نعيق الغربان
يقال ان "نعيق الغربان نذير شؤم".
فكلما كان نعيق الغراب على المنازل كلما جلب لها الشؤم والفقر والحرمان ، هكذا تعلمنا في الصغر فعندما ينعق الغراب أمام منازلنا نرميه بحجارة صغيرة لكي يرحل من على الشجرة التي وقف عليها ، ومنهم من يخرج سكينتين يتخالف بعضهما مردداً " سكين وملح" في اشارة الى عملية الذبح ووضع الملح على الغراب فيبادر الغراب بالفرار مباشرة ، فتلك غالبها عادات وتقاليد تعودنا عليها.
منظمة خلق الايرانية المتواجدة على الاراضي العراقية قد نعقت كالغربان عندما أرادت القوات العراقية استلام المعسكر الذي يضم حوالي 3500 شخص في محافظة ديالى بكامل عدتهم وتسليحهم وامكانياتهم التي كان قد وفرها لهم النظام البائد عندما استغلهم في مواجهة الشعب العراقي ابان الانتفاضة الشعبانية المباركة عام 1991 وعلى اثرها قمعت الانتفاضة وما تلتها من انتفاضات ومعارضات لصدام والبعث.
ورغم رفض معظم القيادات السياسية لوجود هذه المنظمة الارهابية داخل الاراضي العراقية بدون صفة قانونية يحملونها الا أن وضعهم مازال باق فأين الخلل في ذلك؟؟؟؟ سؤال نوجهة للحكومة العراقية ، هل هي صاحبة القرار في استقطابهم داخل العراق؟ بالتأكيد لا لانهم تواجدوا قبل سقوط النظام البائد وعليه فقد انتفت الحالة لوجودهم لان العراق المتمثل بالحكومة الحالية المنتخبة لم تعطيهم ذلك الحق في اللجوء السياسي وممارسة نشاطهم الارهابي.
فالاعتداء الذي حدث في معسكر (أشرف) من قبل غربان منظمة خلق على القوات العراقية كان بمثابة نعيق منظمة خلق الارهابية عندما أعتدت على السيادة العراقية داخل الارض العراقية ، فأصبح لزاماً على الحكومة العراقية أن تسير كما سارت عليه السعودية مع اللاجئين العراقيين في مخيم رفحاء عندما اعتدى نفر من العراقيين المدسوسين على رجال الامن السعودية فما كان الا أن جابت دبابات ومدرعات المملكة مخيم رفحاء واستخدمت اطلاق العيارات النارية العشوائية التي كانت تخترق مئات الخيم بلحظة واحدة وتقتل وتجرح من تواجهة في طريقها ولم تكن تصريحات وزير الدفاع والمفتشية العامة السعودي عندما واجه الاعلام باقل من ذلك عندما قال " اللي يبيهم ياخذهم" في اشارة الى عدم موافقة المملكة على تواجدهم على اراضيها وبالفعل تم ذلك وبدأت الدول المتحالفة مع امريكا التي فرضت العراقيين على السعودية بترحيلهم الى دولهم الغربية.
هكذا يجب ان تفعله الحكومة العراقية مع منظمة خلق أن تضعهم في خيار واحد لاغير وبأسرع وقت ، المغادرة من العراق مع اخضاع جميع المعتدين على قواتنا العراقية الى محكمة ينالوا من خلالها الجزاء العادل ، وعدم الاستماع الى تهويل الاعلام الذي يصور الجاني بالضحية.
ان العراق لا يتسع الى ثلاث منظمات ارهابية تطئ ارضه وتلوث مياهه الشحيحة فيكفي عبثية "تنظيم القاعدة" واجرامهم المستمر وكذلك "حزب البعث" الذي أصبح القادة يسمونه بالصداميين خوفاً من زعل بعض النماذج من البعثية ، فلا يحتمل العراق ان تضاف له منظمة ثالثة مدرجة تحت لائحة الارهاب "كمنظمة خلق" ، فنعيقهم كالغربان هذه المرة انذار بطردهم من العراق اذا كانت للعراق سيادة حقيقية
شوقي العيسى