بعد سقوط مدينة الموصل بثت منظمة خلق عبر موقعها الالكتروني خبرا نقلا عن قناة الجزيرة جاء فيه : الثوار والعشائر العراقية يسيطرون على مدينة الموصل بصورة كاملة. منظمة خلق في هذا الخبر والأخبار الاخرى سمّت قوات داعش بقوات الثوار والعشائر العراقية التي تحاول الاطاحة بالمالكي ، وعلى مدى هذه الايام لم تذكر اسم داعش مطلقا وبلغوا انصارهم في العالم المجازي ببذل مساعيهم ليتقبل الجميع ان تحرير المدن هو على يد قوات الثوار والعشائر العراقية وليس داعش، وقالوا لهم ان من يقول داعش هم عملاء النظام.
مرت اكثر من سنة على الحرب المدمرة في سورية ولاول مرة تحول هذا البلد الى نقطة استعراض قدرات دول المنطقة والدول العظمى. في هذا البلد فتحت دول المنطقة طريقا لصناعة جماعة اكثر عنفا من القاعدة ، جماعة يعتبرها زعيم القاعدة ايمن الظواهري اشد عنفا من القاعدة.
ابوبكر البغدادي زعيم داعش بعد مرور عدة اشهر من الحرب بين كر وفر و تسلط على محافظة الانبار في العراق ، اصدر في الاسبوع الماضي امرا للقوات التي تحت امرته بالسيطرة على مدينة سامراء مسقط رأسه. بعد مرور عدة ايام من القتال والكر والفر في اطراف المدينة لم يتمكنوا من السيطرة عليها فاتجهوا نحو الموصل لفتح جبهة القتال هناك. بعد عدة ايام من القتال تمكنوا في يوم 10 حزيران من السيطرة على الموصل، حركة داعش هذه ادت بان يترك جيش نوري المالكي في اقل وقت جميع تجهيزاته في ثلاث محافظات عراقية يسكنها السنة لينجو بنفسه بدلا عن الدفاع عن اهالي المدن مقابل ارهابيو داعش.
منظمة خلق بعد سقوط صدام حسين حليفها الاستراتيجي على مدى السنوات الماضية حاولت باية صورة ان تكون على صلة حسنة مع بقايا صدام حسين في العراق. ولذا استخدمت المنظمة طرق متعددة لهذا الغرض منها اقامة احتفالات واسعة في العراق ودعوة رؤوساء العشائر الى اوربا ومساعدة واستحداث منظمات وجمعيات متعددة في العراق وتقديم الدعم المالي لها. منظمة خلق رغم علمها بعدم وجود مكان لها في العراق بعد سقوط صدام لكنها ولحد اليوم رفضت استخدام الامكانيات المالية الطائلة في نقل قواتها الى اوربا. في حرب الخليج الفارسي الاولى ادخلت منظمة خلق اكثر من 1000 طفل وشاب الى الدول الغربية بصورة غير قانونية خلال اقل من اسبوعين. زعيم منظمة خلق المتواري يعتقد انه وبمساعدة قوات بقايا البعث ستطلق ايديهم مرة اخرى في العراق واما إن قتل احد من القوات فسيزداد رصيده من الشهداء ليعزز بقائه في الحياة
بعد سقوط الموصل عاودت منظمة خلق مرة اخرى وبكل سرور عما حدث في العراق عملها الدعائي عبر وسائل اعلامها. انها تتصور ان الاجواء الجديدة والتغييرات تصب في مصلحتها. رغم ان قيادة المنظمة لم تتجرأ في هذه الظروف بالاعلان عن تحليلها للاوضاع كالسابق بصورة علنية ، لكن انصارها يعتقدون بنفس تحليلهم اثناء احتلال الكويت من قبل صدام. انذاك تصور رجوي ان باحتلال الكويت سيتمكن هو ايضا وبمساعدة صدام من فتح ايران. لكنه بتحطم ذلك الوعاء لم يتحقق ما يحلو للمنظمة ولرجوي فحسب لابل صار الوضع جهنما لرجوي ومنظمته وجرّ الى قتل عدد كثير من افراد قواته وتواريه عن الانظار لحد اليوم واستمرار هذا القتل لهذا اليوم.
انا وكصحفي ومنذ سقوط الموصل اتابع يوميا جميع الأخبار وكل ما تنشره منظمة خلق، قادة هذه المنظمة وحتى اليوم لم ينقلوا كلمة واحدة عن المنظمة ومجلس المقاومة الوطني التابع للمنظمة حول الوضع الحالي للعراق، هذا في وقت يتواجد فيه 1200 من انصارهم في العراق. لكن هذه المرة ينشرون في موقعهم الالكتروني الرسمي أخبار القتال في العراق بصورة كاملة منحازين الى جانب القوات التي تسيطر على المدن.
بعد سقوط مدينة الموصل بثت منظمة خلق عبر موقعها الالكتروني خبرا نقلا عن قناة الجزيرة جاء فيه : الثوار والعشائر العراقية يسيطرون على مدينة الموصل بصورة كاملة. منظمة خلق في هذا الخبر والأخبار الاخرى سمّت قوات داعش بقوات الثوار والعشائر العراقية التي تحاول الاطاحة بالمالكي ، وعلى مدى هذه الايام لم تذكر اسم داعش مطلقا وبلغوا انصارهم في العالم المجازي ببذل مساعيهم ليتقبل الجميع "ان المدن تحرر على يد قوات الثوار والعشائر العراقية وليس على يد داعش، وان من يقول داعش هم الجمهورية الاسلامية وحكومة المالكي"!.
بالنسبة لي الذي اعرف المنظمة عن قرب فمن الواضح ان المنظمة هذه المرة وحسب زعيمها المتواري انهم يفكرون في الماء المسكوب. لكن اقول ان ما سيصيبكم هذه المرة هو اكثر بكثير مما اصابكم جراء غزو الكويت فمهما كانت النتيجة انتصرت داعش ام قهرت فستعود بعواقب عليكم وعلى المنطقة والعراق خاصة لا يمكن تفاديها. يجدر الذكر ان قيادة المنظمة لا تعير اية اهمية لحياة(1200) من اتباعها في العراق الذين هم ضحايا الاعراس والعزاء.
الاخرين من غير المنظمة الذين يسمّون قوات داعش باحرار العراق ، العلامة الرافعي المفتي العراقي الذي يدعو الجيش العراقي بتسليم اسلحته الى الثوار ويقول ان هؤلاء الثوار هم اخوتكم. وهو يصف تحرير الموصل وتكريت ومحاصرة كركوك بالكفاح من اجل تحرير الشعب العراقي وخاصة السنة من ظلم المالكي كما ويقول :"ان حكومة المالكي والمتحالفين معه ومن اجل شق الخلافات بين ابناء المدن المحررة والثوار يلصقون بهم اسم داعش والارهاب". كلام هذا المفتي مضحك جدا في مكان يقول ان داعش هي جماعة ارهابية وفي مكان اخر يطلب من الجميع مساعدتها.
اخر كلام اوجهه لاتباع هذه الزمرة الفئوية المقيمين في اوربا وامريكا انه وبعيدا عن القيود التنظيمية ولمعرفة ما يجري في العراق وبدلا من الاطلاع على المواقع الالكترونية لمنظمة خلق فقط عليكم تصفح المواقع العالمية الحرة لتطلعوا بانفسكم من هم الذين يقاتلون في العراق اليوم ، هل هم حسب تعبير منظمة خلق الثوار والعشائر العراقية ام داعش وبقايا قوات صدام؟ مما لا شك فيه ان الشعب العراقي قد تعب وسئم من حكومة المالكي بسبب الرشاوي والفساد المالي ونقض حقوق الانسان وسوء الوضع الاقتصادي لكن هذا القتال يدار من قبل داعش. من وجهة نظري ان التغيرات الحالية في العراق هي دليل على الفشل الكامل لسياسة القوى العالمية في العراق والمنطقة لانه بالهجوم العسكري على العراق وسقوط صدام تفقد الحكومة العراقية المركزية والغرب وحتى هذه اللحظة السيطرة على العراق، وان تمكن المقاتلون(الاسلاميون) لداعش من البقاء والثبات في المناطق التي يسيطرون عليها بالعراق فسيصنعون افغانستان وسوريا وباكستان اخرى في الشرق الاوسط وسيهدد امن المنطقة والعالم.
محمد رضا اسكندري