السيد سعيد ناصري الذي تخلص من اسر زمرة رجوي وخرج الى عالم الحرية اعلن انفصاله بصورة رسمية عن الزمرة.
انا سعيد ناصري غادرت ايران عام 1996م قاصدا احدى الدول الاوربية لاكمال دراستي، فدخلت الاراضي العراقية ابغي الوصول الى معسكر الرمادي ومن هناك اتقدم بطلب السفر الى الخارج الا ان القوات الامنية العراقية قد القت القبض عليّ ورمت بي في السجن وبعد مضي ما يقارب الشهر جائني شخصان من كادر منظمة خلق الى السجن ( سجن ابو غريب) وطرحوا عدة اسئلة مضمونها طلب معرفة اسباب وكيفية مجيئي الى العراق فشرحت لهم ذلك.
وفي لقاء اخر معهم طرحوا عليّ ثلاثة حلول وهي اما ان اقضي 7 سنوات في سجن ابو غريب بسبب اجتيازي الحدود بصورة غير قانونية او تسليمي الى القوات الايرانية في عملية تبادل الاسرى واما الالتحاق بمنظمة خلق وهذا ما كان يؤكدون عليه وقالوا في هذه الحالة ستتمكن من السفر الى الخارج لاكمال دراستك وهذا ما وقع عليه اختياري املا السفر الى الخارج بعد مرور فترة 6 اشهر او سنة كحد اعلى واكمال دراستي غافلا عن اني قد خرجت من حفرة وسقطت في بئر.
نقلت الى معسكر أشرف وادخلت عدة دورات تدريبية متتالية وبمرور الايام اخذت الامور تتفاقم عليّ حيث وجوب المشاركة بالعمليات الجارية والقيام بالاعمال البدنية الثقيلة في جو تتجاوز درجة حرارته 55 درجة بالاضافة لما نسمعه من سب وشتم في الاجتماعات و… الخ.
اختصر الموضوع بعبارة واحدة وهي انه في معسكر أشرف اصبحت لا امتلك ارادتي وليست لديّ حرية التفكير، الشخص هناك (عبد) بكل معنى الكلمة يقدم له الطعام فقط وما عليه الا الطاعة وتنفيذ كل ما يقوله مسعود ومريم فقط وهو محروم من كل شيء حتى من استخدام الانترنيت او الاتصال بالاهل و… الخ.
مرت سنتين وانا بهذا الحال، قررت الخروج من المنظمة فكتبت لمسؤولي بذلك ولبساطتي تصورت ان الموضوع سيحل خلال ايام قليلة واذهب في سبيل حالي، قد لايدرك القاريء ما جرى عليّ لا ابالغ فيما اقول فقد استدعاني المسؤولون تلك الليلة وتحدثوا معي بخصوص الموضوع (حديث) ملؤه السب والشتم لم تسمعه اذني من قبل واستمر عقد الاجتماعات للنيل مني اجتماعا تلو الاخر، ان ذكر تلك اللحظات صعب للغاية الا انه يجب ذكرها لعلها تكون عبرة للاخرين.
مرت عدة ايام وفي احد الاجتماعات قدموا لي ورقة وطلبوا مني التوقيع عليها كتب فيها على من يريد الخروج من أشرف ان يدخل في نقاهة المنظمة لمدة سنتين والنقاهة هي عبارة عن سجن انفرادي لكي تنفذ صلاحية ما لدى الشخص من معلومات واية معلومات لديّ! ثم يسلم الى القوات العراقية ليسجن في ابو غريب 8 سنوات ثم بعد ذلك لايعرف مصيره.
رغم استيائي وسخطي الا اني اضطررت على البقاء في أشرف وتحمل جميع المصاعب لعلي اجد يوما طريقا للخلاص، واخيرا وبعد مضي 14 او 15 سنة على هذا الحال الذي ضاع شبابي فيه هدرا وبعد الاطاحة بحكومة صدام حسين جاءت الفرصة وهربت من أشرف وسلمت للقوات العراقية وبدأت بحياة جديدة وها انا تمتلكني السعادة حيث الحرية وامكانية التفكير وتقرير المصير بنفسي والارتباط بالمجتمع والاتصال بالاهل والاصدقاء بعد مرور تلك السنوات، اتمنى لجميع زملائي الاخرين الذين لم يتمكنوا الخروج من أشرف ولاي سبب ان ياتي ذلك اليوم الذي يتخذون فيه قرارهم بالخروج الى عالم الحرية كما فعلت انا والاخرين ليزاولوا حياتهم الطبيعية.
ساواصل كتابة مذكراتي واقدمها بين ايدي زملائي والقراء الاعزاء.
سعيد ناصري