مرت سنة على تواجد 210 لاجئ ايراني في البانيا (المرسلون من مخيم ليبرتي في العراق). من بين هؤلاء الذين كانوا او لا زالوا اعضاء في منظمة خلق ما يقارب 70 شخصا قد انفصلوا عن المنظمة وبدأوا بحياة جديدة. هنا وبعد مرور سنة على تحررهم من زمرة رجوي لابد من القاء نظرة على وضعهم وظروف معيشتهم في البانيا.
ابتداءا يجب القول ان هؤلاء الافراد قد خطوا خطوة كبيرة وانقذوا انفسهم فكرا وبدنا من مخالب رجوي وتشكيلاته اللاانسانية ونهنئهم على ذلك. ان من له اطلاع على العمل الفئوي المخرب المتحكم بالفكر يعلم ان هذا عمل كبير وشجاع ، لكن من جهة اخرى يجب معرفة هل ان هؤلاء في البانيا منحوا ولو باقل مايمكن من معايير اللجوء وهل يعيشون في ظروف مساعدة ام لا؟
ظاهر الموضوع يبدو انهم يتمتعون بظروف حياة لا بأس بها وليست لديهم مشكلة حقيقة ، لكن واقع الامر ليس كذلك.
لا يفوتنا ان نقول ان هؤلاء الان هم احرار وقد تخلصوا من اسر الزمرة وهذه نعمة لا يمكن تقييمها بشئ وهم ليسوا على استعداد بالعودة الى تجربتهم السابقة مطلقا على حساب الامكانيات.
المفوضية العليا للاجئين استأجرت سكن لهؤلاء الافراد كما وتدفع لهم مبلغ بسيط شهري وهو لا يسد احتياجاتهم الشهرية، هذا ما لدى هؤلاء الافراد من امكانيات، ولا يمكنهم من توفير شيء لمصارف احتمالية.
ان مكان اقامة هؤلاء الافراد قد تم استأجاره لسنة واحدة واعلنت المفوضية انه وبعد السنة ينبغي على الافراد ان يسددوا مبلغ الايجار هذا ولم يبقى على انتهاء فترة العقد سوى اقل من اربعة اشهر. لم يحصل اي من هؤلاء الافراد على عمل يمكّنهم من تأمين مصاريف معيشتهم لان اقتصاد البانيا ضعيف جدا بحيث ان مواطني البلد ليس لديهم عمل فكيف بالاجنبي واللاجئ، وحتى عندما تتوفر فرصة عمل ويعلم صاحب العمل ان الفرد كان في وقت ما في منظمة ارهابية يمتنع من تشغيل هذا الشخص.
من جهة اخرى فان مسعود رجوي قد ارسل عددا كثيرا من كبار ازلامه من ليبرتي الى البانيا لممارسة نفس تلك الاعمال التي يمارسوها في العراق وهم الان يمارسون تسليط مختلف الضغوط النفسية والبدنية على الافراد وقمعهم ولكن بشكل اخر. انهم لايتوانون عن ايذاء المنفصلين باية صورة ويبذلون جهودهم لايجاد المشاكل وعرقلة اوضاع هؤلاء المنفصلون. انهم بدأوا باستخدام الحرب النفسية وباية ذريعة يهددون الافراد. فيوم يقولون ان هذا الشخص ( المنفصل عنهم) يتعاون مع النظام ، ويوم اخر يقولون قد شوهد مع عميل المخابرات ، ومرة يقولون ان صورته قد ادرجت في مواقع جمعية النجاة وايران انترلنك ويجب اتخاذ موقف ضده والا انتم عملاء النظام والخ.
مسؤولوا المنظمة لم يلتزموا بما تعهدوا به للافراد وللمفوضية. فمثلا قد تعهدوا بحل ما يتعلق بالوضع الصحي والعلاج لكن عمليا لم يعملوا شئ. احد الافراد يعاني من رجله وهي بحاجة الى اجراء عملية جراحية لها فذهب اليهم وطلب منهم المساعدة لكنهم لم يفعلوا شيئا له لحد الان، شخص اخر اجرى عملية جراحية وان الادوية التي يحتاجها بعد العملية غالية الثمن لم يقدموا له اية مساعدة.
الحكومة الالبانية هي كذلك لم تتحمل اية مسؤولية امام هؤلاء اللاجئين كما انها لم تشعر بان على عاتقها شئ من هذا القبيل. في دول كدول اوربا الغربية عندما يقبل لجوء الشخص يمنح بعض الخصوصيات كمكان لاقامته ، مصاريف المعيشية والعلاج ويتابعون مسائله الحقوقية لكن في البانيا الوضع ليس كذلك.
الافراد الذين لايزالون ضمن كادر المنظمة ولم ينفصلوا عنها وفي الحقيقة اولئك الذين جاءوا من سجن أشرف وليبرتي الى سجن البانيا فقد جمعهم مسؤولوا المنظمة في الابنية التي استأجروها لهذا الغرض وطوقوهم وحبسوهم فيها ولم يسمحوا لهم بالتردد او مغادرة المكان الا باصطحاب شخص موثق ويمنع عليهم التحدث مع اي شخص ان كان ايرانيا او غيره. القيود والضغوط التشكيلاتية التي فرضت على هؤلاء هي اكثر بكثير عن تلك التي الموجودة في تشكيلات رجوي في العراق لان رجوي يعلم انه إن وطأت اقدامهم العالم خارج محدودتهم فانهم سوف لن يعودوا للزمرة وسيفقدهم.
الهدف من نشر هذا التقرير المختصر هو لاطلاع ابناء وطننا الاعزاء في الداخل والخارج عن وضع معيشة المنفصلون عن المنظمة في البانيا والظروف الصعبة المحيطة بهم وعدم وضوح مصيرهم ومسقبلهم.
مؤسسة اسرة سحر تناشد جميع الاوساط والناشطين في اوربا بمساعدة هؤلاء الافراد ما تمكنوا وبذل جهودهم لالفات نظر الاوساط الدولية الى الوضع الذي يعيشه هؤلاء لعله يفتح طريق حل لهم.