أكدت مصادر مطلعة بوجود سعي حكومي عراقي لنقل عناصر مجاهدين خلق الإيرانية المعارضة من مكانهم الحالي في معسكر أشرف، الواقع في قضاء الخالص 15 كم شمال بعقوبة مركز محافظة ديالى شمال شرق بغداد، إلى معسكر كانت تتخذه القوات اليابانية مقرا لها في منطقة السماوة في محافظة المثنى أو المكان الذي تشغله القوات الأميركية في محافظة الديوانية بعد رحيلها. ويقطن نحو 300 عنصر من المنظمة الإيرانية المعارضة للنظام الإيراني في معسكر أشرف الذي يقع بالقرب من الحدود الإيرانية. وتم استقدام عناصر المنظمة من قبل النظام العراقي السابق، وتعمل الحكومة العراقية على إيجاد حل لترحيلهم من العراق أو إعادة توطينهم في مناطق أخرى من العراق بعيدا عن الحدود الإيرانية. وقال إبراهيم الميالي محافظ المثنى إن «لجنة من رئاسة الوزراء زارت المحافظة قبل فترة ويوم الخميس (الماضي) أيضا لمعرفة فيما إذا كان المعسكر الذي كانت تتواجد فيه القوات اليابانية صالحا لتواجد عناصر منظمة مجاهدين خلق أم لا».
وأكد الميالي لـ«الشرق الأوسط» أن «مجلس المحافظة وأهالي المدينة يرفضون هذا التواجد لما له من تأثيرات على أمن المدينة وسيسمح لدول خارجية بالتدخل نتيجة لتواجدهم فيها»، مؤكدا أن الرفض قابله أيضا رأي أعضاء اللجنة الحومية بأن المكان ربما لن يكون صالحا لسكن عناصر هذه المنظمة. وكانت قوات الدفاع الذاتي اليابانية قد أنشأت المعسكر نهاية عام 2004 واتخذته كمقر لها حتى انسحابها من العراق في يوليو (تموز) 2007 لتسلمه إلى قوات من الجيش العراقي الذي ينتشر في المحافظة، وتقع مدينة السماوة، مركز محافظة المثنى، على مسافة 280 كلم جنوب العاصمة بغداد.
وكانت مواجهات قد اندلعت في يوليو الماضي بين القوات الأمنية العراقية وسكان مدينة أشرف في محاولة من القوات العراقية لفرض سيطرتها الأمنية ونشر نقاط التفتيش، حسب مسؤولين في قيادة عمليات ديالى. وسقط جراء هذه المواجهات جرحى وقتلى بين الطرفين وتم اعتقال 36 منهم بدعوى دخولهم إلى العراق بصورة غير شرعية ثم ما لبث أن تم الإفراج عنهم من قبل قاضي تحقيق قضاء الخالص بعد شهرين من الاعتقال لعدم ثبوت الأدلة.