إقترح السفير الامريكي هذا اليوم في بغداد ألسيد (هيل) بإيجاد قوات امريكية دائمة داخل معسكر أشرف " هذا الاقتراح يُعتبر تدخلاً سافراً في شوؤن العراق و خرقاً للاتفاقية الأمنية التي وقعت ما بين الولايات المتحدة والعراق. حيث نصت تلك الاتفاقية الامنية على : "عدم تصرف الولايات المتحدة كما شاءت في آلعراق" , فهي لم تعد دولة احتلال بالرغم من أنها تتصرّف كدولة احتلال ، و لا زالت تتدخل في شوؤن العراق و هذا التصرف يزيد الطين بلّه على المواقف الامريكية و يجب عدم اعطاء الاوامر للحكومة العراقية في كيفية التصرف في بلادها و كأن آلعراق ولاية من ولايات أمريكا. إنّ معسكر أشرف بمثابة الغدة السرطانية في العراق , و يجب على الحكومة حل هذه المشكلة بطريقة ما , و ان تكون هناك لجنة برلمانية تتحقق من هولاء الاشخاص اذا ما كانوا مجرمين أو يشكلون خطراً على الامن القومي العراقي , وهذا هوالاهم من بين جميع التحالفات والمناورات التي يحاول أن يتشبث بها بعض العناصر البعثية آلتي تظاهرت بالاسلام وآلوطنية , بينما تآمرت وتتآمر في الباطن على العراق والعراقيين لأجل مكاسب فئوية ومذهبية وطائفية على حساب الامن والأستقرار في العراق والمنطقة , فيجب ترحيلهم لوجود اكثر من دولة تريد استقبالهم و اذا كانوا لاجئين سياسيين – وهم ليسوا كذلك – فيجب أن يخضعوا لقوانين آللجوء الدولية ، لذلك فأن التدخل الامريكي في هذا الامر خارج عن الواقع و هو تدخل في صميم الشأن العراقي. كثيرة هي الخفايا التي بدأت تظهر لنا على السطح في الفترة الاخيرة لبعض السياسيين العراقيين و في مقدمتهم البعثيين الذين إمتدّت أياديهم الآثمة لتنال من أبناء العراق من خلال التآمر و التنسيق مع المنظمات الإرهابية التي دخلت العراق منذ سقوط النظام السابق والى اليوم و المتمثلة بتنظيم القاعدة و الفصائل المسلحة التابعة لها حيث وجدنا أن هنالك الكثير من الاعترافات التي أدلى بها العديد من الإرهابيين الذين وقعوا في قبضة قوات الأمن العراقية و كذلك الأمريكية و كانت فيها الكثير من الدلائل التي تُثبت حقيقة ارتباط بعض العاملين في الساحة السياسية العراقية , و قد ثبت ذلك فعلا من خلال الأدلة الدامغة بحق بعض أعضاء مجلس النواب و كذلك اكثر من وزير , و السياسيين الذين لو نظرنا إلى واقعهم سنجدهم أنهم جميعا دخلوا إلى العملية السياسية على حين غفلة من اجل الوصول إلى مخططاتهم التي يرمون إليها , و هي ما تثبت لنا بالدليل القاطع خلفية هؤلاء الإجرامية و التي تعود بنا إلى عهد النظام المقبور و الذين كانوا يعملون معه متسترين دون أن يكونوا ظاهرين للناس خلال حُقبة النظام الحاكمة ولكن خفافيش الظلام لا يمكن لها الاستمرار في الطيران عندما يصل إليها ضوء النهار وتذهب عتمة الليل التي يختفي خلفها. ها هي اليوم تظهر لنا الحقائق وآلوقائع والاعترافات لتكشف لنا عن إجرام البعض من ألذين تغلغلوا في مرافق آلدّولة و في مجلس النواب متغلفين بالوطنية أو بروح الدين و سماحة الاسلام عبر إرتباطاتهم الخطيرة مع آلمنظمات الارهابية و الحثالات آلتي تعشعشت في بلادنا وبدعم من النظام الوهابي و الحكومات العربية التي لا تُريد للعراق و العراقيين النجاح في مشروعهم آلوطني آلشعبي الجديد و الفريد على الساحة العربية قاطبةً , فالعصابات البعثية آلتي ثبت إجرامها بحق الشعب العراقي بل وشعوب المنطقة قبل و بعد سقوط النظام – و آخرها عمليات آلاربعاء آلدامية لا يُمكنها مع هذا التأريخ الاسود أن تكتسب شيئاً حتى وأن تلبست بأي لباس.. ولا يُمكن أو تُقدّر من قبل الشعب العراقي الذي كرههم حتى الموت , و لذلك يُحاولون آلعودة عن طريق آلتحالفات المشبوهة مع الامريكان بأساليب ملتوية تتركز على ستراتيجية العداء للدولة الاسلامية المباركة في إيران بإعتبارها الند الوحيد في العالم ضد الظلم و الهيمنة الامريكية و آلغربية , لذلك يحاولون ا التنسيق معهم لإبقاء منظمة "منافقي خلق الارهابية" والتي تعد كالغدة السرطانية في الجسد العراقي. هذا إلى جانب بث الارهاب وآلفوضى لإخماد حركة التنمية السياسية والاجتماعية والاقتصادية آلتي بدأت تنشط في العراق , و بدعمٍ عربي في محاولةٍ لإثبات فشل التجرب الدّيمقراطية العراقية و بالتالي ضمان إستمرار آلحكام في الحكم , و كسب الموقف بعد أن نشطت الكثير من القوى العربية المخلصة والاسلامية في محاولة لتأسيس مقدمات لنهضة جديدة في بلدانها.. إن مناورات الحزب الإسلامي العراقي الذي كان يُعدّ من الأحزاب المعتدلة على الساحة السنية العراقية و كان لها وقعها في زمن المعارضة العراقية لتكشف حقائق كبيرة و خطيرة عن عُمق آلازدواجية في العمل , لـتُعبّر عن وضعهم لقَدَم في العملية السياسية من جانب و قدَم أخرى مناهضة للعملية السياسية و التغيير الجاري في آلعراق , و هو ما قد يفسر لنا آلآتي : ألاول هو إن هذا الحزب يعمل باتجاهين مختلفين ليصل إلى غاياته عن كلا الطريقين سواء العملية السياسية التي حصل فيها على العديد من المناصب السيادية في ظل حرمان باقي المكون السني منها وهناك أطياف وفعاليات سياسية سنية لم تحظى بما حظي به الحزب الإسلامي. وآلثاني هو ألسعي الجاد للتنسيق مع الجهات التي تعارض العملية السياسية أملاً منها.. أو تخميناً في وصول هؤلاء الشذّاذ إلى مُبتغاهم و يكونوا بذلك ضامنين لوضعهم فيما لو حصل هذا التغيير في البوصلة باتجاه شركائهم من التنظيمات العابثة بالوضع العراقي. وآلثالث هو آلسعي الحثيث للوقوف بوجة إمتدادات الثورة الاسلامية الحقيقية في العراق عبر دعم "مجاهدي خلق" , حيث تُعتبر هذه القضية حسب تصورهم بمثابة الستراتيجية الرابحة لضمان الحزب الاسلامي للدّعم آلامريكي و آلاقليمي لأنها توافق وجهة النظر الامريكية وآلتي لها القدرة والهيمنة على الوضع العراقي وآلدولي , و يمكنكم أن تلاحظوا هذا التوجه من خلال إعلام آلحزب الاسلامي ألصريح و موقعهم آلأليكتروني (عرب مترو) , و هذا هو الخيار الأخيب للحزب الاسلامي العراقي. هذه الخطوط الحمراء الخطيرة , تُنبئ عن خاصية يجب الالتفات اليها في العملية السياسية خصوصاً بعد المؤتمر الذي عقدته إحدى القياديات في منظمة مجاهدي خلق الإيرانية و التي كشفت عن خفايا خطرة جداً في علاقة هذه المنظمة مع النظام السابق أولاً و ما قام به من الجرائم التي ارتكبها بحق أبناء العراق من خلال إرتباطهم الوثيق بالنظام السابق. و هذا ما كان معروفا للجميع من ممارسات إجرامية لتلك المنظمة الإرهابية في ترويع الآمنين في عدة مناطق من العراق منذ بداية الثمانينيات و أبان انتفاضة آذار عام 1991 وما خلفته تلك الانتفاضة من مجازر على يد هؤلاء آلمجرمين. لكن ما هو الأخطر في ذلك المؤتمر الصحفي هو علاقة بعض السياسيين الحاليين بالمنظمة و عملها و مخططاتها في قيام الحرب الأهلية و محاولاتها زج الخلاف الداخلي العراقي و خصوصا في محافظة ديالى و هذه المنظمة التي آوت العديد من عناصر القاعدة الإرهابية الهاربين من عملية السهم الخارق قبل سنتين في المحافظة , حيث تقول بتول سلطاني حول علاقة البعض بهذه المنظمة :{ قامت منظمة خلق وعبر سياسة الإغراء المادي و استغلال فقر البعض و حاجته من الشباب و إغراء شيوخ العشائر و ذلك لكسبهم بجانبها و تسخير أصواتهم لصالح المنظمة في الأوساط السياسية و الاجتماعية حتى أنها قامت بتأسيس مؤسسة اجتماعية كإسلوب جديد تعمل على كسب الآراء و استمالة الرأي العام لصالحهم و خلق قاعدة شعبية تؤيد وجودهم غير المشروع في العراق} و في معرض ردّها على أسئلة الصحفيين أفصحت بتول سلطاني عن قيام بعض الجهات السياسية العراقية بتقديم العون و الدّعم للمنظمة في نشاطها للتغلغل داخل المجتمع العراقي و قالت إن تلك الجهات معروفة للشعب العراقي و لا حاجة لذكر الأسماء كما أكّدت على تقديم الدّعم اللوجستي من قبل الجانب الأمريكي لمنظمة خلق و مساعدتها للبقاء طوال الفترة الماضية في معسكر أشرف رغم رفض الجانب العراقي لها. إن هذا الامر وتلك الوقائع تؤكد لنا و بشكل جلي أن هُنالك الكثير من السياسيين المُخادعين لعامة الشعب العراقي يعملون لمصالحهم الذاتية و الشخصية و لجبروتهم الذي تربوا عليه خلال العقود الماضية , و ما استطاعوا الخروج من هذا الثوب و العودة إلى أحضان الشعب العراقي ليتعاونوا معه , بل على العكس نجدهم تمادوا كثيراً , و ها هي الحقائق بدأت تظهر بوضوح من جديد , و لذلك أصبح لزاما أن تكون هنالك نظرة ثاقبة في الوضع العراقي و توخي التحالفات السياسية مع المتمترسين خلف العملية السياسية , وقبل كل شئ هو عدم السماح لهذه المنظمة الارهابية بالبقاء على أرض العراق , ومحاكمتهم كمجرمين طبقاً للأدلة و آلحقائق الواضحة ضدهم.
عزيز الخزرجي