السيد علي رضا عينكيان الذي هرب من معسكرأشرف في الساعة الواحدة من بعد منتصف ليلة 7 ايلول 2010 ونال حريته التقته مؤسسة اسرة سحر واجرت معه حوارا ندرج هنا مقتطفات منه:
_ ما هي البرنامج الروتينية اليومية لكل فرد ليلا ونهارا وعلي مدي الاسبوع؟
هناك مجموعة برامج عامة يملي فيها وقت الافراد ويترك وقت قصير يتصرف فيه الفرد لاعماله الشخصية خلال اليوم ، فمنذ النهوض الصباحي (الذي يختلف عادة من فصل الي فصل ) وحتي وقت الغداء يكون مسخرا للعمل دون انقطاع ثم يأتي وقت الغداء وهناك استراحة قصيرة بعدها اي بعد الظهر تبدأ الاجتماعات ثم الرياضة فالعشاء وبعده عادة يعقد اجتماع او يعرض شريط فديو ولم يبقي اي رمق للفرد فيذهب للنوم دون فاصلة، هذا ان لم يكلف بواجب الحراسة، هذا البرنامج علي مدي الاسبوع باستثناء يومي الخميس والجمعة التي يعتبرها الافراد اكثر سوءا من باقي الايام العادية حيث برنامج واجتماعات مكثفة، اجتماع تلو اجتماع مما تجعل الفرد يشعر بالتذمر، البرنامج الصباحي يختلف من فرد الي اخر فالبعض يذهب للدرس والبعض الاخر يذهب الي العمل الاجتماعي والبعض الاخر يذهب الي اعمال اخري متفرقة.
_ متي تعقد الاجتماعات وماهي موضوعاتها، التقارير هل يطلب من الافراد كتابة تقارير ومامحتوياتها؟
جميع الافراد مكلفون بكتابة تقارير وعرضها يوميا خلال اجتماعات العمليات الجارية علي ان تتضمن ثلاثة او اربعة مواضيع يعرض الفرد للتوبيخ فيما اذا لم يكتب او ان كانت موضوعاته اقل من ذلك العدد، هناك اجتماعات حسب المستوي التنظيمي وتعقد بين يوم واخر وينبغي علي الافراد المشاركة فيها وتقديم التقارير وان جعل الفرد هدفا فيها ولم يكن قد كتب تقريرا عندها توجه اليه الاهانات والتوبيخ ويلزم بكتابة تعهد علي ان يأتي بتقرير في الاجتماع القادم، انا كنت دائما اذهب للاجتماع مرغما وذلك لعدم رغبتي بكتابة التقارير.
وهناك اجتماع الغسل الاسبوعي ويعقد بعد ظهر كل يوم خميس ويلزم الافراد المشاركة فيه وتقديم ملاحظاتهم وموضوعاتهم التي تخص الموضوعات الجنسية وقرائتها امام الجميع ، انا كنت وبعد قراءة موضوعاتي اسعي ان لا اسمع موضوعات الاخرين كي لا اتحرك جنسيا.
_ ما هي الموانع التي اوجدتها المنظمة للحد من هروب الافراد من أشرف؟
لمنع هروب الافراد من أشرف اتخذت المنظمة عدة اجراءات منها تكليف مجموعة من الافراد بالحراسة في كل صالة منام ليلا لمراقبة الافراد اثناء ترددهم ليلا كي لايتمكنوا الخروج من المجموعة بسهولة، كما ان هناك نظام مراقبة القادة للافراد وخاصة الافراد ذوي المستويات التنظيمية الاولية، وهذه المراقبة تكثف اثناء المراسيم العامة، وهناك ايضا دوريات متنوعة تراقب كل تردد، فمثلا عند تقرب العراقيين يضاعف عدد افراد الدوريات كي لايتمكن الافراد من الاختلاط بالعراقيين والخروج معهم، هذا اضافة الي تواجد مسؤول (رجل) عن الوحدة بصورة مستمرة،هذا النوع من المراقبة يكون اكثر شدة عند مستويات التنظيم الاولية.
الاجراء الاخر هي تحديد وتضيق الترددات في الشارع 100 او جعل التردد فيه بصورة ثنائية كي يراقب احدهم الاخر ويمنع التردد في الشارع ليلا بصورة كلية.
ويقول مسعود رجوي في الاجتماعات: ان مَن يتركنا هو عميل وناقض لقسمه ويصبح خنزيرا ، في الحقيقة انهم يبغون من وراء ذلك اخافة الافراد من عواقب ذلك، او انهم يقولون ان من يهرب يأخذونه الي فندق المهاجر وهناك مركز الفساد ويتواجد هناك افراد مخابرات النظام الذين يرغمون الافراد علي العمالة، وبذا يدخلون الرعب في نفوس الافراد كي لايخرجوا من المعسكر.
_ ان امكن تحدث لنا عن حادثة 28 و 29 تموز 2009 والاشتباك مع القوات العراقية، كيف بدأت؟
علي العموم عندما تضع خطوطا حمراء لك او للتشكيلات فهذا له معناه الخاص اي لا يمكنك اجتياز هذا الخط الاحمر مهما كلف الامر، في الايام 28 و29 تموز كان دخول العراقيين الي داخل معسكر أشرف هو خط احمر وعليه يجب عدم السماح لهم بالدخول، الحقيقة ان ماحدث كان بالشكل التالي: القوات العراقية تريد الدخول باية صورة لفتح مركز للشرطة ومسؤولي أشرف لايسمحون بذلك اي بدخول القوات العراقية والاطلاع علي مايدور في المعسكر وهنا كانت نقطة التصادم ، عندما اصدر القادة امرا بمنع دخول القوات العراقية بدأ الاشتباك ووصلت ذروته في الليل وقتل 11 من افراد المنظمة.
انا اعتقد ان مسؤولية قتل اولئك تقع علي عاتق شخص مسعود رجوي لانه هو الموجه لهذه الاجراءات وبعد ذلك لانعلم ما الذي حدث، الاوضاع كانت تدار من قبل مجكان بارسائي ونساء اخريات من القادة اللواتي اتخذن مواقع متعددة، التحليل الذي قدمته المنظمة فيما بعد الذي اوجد الكثير من التساؤلات لدي الافراد وهو اننا ان لم نقف امام القوات العراقية ذلك اليوم لكانت القوات العراقية قد دخلت المعسكر وانتشرت فيه ولم يعد بامكاننا الوقوف بوجههم.
في الحقيقة لدي المنظمة تخوفا من وصول الافراد الي القوات العراقية وهروبهم من المنظمة. عندما دخلت القوات العراقية المعسكر في 15 تشرين الاول لم يسمح قادة المنظمة لافرادهم بالخروج من مقراتهم ومنعوا الخروج من الوحدة كي لايتمكنوا من الاتصال بالقوات العراقية ثم الخروج من المنظمة.
_ ما هو شعورك الان وقد تمكنت الهروب من أشرف؟
قبل الهروب لم اكن اتوقع هذا الترتيب من العراقيين غير اني كنت اريد الخروج وباية طريقة ومهما كلفني ذلك فقلت ان الوضع سوف لن يكون اسوأ من وضعي الحالي. ان الدعايات التي تبثها المنظمة بخصوص ماهو خارج أشرف تجعل الافراد يترددون في هروبهم فمثلا بخصوص الفندق الذي اقيم فيه حاليا يقولون انه مركز فساد وانا منذ دخولي فيه كنت اتوقع ذلك الا ان ما اثار تعجبي هو عدم وجود اي شئ من ذلك القبيل، او الدعايات التي اطلقوها حول مؤسسة اسرة سحر بحيث جعلتني لا ارغب اللقاء بافرادها عند مجيئي الي هنا الا انني رأيت ان كل ذلك كذبا والحقيقه هي شئ اخر فعندما عرفتم انفسكم توقف قلبي لحظه الا انه وعند سماعي لحديثكم وثقت بكم وبصدقكم ، ابتداءا قصدت تغيير اسمي الا انني قلت كفي بحياة مع الكذب. المنظمة ادخلت الرعب في قلوب الافراد من اسم مؤسسة اسرة سحر.
كذلك وعند خروجي من المعسكر كانت معاملة العراقيين معي معاملة حسنة ونقلوني الي الفندق واستضافوني لم يكن لدي تصور عنهم بهذا الشكل. خلال 25 سنة التي قضيتها في أشرف تخلفت كثيرا عن امور الحياة والتعويض عنه بالنسبة لي غير ممكن.
_ خلال وجودك في أشرف هل تزوجت زوجا تشكيلاتيا؟ ماهو رأيك بالنسبة للزواج وتكوين الاسرة؟ لماذا المنظمة تعارض الزواج؟
لم اتزوج زوجا تشكيلاتيا الا انه كانت لي الرغبة به، انا شخصيا مع الزواج وارغب ان تك.ن لي اسرة لان الله سبحانه وتعالي غرسه في نفس الانسان وهو لايتعارض مع اي من اصول الشرع والعرف والاخلاق بل تم التأكيد عليه.
ان كان فيه شئ من ذلك القبيل لما اوجد الله سبحانه وتعالي هذه الغريزة في الانسان ولما تزوج الرسل والائمة، لذا فلا وجود لاي تعارض. المنظمة ابتداءا قالت ان هذا الامر اي الطلاق الاجباري هو من اجل الاطاحة وعليه يجب تحرير طاقات الافراد الا انه ليس لم تتحرر طاقات الافراد فقط لا بل شغلت اذهان الافراد بها بصورة كلية، ثم قالوا ان هذا الامر هو من اجل تحرر الرجال والنساء وهذا القول يناقض مقولتهم الاولي ثم قالوا الطلاق الاجباري حتي الموت وحتي بعد الاطاحة بالنظام لايسمح لاي فرد بالزواج، اي انه بدأ الموضوع علي انه موضوع الاطاحة بالنظام حيث كان له الاثر في نفوس الافراد وبعد ان اخذ مأخذه قالوا تحرير الرجال والنساء وانهم يريدون تطبيق اجراء سلطة النساء علي الرجال وبذلك فقد سخروا من الرجال ومن النساء في آن واحد والحقيقة انهم قد شغلوا الجميع كي لانعلم ما الذي يفعله رجوي.
_ ما هو السبب الذي ادي بك لترك المنظمة؟
ان نقطة الافتراق هي مسألة الطلاق الاجباري كنت لا اعتقد بها واتسأل مع نفسي ماهو سبب تسلط الرجل (رجوي) المطلق علي الاخرين، وصلت الي نقطة لم اعد اتحمل فيها تحقير واهانة المسؤولين، في كل اجتماع يتكلمون علي الافراد بما يحلو لهم وهم يمتلكون جميع الامكانيات ويستغلون الافراد ممن تحت امرتهم، فمثلا وحسب علمي ان الانترنيت مخصص فقط لكبار مسؤولي مجلس القياده لماذا؟ لان رجوي لايثق بالرجال، صحيح اني قد تأخرت الا ان السمكة متي ما اصطدتها فهي طازجة ومتي ما امتنعت عن الضرر فهو منفعة، انا اقنع نفسي بهذه الامثله لكنني اعلم ان الفرص قد فاتتني ومسؤولية وضعي الحالي يتحملها شخص رجوي لانه ان علمت في اليوم الاول ان نهاية الامور ستكون بهذه الصورة لما التحقت بالمنظمة مطلقا، تحت سلطة رجوي لم نجرب الا الضغوط والفرض بالقوة لذا قررت ان اضع نهاية لهذا الموضوع وسألت نفسي لماذا اهدر ما تبقي من عمري هنا ولماذا لم اقضه حرا طليقا.
كما يدور الان موضوعا جديدا في المنظمة وهو موضوع قلع جذور المسائل الجنسية من داخل الافراد اي انه يجب البوح بكل ما يخطر في ذهنك فورا. اولا يجب ان لا يخطر في ذهنك الهروب وان حدث ذلك فيجب عليك ان لاتكتمه بل ان تبوح به، حول هذا الموضوع يجب عليك قراءة تقرير في الاجتماعات وعلي الافراد تقبل الموضوع وكنت انا دائما افكر في هذه الموضوعات وينتابني الاضطراب قبل الاجتماع واقول الهي متي تنتهي هذه الاجتماعات لانعم بالراحة. ما الذي حدث من عقد كل هذه الاجتماعات وما هي نتائجها، ووصلت لهذه النتيجة انه لافائدة ويجب الهروب من هنا اي من معسكر أشرف باية صورة واخيرا نجحت بالخروج من أشرف.
_ ما هي علاقه افراد ومسؤولي الامم المتحدة في العراق (يونامي) بالمنظمة؟
لان هذا الموضوع سري وبعيدا عن انظارنا ومختص بكبار المسؤولين فليس لي اي علم عن هذه العلاقات، المنظمة تقول ليونامي ان اعضائها يخافون دخولها للمعسكر وبذلك تمنع من دخولهم الي داخل أشرف كي لا تتصل بافراد المنظمة، برأيي يجب علي يونامي اللقاء بافراد المنظمة خارج أشرف كي يتمكن الافراد التحدث معهم بسهولة وطمأنينة، في مكان استقرار يونامي وقبل تركهم أشرف وضعت نقطة تفتيش واخذت هذه النقطة بمنع تردد افراد المنظمة باتجاه مقر يونامي.
هذا الموضع الغي حاليا لانه لم يعد ليونامي تواجدا في أشرف، برأيي حتي بمجئ يونامي الي داخل المقرات فانه لا يحل شيئا مهما لان الافراد لا يتمكنون من الحديث علي انفراد مع يونامي والمنظمة قد وجهت امرائها مسبقا بمراقبة الافراد وخاصة اولئك المشكوك فيهم او حسب تسميتهم الحلقة الضعيفة ، يجب اجراء هذا اللقاء خارج المعسكر وبدون حضور مسؤولي المنظمة ليتمكن الافراد التحدث بسهولة مع يونامي.