مرة اخرى اصبح معسكر أشرف محط احتمالات وتناقل الأخبار اثر الحدثين (وفاة مهدي فتحي وخروج المواطنين العراقيين بتظاهرات ضد تواجد منظمة خلق امام مدخل معسكر أشرف)، ان ذات الامر وبغض النظر عن تبعاته هو بالضبط ما يريده مسعود رجوي فهو على اتم الاستعداد لطرق جميع الابواب والتوسل باية وسيلة من اجل ذكر اسم أشرف على الهواء ولذا فانه كلما كانت الحوادث الواقعة اكثر فجاعة واكثر تكلفة وخاصة من نوعها الانساني كلما بسطت يداه اكثر للنيل من اهدافه، هذا ليس بمعنى ان تكسب المنظمة اهمية من الناحية الموضوعية لا بل لحاجة المنظمة الضرورية للفت الانظار لتحصل على دعم وحماية اكبر من الغربيين ويحوزاعلامها الدعائي والمجازي على الاهمية، هذه الحاجة التي شكلت ومنذ زمن بعيد اهمية بالغة في نشاطاتها السياسية والعسكرية والاعلامية.
لندع الجانب الاعلامي للموضوعات جانبا ، ان رد فعل المواطنيين العراقيين حول استمرار احتلال منظمة خلق لاراضيهم وتواجدها عليها يشير الى انه وعلاوة على ارادة المسؤولين العراقيين فان مطالب الشعب ايضا تنال اهمية لدى المسؤولين في مجال اتخاذهم القرارات، يجدر الذكر ان مالكي تلك الاراضي قد طالبوا ولمرات عديدة باسترجاعها اليهم وقد اتخذت بعض الاجراءات بذلك الا انه ولحد الان لم يحصلوا على نتيجة، انهم لايشكلون اية اهمية بالنسبة للمنظمة فحاليا هي مدعمة من قبل بعض الغربيين والتيارات الاعلامية وفي آن واحد تنال حماية من قبل بعض الديمقراطيين والجمهوريين في امريكا. ان الحدثين المذكورين ضمن هذا الاطار اضافة الى جميع الظروف السائدة ستوفر ارضية سيكون رجوي المنتفع الاكبر منها، من خلال نظرة عامة لأخبار المنظمة وتقاريرها الأخبارية نرى جميعها تدل على ذلك قد يكون اعتصام وتظاهرات اتباع المنظمة مقابل البيت الابيض هو اكبر فرحة ومسرة لرجوي الا ان المنظمة وبنفس مقدار بلوغ راسها العرش في الغرب ظاهريا ترى ان ساحتها تزداد ضيقا هنا اي في الوعاء الاستراتيجي بالعراق.
ان اهمية هذه الساحة تكمن في ان هذه المرة وقف الشعب العراقي وممثلي البرلمان وروؤساء العشائر وكذلك الاحزاب والشخصيات الحقيقية والحقوقية الى جانب المسؤولين والسياسيين العراقيين بكل جد مطالبين تنفيذ القرارات التي اتخذتها الحكومة وتطبيق القانون الاساسي فيما يخص مكافحة الارهاب واخلاء ارض البلد من المجموعات الارهابية واخراج منظمة خلق من العراق. رغم ما سيسببه هذا الطلب من مضاعفة الدعاية الاعلامية للمنظمة وتظلمها الا ان الوجه الثاني له هو ان اعضاء المنظمة بانفسهم سيكونون امام الشعب العراقي وجها لوجه هذه المرة ووفقا لسياقاتهم السابقة وقاعدتهم المتعارف عليها سيتهمون الشعب العراقي بالعمالة للجمهورية الاسلامية الا انه يجب التسليم بانه لم يعد لحناء المنظمة لونا كما في السابق. ان تواجد الشعب العراقي وممثلي الاحزاب السياسية والمهنية والى جانبهم تواجد مراسلي وكالات الانباء العراقية والاقليمية وعرض الاحداث لحظة بلحظة قد غير من الظروف في كمها ونوعها عما كانت عليه سابقا. نظرة عامة لتصريحات بعض الشخصيات الحقيقية والحقوقية حول وجوب اخراج المنظمة وضغوط الشعب على الحكومة والمسؤولين العراقيين تشير جميعها الى الفوارق المذكورة، بهذا الصدد يمكن الاشارة الى تصريحات واراء طيف متنوع من العراقيين الذين علاوة على عرضهم الجوانب السلبية للموضوع اهتموا بعرض الادعاءات القانونية ضد المنظمة وكمثال يمكن الاشارة الى تصريحات السيد حميد عبد المجيد العبيدي عضو منظمة اتحاد حقوق الانسان في محافظة ديالى في لقائه مع السومرية نيوزفضمن اشارته الى دور المنظمة الذي تلعبه في زعزعة الاستقرار الامني والانفجارات في العراق طالب اتخاذ الاجراءات المناسبة لاخلاء أشرف حيث قال: " ينبغي على الحكومة العراقية ايجاد الاليات اللازمة لاخراج منظمة خلق الايرانية من البلد لا هذه المجموعة هي المسبب الرئيسي في عدم الاستقرار الامني في محافظة ديالى".
كما طالب المحامي العراقي (زيا كرمي) الحكومة العمل على متابعة ما عدها من اتهامات جنائية وقانونية للمنظمة:
"ان قادة منظمة خلق داخل معسكر أشرف قد امتنعوا عن تنفيذ امر الجهاز القضائي العراقي المبلغ اليهم بما يتعلق بخروج الافراد لمقابلة ذويهم ولم يعيروه اهمية"، واضاف: "نحن نطالب الحكومة العراقية كذاك بتحملها المسؤولية بتنفيذ قرارات المسؤولين العراقيين والجهاز القضاءي للبلد واعادة تطبيق القوانين في هذا الجزء من العراق".
ان ردود افعال الشعب والمسؤولين العراقيين هذه اكدت على لزوم تنفيذ قانون مكافحة الارهاب في العراق، ان اخراج منظمة خلق من العراق بسبب ما تحيكه من دسائس طائفية من جهة ومن جهة اخرى استغلالها الاعلامي حول اي تصادم محتمل ومايترتب عليه من تبعات يمكن في هذه المرة ومن خلال تواجد ومشاركة الشعب العراقي لاخراج المنظمة من العراق ان يدخل مرحلة جديدة. ونظرا لان الاجراءات التي قامت بها القوات العراقية لاخلاء أشرف في شهر تموز من السنة الماضية لم يكتب لها النجاح حيث مواجهتها لردود افعال طائفية اعدت مسبقا من قبل المنظمة وادت الى وفاة عدد من الافراد واستغلت كوسيلة دعائية فان تواجد المواطنيين العراقيين حول معسكر أشرف يمكن ان يكون حلا سياسيا لاخلاء المعسكر دون تكلفة، قد يتحقق هذا الحل باعتصام ذاتي للمواطنيين العراقيين وقد يستغرق وقتا طويلا حتى يمكن نقل الافراد واخلاء المعسكر بصورة كاملة. الحقيقة ان اجراءات القوات العراقية ولحد الان لم يكتب لها النجاح لا بل البعض منها يصب في صالح رجوي ولاسباب واضحة منها تامين مايريده رجوي من اجل حدوث اشتباكات ليستغلها لمصالحه.ان وحدة مطالب الشعب والمسؤولين العراقيين يمكن ان تكون خطوة اخرى في تقرير مصير أشرف، هذه الوحدة متمثلة بتجمع واعتصام واعتراض الشعب بموازات حركة العوائل الايرانية يمكنها ان تلفت الراي العام نحو اهمية الموضوع وشفافيته لذا يجب تنظيم العمل وبموازات مايريده رجوي (الذي يهدف الى خلط الاوضاع وانفعال القوات العراقية) وبنفس طرقه واساليبه. ان تواجد الشعب العراقي في هذه الساحة يمكنه ومن خلال مرور الوقت ان يبدل النتائج الى عكس ما يتوخاها رجوي.
اميد بويا _ 25 كانون الاول 2010