العراق تحت ظل حكومة صدام والمملكة الاردنية هما من الدول التي كانت تحتمي بها زمرة رجوي الارهابية خلال العقود الثلاثة الاخيرة، وبسقوط نظام صدام الاستبدادي فقد فقدت الزمرة احد حماتها الاساسيين الا ان نظام المملكة الاردنية بقي يسعى خفية واحيانا عبر دبلوماسية وسياسة الزمرة بحمايتها وذلك لطبيعة النظام الدكتاتورية المناوئة للشعب وهيكليته المنحطة، الا ان ما لايمكن التذرع به هو تناقض الشعارات اليسارية للزمرة ومواقفها وسياساتها المتبعة.
دون شك، ان العلاقات المطلوبة مع اسوأ الانظمة العربية في المنطقة لايتوافق مع ما تتظاهر به من مناداة باليسارية والتحرر.
في تقرير لصحيفة "العرب اليوم" الاردنية جاء فيه:
"نريمان الروسان"، احد اعضاء البرلمان الاردني تحدث في هذا الاجتماع قائلا: الاخت الكريمة؛ رئيسة الجمهورية المنتخبة من قبل المقاومة الايرانية؛ مريم رجوي، الاخوات والاخوة الحضور، ان قوى الفساد بظلمتها وسوادها تريد حرماننا من المستقبل الزاهر، نحن نعلن تضامننا معكم ومع كل من يضحي بنفسه في سبيل شعبه. صحيفة "العرب اليوم" الاردنية وضمن اشارتها الى المشاركة الواسعة للعرب في هذا الاجتماع كتبت تقول: ادان المتحدثون التدخل الايراني في العراق وفلسطين ولبنان".
لقد ادرك المسؤولون في الاردن وفي الايام المصيرية الاخيرة بعد انتفاضة الشعوب في الاردن وتونس ومصر واليمن ان عليهم تحمل مسؤولية اعمالهم ضد شعبهم، انهم سعوا لتأمين مصالح الساسة المستعمرين في المنطقة وحماية الارهابيين والمجرمين امثال زمرة رجوي وكانوا قد جندوا انفسهم منذ سنوات خدمة لمصالح القوى الغربية واذا بهم اليوم يواجهون انتفاضة شعبهم، في مثل هكذا ظروف يجب تذكير الزعيم العقائدي للزمرة بطبيعة مسؤولي النظام المنحط الحاكم في الاردن الذين وفروا الملاذ الامن والامكانيات للزمرة خلال السنوات الماضية:
"كان كاغلين" رئيس تحرير قسم الخارج في صحيفة الديلي غراف الانجليزية يقول:" الكثير من روؤساء الدول العربية ينظرون بريب وقلق للاوضاع في مصر؛ انهم وقبل احداث مصر قد شهدوا الاطاحة بحكومة زين العابدين بن علي الرئيس التونسي المخلوع" واضاف:" اخذت المخاوف تتزايد في دول الشرق الاوسط ومنها الاردن حيث تتسلط عليه حكومة استبدادية يسودها الفساد الفاحش".
واضاف رئيس التحرير هذا قائلا:" ان وضع الاردن ومصر حاليا يشابه وضع ايران عام 1979م ؛ بدأت الثورة الاسلامية الايرانية في ذلك العام وقد وجه جيمي كارتر الرئيس الامريكي الاسبق خطابا اشار فيه الى وضع حقوق الانسان في ايران وبعد مرور 30 سنة نشهد ان باراك اوباما يتخذ مواقف مشابهة تجاه الاحداث في مصر ويعيد نفس النقاط مذكرا بها حسني مبارك".
وقليلا من التامل في الانتفاضات الشعبية والديمقراطية في البلدان العربية كالاردن ومصر واليمن نرى ان تفشي الفساد واستغلال المسؤولين في الحكومات المذكورة للسلطة وطبيعة الحكام العرب الديكتاتورية المناوئة لشعوبهم هي من مسبباتها في البلدان المذكورة.
الزمرة الان تواجه الانهيار والسقوط اثر فقدان حماتها بسبب انتفاضة الشعوب.
الزعيم العقائدي للزمرة ومن حوله هم الان في ظروف مؤسفة لايحسدون عليها، فهو قد عقد الامال على امريكا والغرب منذ سنوات الا ان الاحداث الاخيرة تشير الى ارتباك حتى المسؤولين في البيت الابيض والمسؤولين في الاتحاد الاوربي تجاه الاحداث السياسية الاخيرة في المنطقة والشرق الاوسط.
من المؤكد انهم قد فقدوا امكانية حماية الجماعات المنبوذة سيئة الصيت امثال زمرة رجوي بعد انتفاضات الشعوب العربية والتغييرات السياسية الجارية.