نشر "موقع مركز الحرمين للاعلام الاسلامي " خبرا نقل فيه من مصادر وثيقة الإطلاع على العلاقات السعودية الإيرانية، قالت أن رئيس المخابرات السعودية الأمير مقرن بن عبدالعزيز آل سعود التقى مؤخراً في العاصمة الأردنية، عمّان، بمسعود رجوي، رئيس منظمة مجاهدي خلق الارهابية، التي يسميها الإيرانيون بمنظمة المجاهدي خلق.
واضافت المصادر، بأن رجوي وعددا من قيادات المنظمة الذين غادروا العراق الى الأردن مؤخرا كيما ينتقلوا الى عواصم أوروبية منحتهم اللجوء السياسي، التقوا بعدد من مسؤولي أجهزة إستخبارات عربية وأجنبية، بينهم رجال من الموساد، ومن المخابرات المصرية والسعودية فضلاً عن الأردنية والأميركية والفرنسية.
وأضافت تلك المصادر، بأن رئيس الإستخبارات السعودية استمع الى رئيس منظمة خلق الارهابية مسعود رجوي، حول رأيه بشأن آخر تطورات الوضع في إيران، ومشاريع المنظمة المستقبلية في مواجهة النظام هناك. وقال مصدر مقرّب من الأمير مقرن، بأن رجوي شرح للأخير بأن منظمته سعت في فترة سابقة الى تفاهم مع النظام الايراني وأنها قدّمت اقتراحاً بأن يسمح للمنظمة بالعودة الى ايران، والعمل كحزب سياسي.
وأضاف بأن تطورات الوضع الأخير، ونزول أعضاء المنظمة الى الشارع ودخولهم في مواجهات مع قوى الأمن، اضافة الى الحملة الإعلامية التي قام بها أنصار المنظمة في عدد من المنظمات الأوروبية، والتي ترافقت مع اعلان نتائج الإنتخابات الأخيرة، غيّرت المشهد، وأن المنظمة تحرّرت من بقائها في العراق، خاصة مع رفع الدول الأوروبية اسمها من قائمة (المنظمات الأرهابية) والتي بدأتها الحكومة البريطانية قبل نحو عام، وبالتالي فإنها نالت غطاءً سياسياً يمكنها من خلاله تصعيد موقفها ضد الحكم القائم (بكل الوسائل)ومعلوم أن منظمة خلق الارهابية، قد واجهت النظام في ايران بالسلاح لسنين طويلة، وقامت بتفجيرات عديدة أودت بالعشرات من قيادات الحكم في ايران، الذين قضى الكثيرين منهم في انفجار الحزب الجمهوري عام 1981م.
من جهة أخرى، أضافت المصادر، أن الأمير مقرن ناقش ورجوي سبل (اسقاط نظام طهران)، ودعاه الى زيارة الرياض، ولكن مقرن أرجأ البتّ بطلب رجوي فتح مكتب لمنظمته في الرياض قبل مناقشة الأمر مع مسؤولين سعوديين آخرين كبار، فيما قالت أنباء أخرى أن مصر ـ وبالإتفاق مع الرياض ـ عرضت فتح مكتب للمنظمة في القاهرة على غرار مكتب حركة انفصالية كان صدام يدعمها وهي "حركة تحرير الأهواز"، التي لاتزال تتلقى الدعم من السعودية بشكل أساس.
ويعتقد دبلوماسيون في الرياض، بأن الأخيرة تجازف من خلال تحركاتها الأخيرة وإعلامها، بعلاقاتها معه طهران، خاصة وأن اتفاقاً أمنياً بين البلدين قد أبرم قبل نحو تسع سنوات، يقيّد الدولتين بمنع دعم أية معارضة لكل منهما. وأضافوا بأن الرياض تعيش حالة من (الإنتشاء) بسبب ما اعتبرته (الهزيمة الإيرانية في لبنان) و(انشقاق النظام الإيراني على نفسه بعيد الإنتخابات الأخيرة)، وهي تعتقد بأن النظام الإيراني في حالة تراجع وأن من اللازم تشديد الهجوم عليه، واغتنام الفرصة لإسقاطه.
يتواءم هذا التحليل، مع تصريحات بايدن، نائب أوباما، فيما يتعلق بإطلاق يد اسرائيل لمهاجمة المنشآت النووية الإيرانية، والأنباء القائلة بأن السعودية تعمل على ترجيح الجناح الصهيوني المتشدد في الإدارة الأميركية المؤيد للتعاطي مع إيران عسكرياً، وبالتالي تخريب اي اتفاق إيراني أميركي مزمع تعتقد السعودية انه ـ لو تحقق ـ سيكون على حساب موقعها الإقليمي. كما يتواءم التحليل مع الأنباء التي تحدثت عن سماح السعودية للطيران الإسرائيلي باستخدام الأجواء السعودية في حال قررت تل أبيب تصعيد الموقف وشن الهجوم الذي تصاعد في الآونة الأخيرة؛ ومثله قرار مصر بالسماح للغواصات الإسرائيلية بعبور قناة السويس.
يذكر ان منظمة خلق الارهابية قد ادت وتؤدي دور عميل للحكومات المعارضة مع الجمهورية الاسلامية الايرانية كحكومة صدام الساقطة والاتحاد الاوروبي واميركا وبعض دول عربية وهذه الدول تحاول استخدام هذه الزمرة الارهابية كأداة ضغط ووسيلة من اجل القيام بالنشاطات التخريبية والجاسوسية والقيام بأعمال نفسية في ايران وبلدان اخرى.