و بعد استقرار تشكيلات فرقه مجاهدي خلق في فرنسا , تعاون " أبو الحسن بني صدر " رئيس الجمهورية المخلوع مع " مسعود رجوي " لمدة من الزمن.
و بني صدر هذا و الذي كان ما يزال يري نفسه أنه هو الرئيس القانوني و الشرعي لإيران , " أصدر مرسوما " عين بموجبه " مسعود رجوي " كرئيس وزراء مجلس المقاومة. و في ذات الفترة , زعيم مجاهدي خلق و الذي كانت زوجته قد قتلت في إيران , وجه نظره نحو " فيروزة " بنت " بني صدر " الصغيرة السن لتكون زوجة له , و هنا قام " بني صدر " بدوره بتزويج ابنته " فيروزة " لمسعود رجوي , رغم كل شعاراته التي كان يطلقها و يرددها حول معارضته و تحقيره لسوء استخدام العنصر النسائي كأداة لتحقيق المكاسب السياسية. و لكن عمر هذا الزواج لم يدم طويلا , حيث ما لبثت أن نشبت الخلافات بين " مسعود رجوي " و " بني صدر " , فبدوره قام " رجوي " أيضا بتطليق " فيروزة ".
و نتيجة الانتصارات العسكرية المتلاحقة و الدعم و التأييد الشعبي الواسع لنظام الجمهورية الإسلامية و بفضل الوحدة والتماسك الداخلي و القضاء الحاسم و بشكل شبه نهائي علي القوي المعارضة للثورة , ومن بينها قوي فرقه مجاهدي خلق , وصل النظام إلي مرحلة من الثبات بحيث لا يكن ممكنا بعدها قطع الوعود بالرجوع القريب إلي طهران و اعطاء التصريحات بأن النظام في إيران آيل للسقوط في غضون الشهرين أو الثلاثة أشهر القادمة و لا حتي العدة سنوات القادمة. و حتي أنه أصبحت عمليات اغتيال الشخصيات بعدها غير لافتة للانتباه و لم تكن ذات تأثير مطلقا.
و من ثم قام " مسعود رجوي " بابتداع خطة جديدة بغية اظهار نفسه و إشغال أعضاء الفرقه , و كانت نتائج هذه الخطة التي سميت بـ " الثورة الإيديو لوجية " , أن أدت إلي السيطرة علي " مريم قجر عضدانلو " زوجة " مهدي ابريشم تشي " و الذي كان الشخصية الثانية في الفرقه , و قد اعتبر " مسعود رجوي " و أنصاره أن هذه الخطوة هي خطوة متقدمة علي طريق الرقي بمستوي المرأة. و بناء علي الأوامر الصادرة من " مسعود رجوي " , قام " مهدي ابريشم تشي " بتطليق زوجته , و بعد طلاقها مباشرة و بدون مرعاة المسائل الشرعية كعدة الطلاق , تزوجت " مريم قجر عضدانلو " بمسعود رجوي.
و كان لهذه الحادثة القبيحة تأثير سيء جدا لدي الجميع , وحتي لدي المحافل في الخارج و المهجر. فعلي سبيل المثال , أعلن فصيل " طريق العامل " و الذي كان أحد التيارات الشيوعية , في أحد بياناته مصرحا : " أن هذا العمل شكل ذعرا لدي الرأي العام , و تسبب بجرح عميق للأخلاق العامة ".
و في ذات السياق , صرح " مهدي ابريشم تشي " قائلا : " إن معارضة مشيئة مسعود رجوي , أكثر كفرا من معارضة مشيئة الله ". و مكافئة لهذا التفاني و الإخلاص المقدم من " مهدي ابريشم تشي ". قام " مسعود رجوي " بتقديم " مينا خياباني " أخت موسوي خياباني , له كجائزة تقدير لإخلاصه المنقطع النظير , و سمح له بالزواج منها حيث كانت تصغره 12 عاما.
و بعد ذلك تم استبدال كلمة " مسعود " التي كانت تطرب ألسنة أعضاء و أنصار الفرقه عند ترديدهم لها , بالمصطلح التركيبي " مسعود و مريم ". و عبر " مسعود رجوي " عن هذه الحادثة في حفلة زواجه بوصفه إياها علي أنها " انفجار الحرية " , و عبر قائلا : " نحن نتحدث هنا عن الإنفجار.. انفجار الحرية ! ".
و قررت القيادة الجديدة لفرقه مجاهدي خلق معتمدة علي تحليلها هذا أن القوي العظمي لن تسمح بأن تكون إيران هي المنتصرة في هذه الحرب , و لن يكون العراق هو الخاسر , قررت أن تظع المجاملات جانبا , و أن تنضم بشكل علني إلي صدام و نظامه في خوض حربه ضد إيران وطنهم الأم. و نقف هنا لنبحث في التاريخ السياسي لدول العالم , فإنه نادرا ما نجد نموذجا في التاريخ لإحدي المجموعات السياسية المعارضة لنظام بلدها , تقوم بالوقوف إلي جانب عدو شن حملة علي وطنها الأم , و احتل أراضيا من بلدها , فتقف بصفه و تتحد معه , و تبيع نفسها له !!.
و بعد فترة وجيزة من المفاوضات المبدأية بين " مسعود رجوي " و " طارق عزيز " في باريس , دخل " مسعود رجوي " بغداد في تاريخ 17 من شهر " خرداد " من العام 1365 هجري شمسي إيراني , و الموافق ليوم السبت في 7 شهر " إيار " من العام 1986 ميلادي شمسي , و انتقلت بعدها مباشرة كافة تشكيلات الفرقه إلي بغداد.
و بعد ذلك تحول " مسعود رجوي " و تنظيمه بشكل تام , إلي خاتم بيد جهاز المخابرات العراقي , وتحولو إلي منفذ مطيع و صاغر لأوامر صدام حسين