزاعم ادعت بان المهاجمين احتلوا السفارة، غادر هؤلاء الافراد المكان علي وجه السرعة بعد حضور الشرطة.
وقال السفير الايراني، ان احد قادة الشرطة وبعد ساعة من الاعتداء ادعي في تقرير رفعه بانه تم اعتقال 12 من المهاجمين ولكن وفقا للمنهج المتبع في هذا البلد لا تقدم الشرطة للاسف اي معلومات حول هوية واوضاع المعتقلين.
واشار شيخ عطار الي احداث مماثلة منها الاعتداء علي السفارة الايرانية في بون قبل نحو 20 عاما او الاعتداء المماثل علي السفارة الايرانية في هولندا قبل عامين، حيث لم يتم الاعلان عن هوية المهاجمين الذين اطلق سراحهم بعد الاعتقال بساعات فقط.
واوضح السفير الايراني انه وبعد ساعة من الاعتداء وفي اللقاء مع مسؤول رفيع في وزارة الخارجية الالمانية، قدم مذكرة احتجاج رسمية ازاء ذلك، داعيا الي متابعة القضية علي وجه السرعة.
وقد عبّر وزير الخارجية الالماني ‘غيدو فيستر فيليه’ في اتصال هاتفي اجراه فجر اليوم الخميس مع وزير الخارجية الايراني علي اكبر صالحي، عن اسفه لحادث الاعتداء علي سفارة الجمهورية الاسلامية الايرانية في برلين، ودان هذا الاعتداء بشدة.
وقال الوزير الالماني بانه تم اعتقال بعض المتورطين في حادث الاعتداء علي السفارة الايرانية وسيقدمون للمحاكمة لاحقا.
واكد علي مسؤولية الحكومة الالمانية في المحافظة علي السفارة والقنصليات الايرانية في المانيا وبانها سوف لن تسمح بتكرار مثل هذا الحادث.