لا يوجد في أبجديات زمره مجاهدي خلق الإيرانية الإرهابية، أي عنوان “للعاطفة” والجانب الروحي ما جعل عناصر الزمره يفقدون الشعور بالهدف من بقائهم تحت سلطة مريم رجوي، كما إن غياب هذا الجانب جعل كان سبباً رئيسياً في حدوث فجوة وتفكك ومشاكل داخل هذه الزمره المتطرفة.
وقال العضو السابق في زمره مجاهدي خلق الذي إنشق عنها “ادوارد ترمادو” في مقال له بعنوان “منع العوائل من زيارة ذويهم إنتهاك لحقوق الإنسان”، نشره على مدونته منتصف آيار (مايو) الجاري، إنه “لا يوجد مكان للعاطفة في منطق قادة زمره رجوي، لقد حكم المجاهدون تنظيمهم بقسوة وكسر الكرامة الإنسانية منذ أن كان مسعود رجوي، والآن وبعد غيابه، يتبع خلفاؤه نفس السياسة الوحشية تجاه أعضائهم المسجونين”.
ويقارن ادوارد ترمادو في مقاله بين السجون في مختلف العالم والوحشية التي تقوم بها زمره مجاهدي خلق في معسكراتها، مضيفاً إنه ” في جميع أنحاء العالم، في السجون وحتى في أسوأ السجون في العالم، يحق للسجين مقابلة أفراد الأسرة مرة واحدة على الأقل في الأسبوع، حتى لو كان السجين هو أكبر الجناة”.
وأوضح إنه “يطبق هذا القانون حتى في الحكومات الأكثر ديكاتورية ناهيك عن السجون و الظروف التي يقضي بها السجناء في البلدان المتقدمة اليوم من الرفاهية وراحة البال عقوباتهم، حتى بإمكانهم أن يواصلوا تعليمهم”.
ورأى إنه “في إيران، يتم منح إجازات معينة للسجناء حتى يتمكنوا من قضاء بعض الوقت مع أسرهم وأحبائهم، ومنع العوائل من زيارة ذويهم انتهاك جسيم لحقوق الإنسان ترتكبه زمره مجاهدي خلق”.
وتابع وهو يسرد وضعه عندما كان في سجن أبو غريب في العراق، قائلاً “عندما كنت شخصياً في سجن أبو غريب سيء السمعة أثناء حكم صدام في العراق، – الاشخاص الذين انفصلنا من زمره المجاهدين وتم تسليمنا للسجن بوحشية من قبل قادة الزمره ـ، كنا مسجونين في قسم إلى جانب سجناء من دول عربية وغير عراقية أخرى، كان أبو غريب من السجون الأكثر سوءاً في العالم، حيث لم يمتنع مرتزقة صدام حسين عن إرتكاب أي جرائم ضد السجناء، وخاصة السجناء الإيرانيين، وكانوا يسمون أولئك الذين تم نقلهم من زمره رجوي بـ “الأمانة”، ولكن بحسب توصية زمره مجاهدي خلق كانوا يضايقونهم قدر المستطاع، لكي نعود إلى الزمره ونتوسل بجلاوزة رجوي لينقذنا من أبو غريب ويعيدوننا إلى معسكر زمره رجوي في محافظة ديالى (معسكر أشرف)”.
وأوضح “ولكن في نفس سجن أبو غريب سيء الصيت في العراق وديكتاتورية صدام، كانت هناك زيارات يوم الثلاثاء، والسجناء غير إيرانيين الذين كان لديهم عوائل أو أقارب في العراق كانوا يأتوا لزيارتهم، بل وكان يأتي البعض من لبنان أو الأردن وكانوا يسجنونا في الزنزانات قبل مجيء الزوار حتى لا نتواصل معهم”.
ويرى الكاتب المناهض لزمره مجاهدي خلق ادوارد ترمادو إنه “لكن في زمره رجوي، تُحظر الزيارات العائلية مع أحبائهم بشكل عام، لماذا ولأي سبب؟ ما هو خوف قادة الزمره من لقاء أعضاء الزمره بعائلاتهم، الذين هم الآن في منتصف العمر وأكثرهم من كبار السن؟ لماذا تصر زمره رجوي لسنوات طويلة على منع أعضاءها من التواصل مع ذويهم؟”.
ويصف ضمير قادة زمره مجاهدي خلق بـ”ضمير صدام حسين”، متسائلاً ” أليس لديهم ضمير كضمير صدام الديكتاتوري؟ بالطبع يجب القول والتأكيد على انه ليس لهم ضمير، منذ هيمن رجوي على زمره مجاهدي خلق، كانت كل جهودهم لقطع العلاقات العاطفية وقمع الحب بين أعضائهم حتى يتمكنوا من جعلهم روبوت بشري مطيعاً ونجحت الزمره بهذه المهمة”.
ولفت قائلاً “لقد كانوا قادرين على غسل أدمغة الأمهات في الزمره ضد أطفالهن وأحبائهن، ويمكنهم تصوير وصناعة تنين على استعداد لتلتهم طفلها أو أطفالها، وإن خوف قادة الزمره من العائلات سببه خوفهم من لقاء أعضاء الزمره مع عائلاتهم من الطبيعي أن يحيي المشاعر والعواطف داخل الأعضاء. الأمر الذي يسعى قادة الزمره لسنوات إزالته وبالطبع الأمر سيكون سبب في تفكك الزمره ،عاجلاً أم آجلاً “.
وتابع “إذا كانت زمره رجوي تتحرك في اتجاه مصالح الشعب الإيراني، وإذا كانت تهتم بالشعب الإيراني، وإذا كانت تيارًا سياسيًا حقيقيًا، لكان الاهتمام بالعوائل والتعاطف مع أسر أعضائها على رأس اهتماماتها ولستقبلت عوائلهم بأذرع مفتوحة ولتعاطت مع هذا الامر بالشكل الذي يمكنها من استعادة سمعته المفقودة بين الشعب الإيراني، ولكن لسوء الحظ، لأنها زمره تابعة تسعى فقط تحقيق مصلحتها الخاصة، ولكن إلى متى يمكنه الاستمرار بهذا الاسلوب لضمان بقائه المشين؟”.
وشدد على أن “منع الأسر من لقاء أحبائها يعد انتهاكًا صارخًا لحقوق الإنسان وعملًا غير إنساني وغير مقبول في أي دين أو عقيدة. عدى هذه الايدئولوجية التي تمنع هذا العمل الإنساني بوحشية”.
الجدير بالذكر أن “ادوارد ترمادو” هو إيراني من الطائفة المسيحية مقيم في مدينة “كولن” غرب ألمانيا، وقد وقع أسيراً في الحرب العراقية الإيرانية عام 1980، وقد التحق بزمره مجاهدي خلق الإيرانية ثم إنشق عنها ولم يكن مقتنعاً بالأفكار التي تحملها هذه الزمره الإرهابية.