قال الكاتب والباحث السياسي الدكتور عبدالخالق حسين أن دفاع بعض الكتل السياسية العراقية عن منظمة خلق هو دليل على أن هذه الكتلة بذاتها من بقايا النظام البعث الصدامي البائد، وهم الوجوه السياسية للإرهاب الذي تشنه فلول البعث تحت مختلف الأسماء مثل "داعش" و"القاعدة".
وأوضح الكاتب عبدالخالق حسين في حوار مع موقع "أشرف نيوز"، أن بعض الكتلة السياسية تسعى لإبقاء منظمة خلق الإرهابية بذرائع واهية مثل حقوق الإنسان وغيرها، مؤكداً على أن وجود هذه المنظمة في العراق ليس في صالح الشعب العراقي واستقراره.
وفيما يتعلق عن وجود دعم سعودي لعناصر منظمة خلق وتدريبها لعناصر متطرفة في سورية، قال الباحث السياسي عبدالخاق حسين أن "هذه المنظمة أصبحت بندقية للإيجار، أي منظمة من المرتزقة، يمكن لأية حكومة أو جماعة إيجارها لارتكاب جرائم ضد الشعوب في أي مكان، وحتى تأجيرها من قبل عصابات المافيا للقيام بانقلابات في الدول الفقيرة".
وفيما يلي نص الحوار
أشرف نيوز: كيف تنظر إلى إجراءات الحكومة العراقية لإخراج منظمة خلق من البلاد؟
الباحث د.عبدالخالق حسين: في البدء أتقدم بالشكر الجزيل على دعوتكم الكريمة لهذه المقابلة.
الحكومة العراقية هي حكومة ديمقراطية منتخبة من قبل الشعب، وتتمتع بسيادة وطنية كاملة. لذا فمن حقها حماية شعبها، والسماح أو عدم السماح لأي فرد أو جماعة بالإقامة على أراضيها. و(منظمة خلق) ولحد وقت قريب كانت تعتبر منظمة إرهابية وفق منظور معظم دول العالم من بينها دول الوحدة الأوربية وشمال أمريكا وروسيا. وأمريكا لم ترفع صفة الإرهاب عن المنظمة إلا بعد أن رأت من المفيد توظيفها كورقة ضغط تهدد بها الحكومة الإيرانية، وهي سياسة خاطئة جربتها أمريكا مع القاعدة في حربها ضد الاحتلال السوفيتي لأفغانستان، وكانت نتائجها كارثية على أمريكا والعالم كله.
جاءت هذه المنظمة إلى العراق في عهد حكومة البعث الصدامي التي هي الأخرى كانت تمارس إرهاب الدولة ضد الشعب العراقي وشعوب المنطقة، وخاصة ضد الشعب الإيراني. فالمقبور المجرم صدام حسين سمح بإقامة هذه المنظمة الإرهابية في العراق لعدة أغراض. أهمها استخدامها ضد الشعب العراقي. ففي انتفاضة الشعب العراقي ارتكبت عناصر هذه المنظمة الإرهابية جرائم بشعة ضد الجماهير المنتفضة، وشاركت مع قوات البعث في إبادة المنتفضين فقتلوا خلال ستة أسابيع نحو 300 ألف شهيد، ونشروا في العراق أكثر من 400 مقبرة جماعية.
وكان صدام يستخدم هذه المنظمة للقيام بأعمال إرهابية من قتل وتخريب في إيران. عهد حكم البعث انتهى إلى غير رجعة، فالحكومة العراقية الآن تربطها علاقات حسن الجوار وروابط تاريخية ودينية بين الشعبين، العراقي والإيراني، فليس من الإنصاف إبقاء هذه المنظمة الإرهابية في العراق لتخريب علاقة العراق مع الجارة إيران.
أشرف نيوز: إلى ماذا يؤشر دفاع بعض الكتل السياسية عن منظمة خلق وتطالب ببقائها رغم قرار الحكومة بإخراجها؟
الباحث د.عبدالخالق حسين: إن دفاع بعض الكتل السياسية العراقية عن منظمة خلق دليل على أن هذه الكتل هي ذاتها من بقايا النظام البعث الصدامي البائد، وهم الوجوه السياسية للإرهاب الذي تشنه فلول البعث تحت مختلف الأسماء مثل "داعش" و"القاعدة" وغيرهما. لذلك يسعى هؤلاء لإبقاء منظمة إرهابية أخرى وهي (منظمة خلق) بذرائع واهية مثل حقوق الإنسان وغيرها، والغرض هو لمساعدتهم في العمليات الإرهابية لزعزعة الوضع في العراق. وكان عدد من قيادات هذه الكتل مثل صالح المطلك وغيره في زيارات دائمة لمعسكر أشرف، ودافعوا دفاعاً محموماً عن هذه المنظمة الإرهابية ومازالوا.
أشرف نيوز: عن معلومات ذكرت وسائل إعلام غربية عن قيام منظمة خلق بتدريب عناصر مسلحة للقتال في سورية، ألا يكشف ذلك عن خطر المنظمة ووجودها في العراق من خلال تدريب جماعات إسلامية متطرفة؟
الباحث د.عبدالخالق حسين: بالتأكيد، وهذا جداً صحيح، إذ لا يمكن لبعض دول المنطقة مثل السعودية أن تصرف على هذه المنظمة الإرهابية دون مقابل، وخاصة في حربها الإرهابية في سوريا والعراق. لذلك قلنا أن هذه المنظمة أصبحت بندقية للإيجار، أي منظمة من المرتزقة، يمكن لأية حكومة أو جماعة إيجارها لارتكاب جرائم ضد الشعوب في أي مكان، وحتى تأجيرها من قبل عصابات المافيا للقيام بانقلابات في الدول الفقيرة.
أشرف نيوز: هل تعتقد أن وسائل الإعلام العراقية قامت بكشف جرائم منظمة خلق التي إرتكبتها خلال فترة حكم النظام البعثي الفاشي؟
الباحث د.عبدالخالق حسين: كلا، الإعلام العراقي مشتت، والكثير منه ممول من قبل جهات وحكومات معادية للعراق الجديد، يستغلون الديمقراطية وحرية الصحافة لتضليل الشعب وليس للبحث عن الحقيقة وتنوير الرأي العام إذا ما استثنينا بعض وسائل الإعلام الرائدة الوطنية المخلصة.
أشرف نيوز: هناك معلومات صحفية عن لقاء جمع الأمير بندر بن سلطان وقادة من منظمة خلق وأكد أنه يعمل على إبقائهم في العراق لتنفيذ بعض المخططات، هل باتت هذه المنظمة أداة تتحكم بها المخابرات الدولية؟
الباحث د.عبدالخالق حسين: كما أشرت أعلاه، هذه المنظمة هي بندقية للإيجار، فمنذ البداية تأسست لتخريب الثورة الإيرانية في الوقت الذي كانت الحكومة الإيرانية تواجه عدواً شرساً قي حرب جائرة شنتها حكومة البعث الفاشية وبدعم من القوى الغربية. لذلك، فليس مستبعداً أن يحاول الأمير بندر بن سلطان استغلال هذه المنظمة الإرهابية لأغراضه، وهو المسؤول عن ملف التخريب في دول الشرق الأوسط بل وصلت أقدامه الأخطبوطية إلى روسياً بالاعتماد على أية منظمة إرهابية ومن بينها منظمة خلق. فالسعودية تحارب القاعدة في بلادها وتسميهم بالإرهابيين، ولكنها تدعم القاعدة في العراق وسوريا وتسميهم بالمجاهدين. وهذا نتاج قصر نظرهم، فمن يشعل الحرائق في بيت جاره لا بد وأن تصلهم النيران وتحرق يلدانهم.
أشرف نيوز: كيف تقرأ مصير منظمة خلق في حال بقائها في العراق أو خروجها منه؟
الباحث د.عبدالخالق حسين: وجودها في العراق ليس في صالح الشعب العراقي واستقراره، ولا في صالح دول المنطقة وبالأخص إيران، لذا من الأفضل طردها من العراق لأنها تشكل عبئاً ثقيلاً على كاهل شعبنا المبتلى بالإرهاب الطائفي الوهابي البعثي الفاشي. ومن الأفضل طردها من العراق، وأية حكومة تدافع عنها فلتقدم لها المأوى، وفي هذه الحالة يجب أن تكون تحت مراقبة الأمم المتحدة لألا تتحول إلى قوة عسكرية مرتزقة تهدد أمن الشعوب، وشكراً.