يتساءل كثير من المتابعين والمهتمين بالشأن الإيراني والإقليمي عن الأسباب والأهداف التي يسعى الكيان الصهيوني من تحقيقها من خلال التقارب مع زمرة “مجاهدي خلق” الإرهابية والتغييرات التي تطرأ تبعا لذلك على سياسات اليمين المتطرف في اوروبا.
وللإجابة على هذه التساؤلات وغيرها يقول الاستاذ الجامعي والخبير الدولي “يرواند آبراهاميان” إن جهات وأطراف تمول هذه المجموعة المعارضة لإيران والتي تعتبر من ألد الأعداء لنظام الجمهورية الإسلامية، مؤكدا إن المملكة العربية السعودية هي من أكثر الدول دعما وتمويلا لزمرة مجاهدي خلق”.
ونشرت صحيفة غارديان البريطانية مؤخرا تقريرا مفصلا حول زمرة “منافقي خلق” الإرهابية وخلفياتها التاريخية جاء فيه: “إن هذه المجموعة تحولت إلى اداة بيد الولايات المتحدة الأمريكية ضد ايران وقد يكون السعوديون المصدر الأول للدعم المالي لها”.
كما اضاف التقرير إن هذه المجموعة كانت تسعى قبل الثورة (الإسلامية) إلى ثورة لكن بعد انتصار الثورة أصبح أعضاء هذه المجموعة يعملون لصالح النظام العراقي السابق، وكانت أمريكا وبريطانيا في السابق يدينون هذه المجموعة وممارساتها الإرهابية إلا إنهما في الوقت الراهن يجدون هذه المجموعة خيارا مناسبا لتنفيذ خطط وسياسات الرئيس الأمريكي المتطرفة.
وتذكر الصحيفة في تقريرها كذلك إن هذه المجموعة بقيادة “مريم رجوي” استطاعت الحصول على دعم اليمينيين في الولايات المتحدة الأمريكية من أجل مواجهة إيران”.
علاقة المجاهدین بالصهاينة
وتذكر صحيفة الغارديان إنه وخلال فترة ما بين عام 2007 و 2012 تعرض عدد من العلماء النوويين الإيرانيين الى اغتيالات، وفي عام 2012 أعلنت قناة NBC في تقرير لها إن مسؤولين امريكيين قالوا إن هذه الاغتيالات تمت على يد جهاز الاستخبارات الاسرائيلي وقام أعضاء زمرة خلق الإرهابية بتنفيذها داخل إيران.
وتذكر وسائل إعلام غربية إن معظم الدعم الذي تتلقاه مجموعة خلق في السنوات الأخيرة يأتي من جانب المملكة العربية السعودية وإسرائيل، ونشاهد في اجتماعات السنوات الأخيرة لهذه الزمرة الإرهابية حضورا مكثفا لإسرائيل والسعودية.
تعويل إسرائيلي على زمره “مجاهدي خلق” في تنفيذ أجندتها
وتنقل صحيف هاراتس نقلا عن الرئيس الأسبق لجهاز الموساد الإسرائيلي قوله ” تسطيع إسرائيل إن تنفذ بعض أجندتها ضد ايران من خلال منظمة مجاهدي خلق( الارهابية)، ويجب على إسرائيل أن تأخذ بعين الاعتبار جميع السيناريوهات بما فيها سيناريو المواجهة العسكرية مع ايران لكن لا ينبغي إهمال طاقات بعض المنظمات مثل منظمة مجاهدين خلق التي كان لها دور في اغتيال العلماء النوويين الإيرانيين، إن إسرائيل تدرب هذه المجموعة وتقدم لها الدعم.
ويضيف الرئيس الأسبق للموساد الإسرائيلي: “هذه المنظمة يبدو أن لها علاقات مع السعودية ويمكن توظيف هذه المجموعة بشكل ثنائي من جانب الأمة اليهودية(!) والرياض، وتستطيع اسرائيل ان تستغل هذه المجموعة لتغلغل داخل المجتمع الايراني والتأثير على أفراد الشعب الايراني”.
كما كشف مئير داغان الرئيس السابق للموساد في مقابلة مع قناة سي بي اس إن اسرائيل تساعد مجموعة خلق والجماعات المسحلة الارهابيو التي تسعى للاسقاط النظام الايراني.
السعودية عامل التقارب بين المجاهدین والصهاينة
تعتبر المملكة العربية السعودية من أكثر الأطراف الداعمة لمجموعة خلق الارهابية وتظهر المشاركات المستمرة للشخصيات السعودية في مؤتمرات هذه المجموعة مدى دفء العلاقات بين الرياض وزمرة خلق الارهابية.
وفي السنوات الأخيرة وبسبب التقارب السعودي الاسرائيلي ووجود عدو مشترك هو ايران ازداد الاهتمام الاسرائيلي بمجموعة خلق الارهابية.
لكن الصهاينة في دعمهم المالي والسياسي للمجاهدین ، بصرف النظر عن اغتيال علماء إيران النوويين ، والتجسس عليها، و… قد تولوا مهمة أخرى فضل عما ذكر لزمرة “رجوي” ، وهو يتعلق بتأثيرها على الأطراف اليمينية المتطرفة في أوروبا وتقديم الدعم لهذه المجموعات.
بالطبع ، انخرط الصهاينة أنفسهم بشكل مستقل مع أحزاب اليمين المتطرف وحاولوا التقدم بأهدافهم من خلال قناة “المجاهدین”. في هذه الأثناء ، كان تضاؤل روح معاداة السامية من قبل الأحزاب اليمينية المتطرفة تغييرًا ناتجًا عن نهج إسرائيل تجاه هذه المجموعات.
فيما يخص تقارب إسرائيل من الأحزاب اليمينية الأوروبية في الاتحاد الأوروبي ، كتب موقع “أوريون 21”: كل شيء بدأ في 5 ديسمبر 2010. في ذلك اليوم ، وصل وفد مهم إلى تل أبيب ، وشمل 30 زعيماً من تحالفات الأحزاب الأوروبية من أجل الحرية والحقوق المدنية. لم يذكر اسم المنظمة ، ولكنها جمعت سلسلة من الأحزاب اليمينية المتطرفة… كانت هذه هي المرة الأولى منذ إقامة دولة إسرائيل التي كانت تل أبيب تستقبل قادة من مثل الهولندي غيرت فيلدرز ، فيليب دفينيتر من بلجيكا وهاينز كريستين استراش ، ونائب يروج هايدر.
ماذا كان يصنع الفاشيون الجدد في إسرائيل الذين غالباً ما ينكرون المحرقة وحتى الخسارة اليائسة للرايخ الثالث؟ لقد شاركوا في مؤتمر نظمه الجناح اليميني لحزب الليكود ، والذي كرس لمكافحة الإرهاب. وعلى الرغم من الطبيعة غير الرسمية لهذه الخطوة ، فقد تفاوض وزير الخارجية الإسرائيلي افيغدور ليبرمان مع فيلدرز المعادي للإسلام المتطرف ، كما عوض عن شكره على الزيارة الرسمية للمستوطنات المبنية على الضفة الغربية.
وبحسب وكالة فرانس برس ، فإن من كان يحلم في أن يتم حظر القرآن في هولندا “تحدث ضد الفلسطينيين في إعادة الأراضي المحتلة إزاء إلقاء السلم مع الفلسطينيين واقترح استقرار الطوعي للفلسطينيين في الأردن” ، ثم دافع عن بناء المستوطنات في الضفة الغربية على الساحل الأردني. كل شيء واضح: اليمين واليمين الإسرائيلي مستعدان في “حربهما الصليبية” ضد الفلسطينيين من أجل أي اتحادات ، حتى أكثر الأحزاب غير العادية.
ما هو سبب تقارب إسرائيل من الأوروبيين اليمينيين المتطرفين؟
إن السمات الواضحة للأحزاب المتطرفة الناشئة في أوروبا هي معارضتها للممارسات التقليدية في الدول الأوروبية. على سبيل المثال ، أضعفت هذه الأطراف التقارب في أوروبا وقوّضت موقف الاتحاد الأوروبي في النظام الدولي.
بما أن الأحزاب الأوروبية التقليدية لديها نظرة خاصة على قضايا الديمقراطية وحقوق الإنسان ، فقد كانت دائما تنتقد ممارسات الكيان الصهيوني ضد الفلسطينيين ، وشددت الانتقادات ضد هذا الكيان وإدانته من الاتحاد الأوروبي في السنوات الأخيرة. يكافح الكيان من أجل إحداث انقسام عميق بين أحزابه الناشئة والتقليدية مع ظهور الأحزاب اليمينية المتطرفة في القارة ، ربما للعمل من أجل خفض ضغط بروكسل على تل أبيب.
إن تقليص ضغط أوروبا على الكيان الصهيوني يعني تخلص إسرائيل من معضلة كبيرة. بعبارة أخرى ، يمكن أن تكون الانقسامات بين الدول الأوروبية وتحديها للأطراف الناشئة عاملاً في تعزيز أهداف الكيان على المستوى الكلي. لذلك ، وبالنظر إلى الدعم المالي الذي يحصل عليه “المنافقون” من الأحزاب الأوروبية المتطرفة واتصال زمرة “رجوي” بالقنوات السعودية والإسرائيلية ، يمكن القول إن الزمرة أصبحت عاملاً في أيدي الصهيونية لاستخدامها في خلق الهوة في القارة الخضراء.