مما لا شك فيه ، أن واحدة من أغرب الأمور التي یواجهها أي باحث عند دراسة زمره مجاهدي خلق التي تُعتبر من أکثر المنظمات الإجرامية والمناهضة للثورة في إيران المعاصرة ،التعتیم الشدید عن معاملاتها اللا إنسانیة تجاه أعضائها في داخل الزمره غیر أن إفشاءات أعضائها المنشقین عنها فضحت معاملتهم اللا أخلاقیة واللا إنسانیة .
في ما يلي سنذکر لمحة موجزة عن تاریخ رقابة مجاهدي خلق علی أعضائها عندما غیر مجاهدي خلق إیدیولوجیتهم في عام 1975م تحت قیادة تقي شهرام حاول من خلال خداع أعضاء الزمره المحافظة علی حیاته مع وصول مسعود رجوي إلی مرکز قیادة الزمره ، قاطع مجاهدي خلق جميع الإيديولوجيات والأحزاب المتنافسة وقاموا بتعریف أتفسهم کحركة تقدمية وحيدة تسعى إلى التغيير تكثفت عملية العزلة والرقابة الزمره علی الأعضاء.
مع خروج مجاهدي خلق من إيران إلی العراق ولجوئهم إلی النظام البعثي العراقي و بعد هزیمة زمره مجاهدي خلق في عملیات مرصاد تضاعفت الرقابة علی الأعضاء وأعلن مسعود رجوي عن ثورة إیدیولوجیة جدیدة اليوم ، ومع خروج مجاهدي خلق من العراق وإنتقالهم إلى ألبانيا وتعرض أعضاء رجوي لمشاکل مثل شيخوخة العديد من الأعضاء المؤثرين ، والإنفصال عن الزمره. استخدمت مجاهدي خلق أسالیب وحشية بربرية للسیطرة علی الأعضاء وانتهکت حقوقهم بشکل أکبر .
البحث في هذا يجعلنا على بعد خطوة واحدة من الدراسة الأصولية لجماعة المجاهدين من منظور الفطرة السليمة والعقل الأكاديمي للجذور حیث قامت الزمره بسبب طبيعتها الانفصالية وعدم إمتلاکها إیدیولوجیة ثابتة بالقضاء علی کل من یعارضها وإغتیاله سواء کان من داخل الزمره أو خارجها. وتأسس هيكل تنظيمي يسمى المركزية الديمقراطية الذي يستند إلى هيكل الأحزاب وکذلك تم تصميم ديكتاتورية الشخصية الشيوعية لقبول الرقابة علی الأعضاء الأخرین باعتبارها السبيل الوحيد للخروج من عبء المسؤولية التاريخ المشين لمجاهدي خلق في السنوات الأخيرة بعد سقوط صدام حسين خاصة ، أثبتت مجاهدي خلق أن الرقابة علی الأعضاء کانت شدیدة جدا لطالما حلمت مجاهدي خلق بالسلطة و السيادة على إيران والإیرانیین ، وكان تحقيق هذا الهدف الشرير في طليعة أعمالهم على المدى الطويل ، لذلك كان عليهم إصلاح سمعتهم القديمة باستخدام التعتیم المطلق علی نشاطاتهم وممارساتهم داخل الزمره .
نقطة أخرى جديرة بالملاحظة هي أنه وفقًا لما تقوله هانا أرنت حول السلطة (الشموليةأو الكُليَّانية ) ، فإن أي نوع من النظام الشمولي یعمل علی جذب وإستقطاب الناس لتعزيز عقيدة شخصياتهم المرغوبة في الديكتاتوريات الشمولية يطور القائد أو الزعيم کاریزما عبادة شخصیة أمام الجماهير في نظام شبه ديمقراطي يعتمد على رابطة متبادلة بين الجماهير والقائد من خلال التلاعب بوعيهم وخلق صورة شبه نبوية لشخصيته وهذا مافعله مسعود رجوي فإستقطب الأعضاء وسیطر علیهم حتی قام عدد منهم بالإنتحار من أجل رجوي.
لا شك أن التعتیم هي أفضل طريقة لإزالة غبار الجريمة والأفعال اللاإنسانية التي مارسها رجوي. فاستخدام التعتیم ، لا سيما في قطاع الإعلام الإخباري ،یظهر مدی سعي مجاهدي خلق لجعل منظمتهم تقدمیة ووطنیة ولکن علی الرغم من قدرتهم علی خداع المجتمع والناس حولهم إلا أن أعضائهم یکشفون حقیقتهم الواهیة عبر الإفشاءات التي یصرحون بها. إن اتهام جمهورية إيران الإسلامية بالرقابة علی الناس هو في الواقع شكل من أشكال الاضطهاد ، وباستخدام هذه الخدعة يمكن للمنافقين أن يكشفوا عن أنفسهم في أحداث الثمانینات.