اعلنت الحكومة العراقية الخميس انها ستنقل انصار منظمة مجاهدي خلق الايرانية المعارضة من معسكر أشرف في محافظة ديالى الى احدى مناطق بغداد.
ووجه المتحدث باسم الحكومة علي الدباغ دعوة للصحافيين للذهاب الى "المخيم الجديد، حيث سيتم نقل سكان مخيم أشرف الى بغداد تطبيقا لقرار الحكومة لاسكانهم في اماكن مخصصة لهذا الغرض".
ويبعد مخيم أشرف الذي تم تشييده مطلع ثمانينات القرن الماضي، ثمانين كلم عن الحدود مع ايران، ويسكنه نحو 3500 شخص من الرجال والنساء والاطفال.
لكن رئيس الوزراء نوري المالكي قال الخميس عبر نافذة التواصل الاعلامي التابعة للمركز الوطني للاعلام ان "القرار هو إخراجهم من العراق"، في اشارة الى مجاهدي خلق.
واضاف "لن نسمح ان يبقى هؤلاء في العراق وسنتخذ اجراءات ضرورية عند استنفاد الفرص، وعملية نقلهم الى نقرة السلمان (في محافظة المثنى) هي خطوة على طريق إخراجهم لان وجودهم في مدينة أشرف له مخاطر كبيرة نتيجة علاقاتهم التاريخية مع بعض المجموعات في المنطقة والقوى السياسية ولا سيما بقايا النظام السابق والقاعدة".
وتابع "لذلك فان القرار بالنقل مرحلي".
وانطلقت تظاهرات كبيرة في السماوة صباح الخميس امام مجلس محافظة المثنى عبر خلالها المتظاهرون عن رفضهم نقل مخيم مجاهدي خلق الى محافظتهم.
وبحسب مسؤولين محليين في المحافظة، فان اربعة لجان من رئاسة الوزراء زارت معسكر القوات اليابانية في المحافظة خلال الاسابيع الماضية لدراسة امكان نقل انصار المنظمة الايرانية المعارضة اليه.
واكد احمد السموي احد المتظاهرين ان "المنظمة الارهابية كانت ولا زالت ضد ابناء الشعب العراقي، وان نقلها الى المثنى سيقضي على المنجز الامني الذي تحقق مع السلطة المحلية".
واضاف ان "نقلهم (انصار المنظمة) سيفتح الباب للمزايدات بين السياسيين الذين يريدون استغلال الملف ما سيجعل المحافظة مسرحا للتصفيات الارهابية".
وطالب المتظاهرون بايجاد مكان للمنظمة خارج العراق ورفعوا لافتات كتب عليها ان "المثنى ارضا وشعبا ترفض استقبالهم".
وردد المتظاهرون "كلا للارهاب وكلا لمجاهدي خلق".
واعتبرت منظمة مجاهدي خلق الخميس في بيان تلقت وكالة فرانس برس نسخة منه ان تصريحات رئيس الوزراء العراقي حول نقل سكان أشرف هي "تصريحات غير قانونية" وليست سوى "رضوخ مذل للاوامر الصادرة عن الفاشية الدينية الحاكمة في ايران".
ونفت المنظمة في بيانها اي علاقة لها بتنظيم القاعدة، واعتبرتها تهمة لتبرير "الاجرءات الاجرامية" ضد سكان أشرف. وقالت ان "النظام (الايراني) الذي يساوره القلق بان نتائج الانتخابات البرلمانية العراقية المزمع اجراؤها ستغير الموازنة السياسية الحالية في البلاد ضده، اشترط دعمه الانتخابي للمالكي بقمع سكان أشرف".
ودعا البيان الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي الى "رفض النقل القسري لسكان أشرف وعدم السماح لوقوع كارثة انسانية اخرى ضد الافراد العزل والآمنين".
وتأسست "مجاهدو خلق" العام 1965 بهدف اطاحة نظام شاه ايران، وبعد الثورة الاسلامية العام 1979 عارضت النظام الجديد. وتتهم السلطات الايرانية مجاهدي خلق بالخيانة لتحالفها في الثمانينات مع نظام صدام حسين خلال الحرب بين البلدين.
وقد شطبت "مجاهدو خلق" اواخر كانون الثاني/يناير الماضي من لائحة الاتحاد الاوروبي للمنظمات الارهابية ودانت الحكومة الايرانية بشدة هذا القرار.
والمنظمة هي الجناح المسلح للمجلس الوطني للمقاومة في ايران، ومقره فرنسا، الا انها اعلنت نبذها العنف في حزيران/يونيو 2001.
وقد جردت القوات الاميركية المنظمة من السلاح العام 2003 اثر سقوط النظام السابق. بغداد (ا ف ب) –