أكد الكاتب والمحلل السياسي العراقي رضا الغرابي القزويني، السبت، أن زمره مجاهدي خلق الإيرانية ليست جماعة معارضة سياسية، وإنما جماعة خطيرة وتاريخها مليء بالعنف والإرهاب والعمالة، مضيفاً “عندما نتحدث عن زمره خلق لا نتحدث عن معارضة سياسية حقيقية بل طائفة إرهابية متطرفة تقمع صوت المنتقد وتطلب الولاء الخالص من الأعضاء تجاه زعيم الزمرة”.
وقال الغرابي القزويني في مقابلة مع موقع “أشرف نيوز”، إن “تاريخ زمره خلق يمكن تلخيصه بالعنف والانتقائية والإرهاب والعمالة، وقد استهدفت الإيرانيين والعراقيين على حد سواء في عملياتها الإجرامية”.
ولفت إلى أن “حتى معظم الجماعات المعارضة لطهران تبرز نظرة سيئة تجاه زمره خلق كونهم يعتبرونها زمرة خائنة وقفت ضد شعبها الى جانب الدكتاتور العراقي السابق”.
وأشار إلى أن الزمره بعدما قرر العراق طردها من أراضيها لم تتمكن من الحصول على أي دولة أجنبية تحتضن أنشطتها وعناصرها بسبب تاريخها الأسود، مبيناً أن “ألبانيا في النهاية وافقت على استقبال الزمره بطلب أمريكي مباشر ودفع الملايين لهذه الدولة”.
وعن سؤاله في المقابلة المفصلة عن مستقبل زمره مجاهدي خلق بعد نقلها إلى ألبانيا، أوضح قائلاً “تعاني زمره خلق من عدم اقناع أعضائها بالبقاء معها، هذه الأزمة بدأت بالفعل بعد سقوط صدام وهروب المئات من الأعضاء من معسكر أشرف نحو إيران ودول أوروبية، واستمرت الحالة حتى داخل مخيم الحرية (ليبرتي) بالقرب من بغداد. أما في ألبانيا لم يكن الوضع أفضل من العراق بالنسبة للزمره حيث هناك عدد ضخم من الأعضاء استغلوا الفرص ولاذوا بالفرار وهم يقطنون ألبانيا ويستلمون الرواتب من الأمم المتحدة من أجل قبولهم كلاجئين في دول أخرى”.
وفيما يلي نص المقابلة
السؤال الأول: بداية الكاتب والمحلل السياسي العراقي” رضا الغرابي القزويني” نرحب بكم معنا في موقع “أشرف نيوز”، لو بدأنا مقابلتنا عن أسباب إصرار زمره مجاهدي خلق الإيرانية على تحسين صورتها في الساحة الدولية على الرغم من الوثائق التي تثبت تورطها بجرائم قتل واغتيالات؟
السيد رضا الغرابي القزويني:
أهلاً و سهلاً، كما تعرفون زمره خلق الإرهابية منذ عام 1981 دشنت عملياتها الإرهابية في إيران، وقامت بإغتيال الآلاف من المواطنين الإيرانيين، وانتقلت إثر ذلك إلى فرنسا وثم العراق عام 1986 حيث حصلت على دعم مادي و عسكري ضخم من صدام حسين و استمرت في عمليات اجرامية ضد الشعبين الإيراني و العراقي. لكن بعد سقوط النظام السابق خسرت الداعم و الممول الرئيسي لها و تم نزع سلاحها وباتت معزولة داخل معسكر أشرف لذلك فكرت الزمره في تغيير تكتيكها من أجل تلميع صورتها في الساحة الدولية حتى تظهر نفسها معارضة سياسية وليست جماعة إرهابية ولتكسب دعماً دولياً؛ لكن لا تسطيع الزمرة من إخفاء الحقائق بل هناك المئات من الوثائق و التقارير صدرت من وكالات استخبارات اجنبية و مراكز ابحاث غربية تؤكد على الطبيعة الخطرة والإرهابية للزمرة ليس فقط مع المواطنين الإيرانيين بل حتى مع اعضائها.
وأكبر دليل على ذلك عدم استقبال الدول لها بعد قرار العراق لطردها بسبب معرفة الجميع بتاريخها الأسود وفي النهاية ألبانيا وافقت على استقبالها بعد طلب أمريكي مباشر ودفع الملايين لهذه الدولة.
السؤال الثاني: كيف تنظر إلى مستقبل زمره مجاهدي خلق الإيرانية بعد نقلها من العراق إلى جمهورية ألبانيا برعاية أمريكية.
السيد رضا الغرابي القزويني:
تعاني زمره خلق من عدم اقناع اعضائها بالبقاء معها. هذه الأزمة بدأت بالفعل بعد سقوط صدام و هروب المئات من الاعضاء من معسكر أشرف نحو إيران و دول أوروبية و استمرت الحالة حتى داخل مخيم الحرية (ليبرتي) بالقرب من بغداد. أما في ألبانيا لم يكن الوضع أفضل من العراق بالنسبة للزمره حيث هناك عدد ضخم من الاعضاء استغلوا الفرص و لاذوا بالفرار و هم يقطنون ألبانيا و يستلمون الرواتب من الأمم المتحدة من أجل قبولهم كلاجئين في دول أخرى. بكل وضوح تعاني الزمره ازمة في اقناع اعضائها بالبقاء معها بعد خيبة آمال كبيرة نتيجة الوعود الكاذبة والمستمرة التي قطعتها معهم لإسقاط الحكومة في إيران. كما انها مازالت تمنع العوائل المتواجدة في إيران من زيارة ابنائها المتواجدين في البانيا ولا تسمح لهم بالعيش في الظروف العادية مثل الزواج و لذلك اعتقد ان هذه الازمة ستستمر.
السؤال الثالث: كونكم من الخبراء في الشؤون الإيرانية كيف ترد على مزاعم زمره مجاهدي خلق أن لها شعبية واسعة وكبيرة بين الإيرانيين، خصوصاً وإننا نرى أن هذه الزمره وقفت إلى جانب نظام صدام حسين في حربه التي اندلعت في ثمانينيات القرن الماضي؟
السيد رضا الغرابي القزويني:
تاريخ زمره خلق يمكن تلخيصه بالعنف والانتقائية والإرهاب والعمالة لمن يدفع أكثر. بتعبير أوضح نحن نواجه طائفة مغلقة وخطرة يرأسها زعيمها (مسعود رجوي)، وزوجته (مريم رجوي) منذ عقود. هذه الطائفه حصدت ارواح 12000 مواطن في إيران خصوصا في الثمانينات خلال عمليات تفخيخ و تفجير و اطلاق نار داخل المدن. كما ان الشعب الإيراني لا ينسى كيف احتضن صدام هذه الزمرة داخل العراق إبان الحرب العراقية الإيرانية و قدمت له الخدمات في كافة المجالات الأمنية والاستخباراتية والعسكرية. حتى معظم الجماعات المعارضة لطهران تبرز نظرة سيئة تجاه زمره خلق كونهم يعتبرونها زمرة خائنة وقفت ضد شعبها إلى جانب الدكتاتور العراقي السابق. وبهذا التاريخ الأسود كيف تدعي الزمرة أنها مدعومة من الإيرانيين؟ مراجعة للتقارير الغربية الصادرة تظهر أيضاً إشارات صريحة حول عدم وجود شعبية لهذه الزمرة بين الإيرانيين. لذلك مزاعم الزمرة الكاذبة فقط من أجل الاستهلاك الداخلي لأعضائها والحفاظ على بقائهم وترويج صورة لامعة لها في الأوساط الدولية التي تعرف حقيقتها.
السؤال الرابع: نجد نحن في موقع أشرف نيوز من خلال عمليات الرصد والمتابعة أن زمره مجاهدي خلق تستغل أسماء شخصيات إعلامية وصحافية عراقية ونشر مقالات تحمل أسماء وهمية تروج للزمره وتحديداً لمريم رجوي؟
السيد رضا الغرابي القزويني:
نعم، معروف لدى الجميع أن زمره خلق تدفع الأموال الهائلة من أجل تحسين صورتها في الإعلام. هناك الكثير من الشخصيات خصوصاً في العالم العربي كانوا من داعمي الزمرة والمروجين لها في الإعلام، اختلفوا معها بسبب المال وفضحوا أمرها وتحدثوا عن مبالغ كانت تدفع لهم مقابل كتابة مقالات أو الإدلاء بتصريحات لصالحها. الكاتب العراقي صافي الياسري كان من ضمن هؤلاء انقطعت علاقته مع الزمره بعد خلاف مالي وهو كان يستلم منها 200 دولار مقابل كل مقالة كما صرح المترجم السابق لمسعود رجوي. أو رجل الدين اللبناني محمد علي الحسيني الذي كان بوقا لها قبل طلاقهما لكن فضائح الخلافات المالية بينهما ظهرت في الإعلام. وهناك العديد من تلك الاقلام المأجورة التي كانت تكتب للزمرة بأسماء حقيقية أو مزيفة خصوصا خلال فترة تواجد الزمرة داخل العراق.
أما خارج العالم العربي والعراق، حتى الصحف الأمريكية تحدثت عن أموال تدفعا الزمرة للمروجين لها مثل، جون بولتون، ورودي جولياني الذي استلم 180 ألف دولار من الجماعة من أجل إلقاء الخطابات لصالح الزمرة، فنحن نواجه زمرة تقوم بدفع المال للكتاب المأجورين والشخصيات السياسية السابقة من أجل الترويج لها.
السؤال الخامس: طرأت في الفترة الأخيرة ظاهرة تتبعها زمره مجاهدي خلق وهي إسلوب التهديد لمجموعة من وسائل الإعلام خصوصاً العراقية التي تعمل خارج العراق، التي تنشر مقالات ضد الزمره ، ألا ترى ذلك تناقض مع ما تدعي الزمره بأنها جماعة تؤمن بالديمقراطية وحرية التعبير؟
السيد رضا الغرابي القزويني:
لا يمكن تتوقعوا من طائفة مغلقة يقودها شخص واحد يمنع الأعضاء من حرية الاختيار بين البقاء والذهاب وأمر الجميع بالطلاق القسري وإبعاد أطفالهم عنهم، والأهم من كل ذلك قتل آلاف المواطنين الأبرياء العزل في عمليات تفجير أن تكون ديمقراطية وتؤمن بحرية التعبير. مذكرات وتصريحات الكثير من الأعضاء المنشقين الهاربين تظهر وجود حالات قمع قوي داخل الزمرة تجاه الأعضاء الذين يتم التشكيك بولائهم أو الذين يظهرون نوعا من الانتقاد تجاه أمر ما. هناك قاعدة تتبعها الزمره منذ القديم يعرفها الكثيرون من الذين يدرسون الزمره وسلوكها. و هي إلصاق التهم بكل شخص ينتقد الزمره أو يكتب ضدها. تتهم الزمره جميع هؤلاء بغض النظر عن جنسيتهم- إيرانيون أو أجانب – بالعمالة للمخابرات الإيرانية.
الملفت والمضحك ان حتى الأفراد الذين كانوا يتعاونون مع الزمرة في مجالات مثل الإعلام، بعد حث الخلافات بينهما يتم إلصاق تهمة التخابر مع الجهات الإيرانية من أجل تسقيطهم، كما أن هناك أشخاص قامت الزمرة بتهديدهم وتصفيتهم، لذلك يجب أن يعرف الجميع عندما نتحدث عن زمره خلق لا نتحدث عن معارضة سياسية حقيقية بل طائفة إرهابية متطرفة تقمع صوت المنتقد وتطلب الولاء الخالص من الاعضاء تجاه زعيم الزمرة.
أجرى الحوار ـ حسن جعفر البهادلي ـ رئيس تحرير موقع “أشرف نيوز”