أكد ائتلاف دولة القانون، الذي يتزعمه رئيس الحكومة، نوري المالكي، اليوم الأحد، ان العراق "لن يسمح لأميركا التدخل" في شؤنه الداخلية أو "فرض" شروطها عليه كونه "ليس ضيعة تابعة لها"، داعياً واشنطن إلى "فتح أراضيها" لمنظمة مجاهدي خلق "الإرهابية"، بدلاً من التهديد بقطع المساعدات عن بغداد.
وقال النائب عن ائتلاف دولة القانون، محمد الصيهود، في حديث إلى (المدى برس)، إن "العراق ليس ضيعة أميركية حتى تفرض عليه شروطها، وتهدده بقطع مساعداتها"، مؤكداً أن "العراق لن يسمح لأميركا التدخل بشؤونه الداخلية".
وأضاف الصيهود، أن "منظمة مجاهدي خلق إرهابية تلطخت أياديها بدماء العراقيين وغير مرحب بها على أرضهم"، مؤكداً أن "العراقيين لا يمكن أن يقبلوا بقاء تلك المنظمة على أرضهم".
ودعا النائب عن ائتلاف دولة القانون، أميركا إلى "إيواء منظمة خلق إذا كان أمرها يهمها"، مشدداً على أن "العراق لن يقبل بضغوط واشنطن بهذا الشأن".
وكان عضوان بارزان في الكونغرس الأميركي هددا العراق، أمس الأول الجمعة،(الرابع من تشرين الأول 2013 الحالي)، بقطع المساعدات المخصصة عنه إذا ما تكرر أي هجوم على أعضاء منظمة مجاهدي خلق، واستبعدا الموافقة على بيع أي صفقة أسلحة للعراق مستقبلاً، في حال حدوث ذلك، وأكدا أن "صبر الكونغرس بدأ ينفد ازاء استمرار اخفاق الحكومة العراقية في حماية أعضاء تلك المنظمة".
وكانت لجنة إنهاء ملف منظمة مجاهدي خلق، أعلنت، في (الـ22 من أيلول 2013)، أن الحكومة العراقية "نفد صبرها" بشأن ملف المنظمة الإيرانية المعارضة، وأكدت أنها تدرس خيارات اخرى لإصدار قرار ملزم بإنهاء تواجدهم في مخيم الحرية (ليبرتي)، غربي بغداد، وفيما دعت الدول المعنية بالمخيم إلى تقديم الاموال لتوطينهم في دول أخرى وليس النصائح فقط"، حملت الأمم المتحدة الحكومة العراقية مسؤولية سلامة سكان المخيم وأمنهم.
وكانت بعثة الامم المتحدة في العراق أعلنت، في (الـ12 من أيلول 2013)، عن نجاح عملية انتقال آخر مجموعة من سكان مخيّم أشرف إلى معسكر ليبرتي، وفي حين دعت الحكومة العراقية إلى تأمين سلامتهم لحين مغادرتهم العراق، رحبت وزارة الخارجية الأميركية بعملية نقلهم.
وكانت قيادة شرطة محافظة ديالى أعلنت، في (الـ12 من أيلول 2013)، عن نقل الوجبة الأخيرة من سكان معسكر أشرف التابع لمنظمة مجاهدي خلق في محافظة ديالى،(55كم شمال شرق العاصمة بغداد)، إلى معسكر ليبرتي في العاصمة بغداد، وفيما أكدت أن عدد الذين تم نقلهم بلغ 48 عنصرا، اشارت إلى أن عملية النقل جرت تحت إشراف مباشر من قبل الأمم المتحدة.
ويأتي نقل سكان معسكر أشرف بعد نحو عشرة أيام على إعلان منظمة مجاهدي خلق الإيرانية المعارضة، في (الثاني من أيلول 2013)، عن مقتل 55 من عناصرها وإصابة عدداً كبيراً نتيجة اقتحام قوات أمنية عراقية لمعسكر أشرف، بالتزامن مع سقوط قذائف هاون عليه، وفيما اتهمت رئيس الحكومة العراقية، نوري المالكي، بالوقوف وراء العملية، طالبت بـ"إرسال" وفد من الأمم المتحدة والولايات المتحدة الأميركية إلى المعسكر لـ "وقف المجزرة" التي يتعرض لها سكان المعسكر.
وكانت الولايات المتحدة الأميركية، ادانت، في (التاسع من أيلول 2013)، الهجوم الذي استهدف عناصر منظمة مجاهدي خلق، مطلع أيلول المنصرم، وفي حين دعت الحكومة العراقية إلى توفير الحماية لما تبقى من عناصر المنظمة المتواجدين في معسكر أشرف، طالبت إدارة خلق بـ"التعاون مع بعثة الامم المتحدة (يونامي) لنقل المتبقين الى معسكر الحرية.
كما أدانت بعثة الأمم المتحدة في العراق (يونامي)، مقتل عناصر منظمة مجاهدي خلق في معسكر أشرف، ودعت بغداد إلى فتح تحقيق "عاجل" في القضية، وضمان سلامة المصابين من عناصر المنظمة.
ويعد هذا الهجوم الثاني الذي يتعرض له عناصر منظمة مجاهدي خلق في العراق خلال نحو ستة أشهر، إذ أعلنت المنظمة، في (التاسع من شباط 2013)، أن 35 قذيفة هاون وصاروخ سقطت على مخيم ليبرتي، غربي العاصمة بغداد، مما أدى إلى مقتل أو إصابة ما لا يقل عن 106 أشخاص، محذرة من وفاة الجرحى بسبب "رفض الحكومة العراقية" نقلهم إلى مستشفيات خارج المخيم.
وأدانت المفوضية العليا لشؤون اللاجئين، في اليوم نفسه، الهجوم الذي استهدف مخيم ليبرتي الذي يضم عناصر منظمة مجاهدي خلق الإيرانية، مطالبة الحكومة العراقية بتأمين حماية ساكنيه لحين إيجاد حلول سريعة لهم، ووصفتهم بانهم أناس طالبي لجوء، وتنطبق عليهم أحكام رعاية اللاجئين وفقا للمواثيق الدولية، وعدّت ما تعرض له ليبرتي بأنه "هجوم خسيس"، فيما دعت الأمم المتحدة، في الوقت ذاته، الحكومة العراقية الى فتح تحقيق عاجل في الحادث.