سحبت قوات التحالف بقيادة امريكا اخر وحداتها من الجيش الامريكي في ظلام الليل تاركة العراق عبرالحدود مع الكويت بعد سبع سنوات من اطاحتها بالرئيس العراقي صدام حسين ، امريكا وحتي اخر شهر آب 2010 ستنهي عملياتها القتالية في العراق.
ينبغي على امريكا سحب جميع قواتها من العراق حتى نهاية كانون الاول 2011 وفقا للاتفاقية الموقعة من قبل الرئيس الامريكي الاسبق جورج بوش مع حكومة نوري المالكي.
الفريق بابكر زيباري رئيس اركان الجيش العراقي حذر بان ليست لديهم الامكانية الكافية للسيطرة على الوضع الامني في العراق وحتي عشر سنوات بعد وقال: "على السياسيين البحث عن وسائل اخرى لملء الفراغ بعد عام 2011…".
ونظرا لخروج اخر جندي امريكي حتى نهاية عام 2011 من العراق فان الوضع المستقبلي يشكل قلقا متزايدا وخاصة لمنظمة خلق التي بدأت من الان البحث عن سبل لبقاء تشكيلاتها المزعزعة في العراق.
يمكن التنبوء ان مصير المنظمة ولانها ضيف غير مرغوب بها فرضت على حكومة وشعب العراق سيواجه اضطربا حقيقا. الجميع يعلم جيدا ان استمرار تواجد المنظمة في العراق منذ عام 2003 وحتى الان هو مدان لمساعدات " العم سام ". ان فكرة الاتحاد مع اقسى ديكتاتور صاحب مئات المقابر الجماعية وحكومة الحزب الواحد والقيادة حتى نهاية العمر بانها ستتمكن من توفير الظروف والفرصة الذهبية للحصول على السلطة في ايران هي فكرة خاطئة والان بمغادرة الامريكان ما عليه الا تقيوء ومرة واحد كل ما اكله خلال هذه السنوات.
لقد بدأ العد التنازلي لرجوي وتشكيلاته المتزعزة منذ زمن بعيد الا انه وحسب الاتفاقيات السرية بين المسؤولين السياسيين للمنظمة مع القادة الامريكان البعيدة عن انظار الشعب الايراني تمكنوا دون اي تحرك ملحوظ الركض وراء الحوادث السياسية في ايران مع مواجهتهم للتحقير والاهانات المتزايدة من قبل الايرانيين في داخل البلد وخارجه.
حسب ما ادلى به احمد حنيف نجاد شقيق مؤسس هذه المنظمة اثناء مأدبة طعام في المركز الاعلامي للمنظمة في العراق وضمن حوار خاص قبل 8 سنوات وبشكل مأيوس يقول: "… سوف تدفن منظمة خلق في العراق وهي على قيد الحياة…" وجهة النظر هذه التي تطرح بصورة مخيفة الدالة على يأس كبار مسؤولي المنظمة قبل 8 سنوات كانت في وقت لاتزال المنظمة تحمل السلاح ولم يختفى قائدهم مسعود رجوي عن الانظار بعد ومريم رجوي لاتزال في العراق ، اما الان وفي ظل ظروف عراق اليوم حيث المعادلات السياسية الاكثر تعقيدا فبالتأكيد انهم ينظرون لمستقبلهم الغامض دون امل.
طبعا من السذاجة الاعتقاد ان مسعود رجوي لم يفكر بدفن تشكيلاته في العراق وما تملقه وعمالته وطاعته العمياء للامريكان الا هروبا من هذا المصير. اما ما يمكن التأكيد عليه اليوم بوضوح هو ان تواجد الامريكان لسبع سنوات في العراق لم يحل عقدة من عمل المنظمة ورغم ارتمائهم باحضان المحافظين الجدد الامريكان في وزارة الدفاع والتوسل بهم الا ان هذا البلد لم يسعفهم.
لقد ادرجتهم امريكا مرة اخرى في قائمتها للارهاب في الاشهر الاخيرة من عام 2010 وهم يواجهون مستقبلا اكثر غموضا من الماضي.
نعم هذا مصير عمل المنظمة اللاوطني التي سعت تستغل الفرص متوسلة بالدول المنطقة العربية وطاعتها العمياء للاجهزة الامنية تحت عباءة ( صدام حسين ) للحصول على السلطة في ايران الا ان تاريخ ايران السياسي بكل تغيراته يشير الى ان " مسعود رجوي سوف لا يتذوق قمح الري " مسعود الذي خدع الشباب الايراني وذهب بهم الى المعسكرات في العراق وباسم العدالة لطخ ايدهم بدماء الشعب الايراني ، شهر السلاح بوجه الجنود الايرانيين وباع المعلومات عن ايران وجعل جريهم وراء السراب في خدمة الاجانب ، هذا جواب اتوديناميكي لمنظمة فعلت ما فعلت بشعبها وقبل ذلك باعضائها.
ميلاد آريائي