يعتبر عراق اليوم دولة يحكمها الدستور…وتصر جميع القوى السياسية في العراق على المطالبة بتطبيق هذا الدستور..لانه مصدر السلطة في البلاد…
ومن ضمن فقرات الدستور العراقي..ان العراق دولة خالية من اية نشاطات عسكرية او سياسية معارضة للدول الاخرى بهدف قلب نظام الحكم فيها او زعزعة الاستقرار في داخلها…وقد دأب حزب البعث المجرم كعادته في لعب هذه الورقة ونقصد بها التدخل في شؤون الاخرين من اجل الحصول على مكاسب سياسية او التاثير على الدول الاخرى لتطبيق مبادئ الحزب الشريرة…
ومن ضمن هذه الاساليب هو احتضان وايواء منظمات مصنفة حسب العرف الدولي كارهابية…ومنها منظمة مجاهدي خلق الايرانية وحزب العمال الكردستاني..وبعض المنظمات الفلسطينية المسلحة..
وعند سقوط النظام البعثي المجرم تكشفت للعراقيين مدى عمق العلاقة الوثيقة بين البعث واغلب هذه الحركات…فقد اتفق معظم العراقيين ان لامجال لمثل هذه الحركات بالعمل في العراق…حتى ولو ساهمت دول الجوار مثل ايران وغيرها في ايذاء العراقيين..وبهذا سقطت حجة وجود هذه المنظمة في داخل العراق…
ولو تعمقنا قليلا في حيثيات هذا الموضوع..نجد ان من مصلحة العراق العليا ان نتعلم من دروس الماضي ونسد جميع الطرق المؤدية الى التدخل في شؤون العراق…ومن هذه الابواب الخبيثة..هي تبني البعض مساندة مثل هذه الحركات الارهابية التي تتخذ من السلاح والارهاب وسيلة للحصول على مكاسب سياسية…
فهل حقا هناك ما يثبت ادعاءات هذه المنظمات بواجب العراق ايواء نشاطاتها المسلحة وتقديم الدعم لها..؟!.
ومن الغريب في الامر ان توجد لهذه المنظمات حواضن في العراق حتى بعد سقوط النظام الدكتاتوري المجرم…فمنظمة مجاهدي خلق يساندها بعض الفئات العراقية من منطلقات عدة..حتى ولو كانت على حساب مصلحة العراق…فمنظمة مجاهدي خلق…منظمة متورطة في اراقة دماء العراقيين بتعاونها مع اجهزة النظام البعثي البائد..وهناك شواهد كثيرة يعرفها العراقيين عن هذه المنظمة..وتعتبر عملية رضى نظام صدام عن هذه المنظمة دليل قاطع على اوجه الشبه في غايات الطرفان نحو شعوبهم…
الذي لايفهمه اعضاء هذه المنظمة الايرانية..ان فترة الحروب والمواجهة مع جيران العراق من كل الجهات قد انتهت بزوال حكم حزب البعث..فقضية تركيع الفرس وهزيمة الترك..والانقضاض على الدول الصغيرة قد ولى…وان مصلحة العراق بالتصالح مع شعوب المنطقة وعدم التدخل في شؤونها.. فوق كل اعتبار…
ان نظام الحكم في ايران لايعنينا بشيئ..قدر تعلق الامر بتدخله في شؤون بلدنا..ومن ضمن المبررات لذلك هو وجود منظمة مجاهدي خلق في العراق…فعندما تغيب الحجة من ايدي صانع القرار في طهران..سوف يكون للعراقيين مبررا لمطالبة الغير بعدم التدخل في شؤوننا…
ان من الامور المخجلة ان يكون اناس مشتركين في العملية السياسية في العراق ويتخذون من هذا الاسلوب البعثي الاجرامي طريقا لتحقيق اهدافهم السياسية…واذا كان الدستور العراقي ينص صراحة على تجريم العمل بهذا الاسلوب ويمنع اية منظمة تمارس نشاطا معاديا للغير في العراق..فلماذا يدعي البعض ويتشدق بالوطنية العراقية بالرغم من ان الاعيبه مكشوفه ولاتتعدى البعد الطائفي والقومي…
وينطبق الامر كذلك على حزب العمال الكردستاني….فمصالح العراق مع تركيا والشعب التركي هي افضل لنا بكثير من ان ندعم او نأوي منظمة مسلحة تمارس العمل العسكري ومصنفة دوليا كمنظمة ارهابية…
ان موقفنا من الانظمة الشمولية ان كانت في ايران او بقية دول الجوار واضح وصريح..وهو اننا ندعوا انظمتها الى التصالح مع شعوبها وبالطريق السلمي لتبادل السلطة…ونستثني تركيا من ذلك لانها دولة تطبق المعايير الدولية في طريقة الحكم بغض النظر عن ما تفعله مع جزء من ابناء شعبها..فهذا شان داخلي..هكذا كانت كل الشعوب التي تعاملت مع صدام وساندت انظمتها في ذلك..تردد هذه المقولة..فقد كان الشعب العراقي يذبح والكل يتفرج عليه حتى ان الكثير منهم عاقبه بسبب ثورته على جلاده…
ان الضوضاء والبكاء والعويل الذي تصدره تلك المنظمات التي عاشت في كنف الدكتاتورية البعثية سوف لن تجد لها اذنا صاغية في عراقنا الجديد..الا من مرضى البعث وبعض القومجيين الذين يعتبرون النيل من الامم الاخرى بالارهاب بطولة ونضال…وعلى السيد مسعود رجوي وحزب العمال الكردستاني ان يعرفوا هذه الحقائق قبل ان ينفذ صبر العراقيين وسيكون الوقت قد فات عليهم وستكون اهدافهم السياسية قد انقلبت وبالا عليهم…
ان كلامنا هذا ليس تحريضا عليهم وليس دعما لايران وتركيا..ولكنها مبادئ العراق الجديد…وعلى من يتخذ من ارض العراق مأوى وملاذا ان يفهمها….
بقلم: كريم البيضاني