رفضت زمرة “مجاهدي خلق”، الإرهابیة اتّهامات طهران لها بالتورّط في اغتيال العالم النووي محسن فخري زاده، واصفة خطوة النظام الإيراني بأنها (حقد وأكاذيب )علما أنها ادّعت سابقاً أنها صاحبة الفضل في كشف البرنامج النووي الإيراني والمواقع السرية السابقة لأمریکا والموساد الصهیوني . فاغتيال العالم النووي الإيراني الدكتور محسن فخري زاده لفت الانتباه مرة أخرى إلى التاريخ الطويل لزمرة مجاهدي خلق كجماعة إرهابية. جماعة نفذت العديد من الهجمات الإرهابية ضد المسؤولين السیاسیین والمواطنين والعسكريين الإيرانيين ، وآخرها العلماء النوويون الإيرانيون .
في تشرين الثاني / نوفمبر 2012 ، بعد اغتيال أربع علماء نوويين إيرانيين على الأقل بين عامي 2007 و 2012 ، كشفت شبکة ان بی سی نیوز أن إسرائيل بالتعاون مع مجاهدي خلق ، كانت مسؤولة عن إغتیال العلماء النوويين الإيرانيين. وذكر التقرير أن مسؤؤولين أمريكيين أبلغا شبكة إن بي سي نيوز أن الهجمات المميتة على العلماء النوويين الإيرانيين نفذتها جماعة إيرانية معارضة مدعومة من المخابرات الإسرائيلية مالیاً ولوجیستیاً . وعلی الرغم من نفي الزمرة أي دور لها في إغتیال العلماء النوویین إلا أننا نجد في وسائل الإعلام التابعة للزمرة مایدحض مزاعمها وأکاذیبها .
ففي أحد المؤتمرات الصحفية المزعومة لزمرة مجاهدي خلق التي عقدت في مكتب الزمرة بواشنطن ، قال علي رضا جعفر زاده ، الشخصية الدعائية للزمرة ، أن الدكتور فخري زاده كان قائد الحرس الثوري الذي يشرف على “موقع أسلحة نووية. وكتبت إيران الدولية في تقريرلها : “زعم جعفر زاده أن الموقع الجديد الواقع في سرخة حصار شرقي طهران مخصص لانتاج أسلحة عابرة للحدود. و يذكرنا الهجوم الإرهابي على محسن فخري زاده بنفس نمط التعاون بين مجاهدي خلق والموساد الذي كشفت عنه شبكة إن بي سي نيوز سابقًا. لذلك ، لم يتردد العديد من الخبراء والمحللين في الإشارة إلى دور زمرة مجاهدي خلق في هذا الهجوم.
وکتب رضا نصر الباحث في القانون الدولي في مرکز الأبحاث الدولیة في جنیف بعد إنتشار خبر الهجوم الإرهابي في تویتر : شطبت وزارة الخارجية الأمریکیة زمرة مجاهدي خلق من قائمة المنظمات الإرهابية الأجنبية على أساس أنها نبذت العنف ولم ترتكب على ما يبدو أعمالا إرهابية منذ عقد ولكن احتمال تورط زمرة مجاهدي خلق في العملية الإرهابية في إيران يجب أن يلغي هذا القرار. وفي تغريدة أخرى نشرت بالفارسية ، أوصى رضا نصر بأنه في حال تأكيد دور مجاهدي خلق في اغتيال فخري زاده ، يجب اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة لإعادة التنظيم إلى قائمة الإرهاب.
وكتب تريتا بارسي ، المؤسس والرئيس السابق للجمعية الوطنية الإيرانية الأمريكية ، على تويتر “استخدمت إسرائيل في السابق عناصر من جماعة مجاهدي خلق الإرهابية الإيرانية لشن هجمات في إيران” وأضاف أن “مجاهدي خلق هم أول جماعة تنفذ عمليات انتحارية في إيران”.
و أشار إلى تاریخ زمرة مجاهدي وأعمالها الإجرامیة في إیران . وكتب أولسي يازجي على حسابه على تويتر و هو مؤرخ ألباني متخصص في تاريخ الإسلام والقومية والحداثة ، بالإضافة إلى کونه ناشط حقوقي مهتم بمساعدة أسر أعضاء زمرة مجاهدي خلق الذين يرغبون في مقابلة أحبائهم في معسكر زمرة مجاهدي خلق في ألبانيا. کتب مشيرًا إلى دور زمرة مجاهدي خلق وإسرائيل في الحادث الإرهابي الأخير: “هل اغتالت إسرائيل ومجاهدي خلق ومريم رجوي المقيمة في ألبانيا العالم الإيراني محسن فخري زاده؟
وغرد بويا عالي مقام، مؤرخ عن الشرق الأوسط ومتخصص في تاريخ إيران والعراق عن رد فعل مجاهدي خلق على اغتيال فخري زاده: لاحظ كيف التزم أعضاء وقيادة مجاهدي خلق الصمت حيال القتل الوحشي للعالم الإيراني .إنهم يأملون في شن حرب ضد إيران.
واضاف “انهم يعتقدون ان الهدف (الوصول الى السلطة) يبرر وسيلة (الحرب وتدمير ايران) بقدر ما تدعي زمرة مجاهدي خلق أنها لم تستخدم العنف منذ عام 2002 ، و هذا الادعاء أدى إلى شطبها من قائمة الإرهاب في سبتمبر 2012 ، تظهر الأبحاث والأدلة اليوم أن الجماعة لم تتخلى أبدًا عن العنف ، على الأقل حتى يوم الجمعة الماضي . ولعل أهم دلیل یثبت دور مجاهدي خلق في قتل العلماء الإيرانيين هو الرسالة الأخيرة لقائدهم المفقود مسعود رجوي ، والتي نشرتها وسائل إعلام الجماعة الشهر الماضي. واعترف رجوي في الرسالة بأنه قتل 17 ألف إيراني حتى الآن ، ووعد الرئيس الإيراني بأنه سيقتل المزيد.