نحن لم نعد نعرف أي بلد نعيش فيه, لا بد إن هناك خطأ في التاريخ والجغرافية وحتى في الزمن, قد يكون معسكر أشرف ارض في مكان ما, ولكن ليس في العراق على أي حال, فبعض من الذين يدعون بالوطنية ويتباكون هنا وهناك, ويملئون الدنيا بالنعيق, يصفون محتلين هذه الأرض (معسكر أشرف) بالأبطال والمنتصرين! هل صار الذين اشتركوا في قتل العراقيين أبطال أسطوريين, أليسوا هؤلاء الذين وضعوا نقاط التفتيش في محافظة ديالى بعد أن فقد النظام السلطة فيها الم يلاحقوا المنتفضين, الم يكن ذلك تدخلاً لا يليق بوجودهم كلاجئين في البلاد, وإنهم كانوا أداة بيد النظام يستخدمه ضد الشعب العراقي, لابد إن هناك مصلحة من نوع ما بين المنظمة التي تدعى مجاهدي خلق والمروجين لها من العراقيين وغير العراقيين, فما شكل هذه العلاقة يا ترى؟
هناك ارتباط قوي بين منظمة مجاهدي خلق وأمريكا, وقد يظن البعض إن هذا الكلام غير صحيح, الحكومة الأمريكية دائماً وأبدا تحاول أن لا تضيع كل الخيوط من يدها وتحاول قدر الإمكان أن تستفيد من كل الأطراف والجهات لتحقيق ما تطمح له, وبما إن هناك صراع بين إيران من جهة وأمريكا وإسرائيل من جهة أخرى, فمن الطبيعي أن تحاول حماية والإبقاء على هذه المنظمة بصورة وبأخرى كورقة تلوح بها في وجه خصومها, ونحن العراقيون ماذا نجني من كل ذلك؟ نحن ليس لنا ببقائهم غير الضرر, وستبقى هذه المنظمة كسكينة في الخاصرة, ونشعر إن هناك من يستخدمون هذه السكينة لابتزازنا, وليس لنا ناقة أو جمل في هذا الصراع كله, ولذلك من الواجب أن نخرج هذه المنظمة من العراق بأسرع وقت وبكل الوسائل, والدول التي تتباكى وتدعي بحقوق الإنسان عليها باستقبالهم, نحن في غنى عن المشاكل, وأما بشأن العراقيين الذين يدافعون عن بقاء معسكر أشرف فإنهم لا يفكرون بحقوق الإنسان بقدر ما يحلمون أن تكون المنظمة يد العون لهم في المستقبل للسيطرة على السلطة في العراق.
وأنا اقترح حلين لهذه المشكلة التي قد تتفاقم في المستقبل إن لم نحلها, إما أن نخرج هذه المنظمة من البلاد بأسرع وقت ممكن وإغلاق هذا المسكر وتحويله إلى مجمع سكني للعراقيين الذين لا مأوى لهم أو إنشاء معسكر بديل لهم على الحدود السعودية ويكونوا تحت مراقبة مستمرة, لكي نتخلص من المشاكل التي تسببه هذه المنظمة في العراق وإسكات كل من يدعي بحقوق الإنسان, وان لم تعجب هذه الفكرة لبعض السياسيين العراقيين فعليهم أن يسكنوهم في بيوتهم التي في دول الجوار.
المهندس بهاء صبيح الفيلي