مع تواصل الاشتباكات في شمال العراق، كشفت مصادر إعلامية عن تفاصيل التعاون العسكري والأمني بين فرقه خلق الإيرانية المعارضة وتنظيم داعش الإرهابي في إطار تحالف يعد الأغرب من نوعه. فتأسست الفرقه الإيرانية في ستينات القرن الماضي حيث تبنت الأيديولوجية الماركسية الإسلامية التي قوبلت بالرفض في الشارع الإيراني، المشهد الذي ليس بعيداً عن مجريات الأزمة الأمنية في العراق.
بعد نجاح الثورة الإسلامية في إيران بإطاحة الطاغية محمد رضا بهلوي، دخلت فرقه خلق المدعومة من الاتحاد السوفيتي في مرحلة جديدة، مثيرةً صراعات دينية وعرقية فيما استهدفت الفرقه شخصيات بارزة إيرانية بجرائم قتل جبانة راحت ضحيتها العشرات من المدنيين الأبرياء. ومع اندلاع الحرب العراقية – الإيرانية فر أعضاء الفرقه الي العراق تحت رعاية صدام حسين وحزب البعث لكي تصبح الطابور الخامس لتخريب المنشآت والاتصالات الإيرانية. كما قدمت معلومات أمنية للاستخبارات العراقية أبان حكم صدام دعماً لحملة قمع المعارضين السياسيين العراقيين.
بعد الغزو الامريكي في أذار 2003 أصبح معسكر أشرف –الواقع 40 كيلومتراً شمالي بغداد– تحت رعاية القوات الأمريكية، كما تعهدت الفرقه بالتعاون الكامل مع أمريكا لضمان بقائها في لائحة مساعدات وكالة المخابرات المركزية (CIA) طوال السنوات الماضية. وتزامناً مع طلب عراقي لطرد إرهابيي فرقه خلق، نقل سكان أشرف الي معسكر الحرية التي تقع في محيط مطار بغداد ما جعلت قدراتها الاستخباراتية مصدرا لعمليات قوات الاحتلال الأمريكي.
وخلال الاشتباكات الضارية بين تنظيم داعش الإرهابي والسلطات العراقية في الصيف الماضي، لعبت خلايا نائمة تابعة لفرقه مجاهدي خلق دوراً حاسماً في مساعدة المتشددين لاجتياح مساحات واسعة من الأراضي العراقية في شمال وغرب البلاد مخلفاً الآلاف من القتلى والجرحى. وفي السياق ذاته كشف مسؤول أمني عراقي عن موافقة فرقه مجاهدي خلق لتبادل المعلومات الحاسمة مع تنظيم داعش بهدف تصفية القادة الميدانيين والسياسيين وشخصيات بارزة أخري.
ومع تحرير مدينة تكريت علي يد القوات المسلحة العراقية المدعومة بكتائب الحشد الشعبي بمساعدة خبراء عسكريين إيرانيين، ردت فرقه خلق بإرسال معلومات بشأن مكان تواجد المستشارين العسكريين الإيرانيين لعل أبرزهم الجنرال قاسم سليماني، التي قادت طائرات التحالف الأمريكي لضرب مواقعهم ما تسببت بدورها في الرحيل الموقت للقادة الإيرانيين من العراق