من المعيب على منظمة دولية مثل الاتحاد الاوربي ان تستقبل مجرماً هارباً مطلوباً من قبل الانتربول (الشرطة الدولية بخط احمر) ولاانكا من ذلك كله بواسطة منظمة داخلة في سياق المنظمات الارهابية وممنوعة الانشطة ومعروفة لدى الكثير من البلدان الاوربية وامريكا وهي (منظمة مجاهدي خلق الارهابية الايرانية)التي اقترفت ابشع الجرائم بحق الشعب الايراني ابان وبعد ثورته العظيمة في 1979ووقفت الى جانب حكومة البعث الصدامي في العديد من الجرائم واهمها الانتفاضة الشعبانية 1990-1991وشاركت مع النظام لابادة الشعب الكوردي في كردستان العراق.ان السماح لمثل هذه المنظمة والمعروفة لدى القاصي والداني بتاريخها الدامي بأن تزكي وتقدم المساعدة للمجرم طارق الهاشمي وتدعمه للمشاركة في مثل هذا المؤتمر ولحقوق الانسان يمثل انتهاكاً صارخاً لسيادة العراق. ومن هنا فنحن نطالب الحكومة المؤقرة التحرك السريع لمتابعة ملف هذا المجرم وتعريفه كشخص مدان بقضايا ارهابية وبدعم سعودي – قطري بأكثر من مليارين ونصف المليار لاسقاط النظام والعملية السياسية وتصفية العديد من عناصر الامن والجيش وزرع روح الطائفية بين المجتمع العراقي وصدر بحقه احكام اعدام بقضايا عديدة وبأعتراف اعضاء مكتبة وحمايته ولازالت الكثيرة من القضايا المتهم فيها لن تصل الى دوائر الحكم.
الدم العراقي الذي ينزف يومياً وبشكل مستمر اغلى من كل شئ ولايمكن تثمينه او تقيم كل قطرة دم يجب ان لاتكون ثمن لبقاء شخص او حكومة او سلطة لان كل ذلك زائل ويبقى التاريخ والوطن. لقد استمرت اصوات النشاز للطائفية تطلق من هنا وهناك لتزيد من ازيز التفجرات وعمليات القتل والهجمات لتخلط دماء ابناء البلد وانتهاج اساليب متنوعة الغرض منها زيادة القتل ولتحريك الشارع ضد السلطة فكلما تصاعدت حدة الخلافات السياسية في الداخل ازدات معها وتيرة التفجيرات وحصدت ارواح بريئة لتصبح مشروعاً قذراً تشبع به غرائزهم التي تصب بقتل كل من يخالفهم اولايخالفهم لانهم يمثلون عصور التخلف والانحطاط في هذا العصر ويمثلون مدارس فقهية متطرفة لاتعني لها سبيل للوصول الى غاياتهم العمياء حتى لو بقوا لوحدهم على الارض بسبب بعدهم عن المثل الاخلاقية والانسانية ومجموعة من البهائم المتوحشة لايفهمون قوانين للدين ولا الدنيا وهمهم امتصاص دم الانسان وتجارة وضيعة وبائسة وبأبخس الاثمان.
وليس غريباً عند العراقيين ان المنفذون لهذه العمليات هم اشخاص مغفلين غير واعين ومجموعة من الجهلة اما الذين يعملون من اجل اعداد هؤلاء فأنهم عناصرمجرمة قذرة تخطط للاعداد والتنفيذ ويعد لها بتنوع في العمل والجهد بعد تقديم الاوفر للاطاحة بأكثر عدد من الضحايا بالارواح والامكانات والارهاب اليوم لم يعد جريمة عادية ابداً انما اهداف وثقافات وسياسات وتحتاج الى جهود مشتركة لغرض القضاء على مفاصلها والمنظمات الدولية مسؤولة لغرض دفع الارهاب وإلا ستنفجر بوجه العالم كله اذا لم توحد الجهود لتطويقه ولايوجد ما يمنع تحركها.والانتكاسات التي يشهدها العراق واشدت في الاونة الاخير ورائها سموم وارادات حاقدة وتكفيرية ومؤسسات دولية تقدم الدعم المادي والمعنوي بكل اشكاله وانواعه ليصبح العراق مختبراً لهذه الافة الخطيرة ويحتاج الى مساعدات دولية واعية لرسم استراتيجية مشتركة لوضع حد لتحرك الارهاب والسياسات المتكاملة لوقف محركه والوقوف بوجهه وعلى كافة الاصعد وظاهرة تهدد السلم العالمي والامن القومي والاجتماعي للدول والشعوب الناهضة…ان الارهاب عامل مساعد لتعطيل العملية السياسية المتنامية. ودماء العراقيين التي تراق لايمكن السكوت عنها اوتبريرها والعنف المتصاعد والذي يحصد يومياً عشرات من الارواح مرعب ويزيد من حجم التحديات التي يواجهها الشعب ويحتاج الى الاستراتيجية الوطنية والتعاون الاقليمي والدولي واشاعة المفاهيم والافكار الانسانية والدينية الصحيحة والخيرة للتعايش والتسامح وصيانة كرامة الانسان وحريات سليمة لصد الافكار الظلامية الدخلية المنبوذة وقمعها في مهدها والتي تحاول قوة الشر على زرعها وتنميتها في المجتمع مثل العنف والقتل ويستوجب من الدولة ايضاً سد الفراغات التي يستطيع الارهاب من التوغل خلاله مثل توفير العمل والقضاء على البطالة وتوفير الحياة الكريمة ومعالجة الاثار المترتبة عليه والتي تخلفه العمليات الارهابية المجرمة بالتعويض المادي المجزي وتوحيد القوى الوطنية جهودها للحد من انتشار هذه المعضلة السيئة وبحلول مشتركة عبر مؤتمرات مفيدة وتطبيق قراراتها الصالحة بحكمة لأخذ زمام المبادرة لمكافحة الارهاب الذي لازال يهدد السلام والامن العالميين مع الاسف…
عبد الخالق الفلاح