كشفت صحيفة "لوس أنجلوس تايمز" الأمريكية في تقرير لها، عن عدم تعاون قيادات منظمة "مجاهدي خلق" مع السلطات العراقية في ملف مغادرة المنظمة للأراضي العراقية.
الأمر الذي سيؤدي إلى عرقلة الجهود الدولية الرامية لإيجاد وطن بديل لأفراد المنظمة والذين يتعرضون لأبشع الانتهاكات من قبل قياداتهم والتي تفرض عليهم الإقامة الجبرية غير الصريحة ضمن حدود المعسكر.
وأشار التقرير إلى إن قيادات المنظمة ما زالت تعرقل أي جهود تهدف لإخراج المنظمة من داخل الحدود العراقية بالرغم من الدعوات الدولية والأمريكية المتكررة، الأمر الذي أكده أعضاء سابقون في المنظمة.
وأوضح مسؤول في وزارة الخارجية الأمريكية كما جاء في الصحيفة، "إن قيادات المنظمة المذكورة لم يتعاونوا مع أي جهود دولية تهدف لإعادة توطين أفراد وأعضاء المنظمة، بالرغم من المخاطر التي تواجه إقامتهم في العراق".
ومن جانب أخر، ذكرت "بيث جونز" مساعدة وزير الخارجية الأمريكية لشؤون الشرق الأدنى "إنه وعلى الرغم من الجهود التي قدمتها الولايات المتحدة الامريكية في التواصل والتعاون مع قيادات منظمة "مجاهدي خلق" إلا إن تلك القيادات لم تسمح إلا لعدد قليل من أفراد المنظمة بالمغادرة من المعسكر “. وهنا يطرح السؤال المشروع، بحقيقة الهدف من وراء هذا الإلحاح والتعنت من قبل قيادات المنظمة في ملف إعادة التوطين.
أعتقد إن أساليب الخداع والتضليل الإعلامي والميداني التي تنتهجها قيادات منظمة "مجاهدي خلق" باتت مفضوحة وجلية للجميع، فالخوف من انهيار الصفوف التنظيمية لـ “مجاهدي خلق" وبغرض حماية قياداتها من الملاحقة، باتت تلك القيادات تتخذ من أفراد وأعضاء منظمة دروعاً بشرية في داخل المعسكر، في الوقت الذي تتصاعد فيه عمليات القمع والبطش تجاه كل الأصوات المنادية بتسريع عملية إعادة التوطين والترحيل من العراق.
وفي رد يحمل الكثير من المغالطات، أصدر مكتب المنظمة في العاصمة الفرنسية باريس بياناً يطالب "بإعادة التوطين الفوري لجميع سكان المخيم معاً" الامر الذي يتعارض مع الاتفاق المبرم مع المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين والذي يؤكد على إن المفوضية لا تعترف بالمنظمة، انما تتم عملية إعادة التوطين للسكان بصورة فردية في الوقت الذي ترفض فيه أي دولة إستقبال أفراد "منظمة خلق" بكامل عددهم، وفي البيان نص يبين عدم سماح القيادات للأفراد بالمغادرة من المعسكر وإجبارهم على البقاء ضمن حدوده، حيث ذكر البيان "كيف يمكن أن نترك وننقذ حياتنا بينما لدينا أصدقاء وأقارب نتركهم ورائنا"
ومن الطريف إن بيان المنظمة يتحدث عن "جهود مكثفة" تبذلها قيادة المخيم وممثلوهم في باريس في إقناع 340 من سكان المخيم في إعادة توطينهم، ما يذكرني بالمثل العربي المعروف "شر البلية ما يضحك".
أعتقد إن قيادة المنظمة تتناسى عمداً الجهود التي بذلتها في إقناع عدد من سكان المخيم في رفض اللجوء لـ “فنلندا" بذريعة عدم وجود جالية إيرانية هناك، والجهود التي بذلتها في وضع العقبات أمام عملية إعادة توطين أكثر من 200 عضواً في البانيا.
عدنان السراج ـ رئيس المركز العراقي للتنمية الاعلامية