خلال الاشهر الاخيرة الماضية وحتى الايام القريبة الماضية تمكن عدد الهروب من معسكر أشرف الفئوي والتسليم واللجوء للقوات العراقية. يتفاوت هؤلاء الافراد من حيث السن والجنس والمسؤولية، وهم يعانون المشاكل الجسدية والمعنوية المزمنة واول اجراء من قبل العراقيين هو تقديم الرعاية الطبية لهم، العمل الذي تقدمه مؤسسة اسرة سحر وكخطوة اولى هو اعادة ارتباط هؤلاء الافراد بعوائلهم وهي مهمة صعبة للغاية لان المنظمة تعمدت بقطعت اي ارتباط لهم مع عوائلهم منذ سنوات طوال ولم يعد لديهم اي عنوان او رأس خيط يرشدهم عن ذويهم.
يعلم رجوي جيدا مَنْ الذين هربوا وما لديهم من حقائق يمكن كشفها وكيف سيطلقون اطلاقة الرحمة عاجلا ام اجلا على الطرق النفسية التي تتبعها زمرته الفئوية (والتي اطلق عليها ايدلوجية) ولذا التزم الصمت في هذه المرحلة من الصدامات داخل أشرف وتنحى جانبا وتقبل عدم امكانية تحقق طموحاته من سلطة وثروة وشهوات التي كان يشغل فكره بها دائما.
يشترك جميع المنفصلين عن الزمرة وبعد قطع ارتباطهم بالعالم خارج المعسكر بصعوبة الثقة بالاخرين او اي ارتباط بل وحتى التحدث بحديث بسيط مع الغرباء فهذه الامور تمثل لهم مشكلة غاية في الصعوبة. ان درك الظروف الخاصة بهم هي بحاجة الى التعمق في السلوك النفسي للجماعات الفئوية. لقد سلط عليهم رجوي ضغوطا نفسية مكثفة وسلبهم الثقة بانفسهم بحيث اصبح الحديث مع افراد كانوا في يوما من الايام اصدقاء لهم يمثل لهم مشكلة صعبة، وخاصة النساء في مجلس القيادة لما عانينّ من ظلم مضاعف وحتى جنسيا من قبل شخص رجوي، فالجميع في ريب وتخوف ويرجحون عدم ابداء اي موقف حول هروبهم وماجرى عليهم من ظلم.
جميع الهاربين وبدون استثناء يؤكدون انه ان توفرت الظروف المناسبة بحيث يتمكن الافراد داخل المعسكر ان يثقوا بمن هم خارج المعسكر فان الاغلبية العظمى تريد الخروج من المنظمة وبالتأكيد سيحاولون الهروب، انهم يقولون حتى الافراد في اعلى المستويات هم في حالة احباط وعلى سخط. وبحسب ماصرح به هؤلاء الافراد فان مهمة مسؤولي المنظمة الوحيدة هي تعقيد ظروف الهروب الاسرى من الناحية الفكرية والعملية.
المنظمة تعلم ان الهروب يعني اللجوء الى القوات العراقية لذلك فان المسؤولين راحوا يقرأون في آذان الافراد من الصباح وحتى المساء بان القوات العراقية هي تلك قوات النظام الايراني والجميع بضمنهم نوري المالكي رئيس الوزراء العراقي هم موظفوا وزارة مخابرات الجمهورية الاسلامية الذين يقصدون اخذ الافراد وتسليمهم الى ايران لقتلهم مباشرة تحت التعذيب.
هنا يوجه سؤال لجميع الذين يعتقدون بان" ابواب الانتماء للمنظمة مغلقة وان ابواب الخروج منها مفتوحة وان الافراد برغبتهم وارادتهم يريدون البقاء في أشرف" ماهو تفسيركم للهروب من معسكر أشرف رغم هذه المشاكل وما الداعي لهروب الافراد من أشرف؟ زمرة رجوي التخريبية اعلنت مرارا ان اكبر خطأ يمكن ان يرتكبه الفرد هو الهروب من المنظمة وحكمه الموت بالتأكيد. في أشرف يقولون وبصراحة إن هربت ولم يقتلك العراقيين او الايرانيين فاننا سننتقم منك في يوم من الايام.
نحن نطالب جميع النشطاء في اوربا وامريكا ممن يظهرون قلقهم اتجاه وضع ساكني أشرف الذين هم في قيد رجوي ان يطرحون هذا السؤال بشكل واسع على جميع الاوساط وامام الجميع وهو لماذا يهرب الافراد من أشرف؟ هل لدى حماة رجوي جوابا على ذلك؟ زودونا بآرائكم.
مؤسسة اسرة سحر