أعلنت السفارة الاميركية في بغداد، عن أن وفد الكونغرس الذي زار بغداد لا يعبِّر بالضرورة عن موقف الإدارة الأميركية أو حتى عن موقف الأغلبية في الكونغرس.
وكان ستة من اعضاء الكونغرس الاميركي طالبوا في مؤتمر صحفي عقدوه في مقر السفارة الاميركية ببغداد الحكومة العراقية بدفع تعويضات للجيش الاميركي تقدر بمليارات الدولارات على حربه ضد العراق، ما دفع الحكومة الى الطلب من وفد الكونغرس مغادرة العراق فورا كونه غير مرحب به في البلاد.
وقال المتحدث الرسمي باسم السفارة الاميركية في بغداد ديفيد رانز، إن "السفارة الأميركية في بغداد تتحمل مسؤولية إستضافة وفد الكونغرس الأميركي الذي قام بزيارة العراق مؤخراً"، مشيرا الى أن "السفارة لديها اعتقاد بأنه من المهم بالنسبة لاعضاء الوفد الإلتقاء بالقادة العراقيين وتبادل وجهات النظر معهم وخاصة أن الولايات المتحدة لديها قوات في هذا البلد".
وأوضح رانز أن "الكثير من اعضاء الكونغرس الاميركي يشكل جزءاً من مكونات الشعب، وهذا الأمر من شأنه أن يعزز الشراكة بين العراق وأميركا ويعمق التفاهم حتى في حال وجود خلافات"، لافتا الى أنه "مثلما يحصل في الغالب في العراق عدم اتفاق أعضاء البرلمان مع الحكومة، فإن وفد الكونغرس الزائر لا يعبر بالضرورة عن موقف الإدارة الأميركية أو حتى عن موقف الأغلبية في الكونغرس، والوفد اوضح ذلك بجلاء خلال كلماتهم".
في السياق نفسه قالت صحيفة ماكلاتشي الاميركية في تقرير لها، ان من غير المألوف للغاية ان تذهب لجنة من الكونغرس بزبارة رسمية الى بلد آخر وتريد اجراء تحقيق بشأن اجراءات الاستضافة الخاصة بحكومة ذلك البلد على ارضه مثلما يندر ان يطلب من وفد يزور بلد مغادرته.
وقالت الصحيفة ان بعد تبادل كلام "صريح للغاية" مع رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي، قال عضو بارز في مجلس النواب الاميركي ان اللجنة الفرعية التي يترأسها تحقق بشأن ما اذا كانت القوات التي يقودها المالكي ارتكبت "جرائم ضد الانسانية" عندما قتلت 35 منشقا ايرانيا في معسكر أشرف شمال بغداد في 8 من نيسان ابريل الماضي.
وتقول الصحيفة ان هذا ما دفع السفارة الاميركية ووزارة الخارجية الى التقليل من شأن حركة رورابكر وعدم عدها نزاعا بين البلدين.
ولاحظت الصحيفة ان رورابكر لم يغلف نواياه بلغة دبلوماسية عندما التقى صحفيين في السفارة الاميركية، وقال في اعقاب اجتماع دام ساعة و40 دقيقة مع المالكي "اننا نحقق لنرى ما اذا كان هناك سلوكا اجراميا تسبب بمقتل هؤلاء الناس غير المقاتلين".
وقال رورابكر، الذي يترأس لجنة الشؤون الخارجية الفرعية في مجلس النواب للتحقيق والرقابة ان "قتل اناس عزل، مهما كان الهدف، مثل قتل جماعي، وقتل مدنيين عزل عن قصد، فعل اجرامي، جريمة ضد الانسانية، ونحن في زيارة لتقصي الحقائق لنعرف تفاصيل عن ذلك".
ووقفت النائب رس كارناهان، العضو الديمقراطي البارزة في اللجنة الفرعية، الى جانب رورابكر في اثناء حديثه، فضلا عن اربعة نواب آخرين، الا ان واحد من النواب الستة، وهو جم كوستا، قال ان هناك "اختلافات" بين اعضاء الوفد بشأن اهمية حادثة معسكر أشرف بالعلاقة مع قضايا اخرى.
كما رفضت الحكومة العراقية طلبا آخر تقدم به رورابكر خلال الاجتماع مفاده ان "ما ان يصبح العراق دولة غنية جدا ومزدهرة" عليه ان "يفكر بعض التفكير" من اجل "اعادة مليارات الدولارات التي انفقتها الولايات المتحدة في السنوات الثمان الماضية".
الا ان المتحدث باسم الحكومة علي الدباغ قال "شكرا لكم على تحرير العراق، لكننا نتاسف من انكم لن تحصلوا على سنت واحد".
وفي لقاء اجري معه، قال رورابكر "لم نفهم ابدا في اية لحظة (من الاجتماع) ان رئيس الوزراء كان غاضبا منا على مساءلته عن معسكر أشرف".
كما ان السفير الاميركي ومسؤول كبير في السفارة، اللذين رافقا الوفد الى اربيل، لم يشيرا الى ان الحكومة طلبت منهم المغادرة.
لكن في وقت لاحق قال رورابكر "ربما غضب منا في ما بعد لاننا كنا وقحين..".
وقال رورابكر انه طلب الاذن لوفده بزيارة معسكر أشرف، لكنه قال ان الحكومة العراقية رفضت.
وقال علي الدباغ في وقت سابق لصحيفة ماكلاتشي ان "منظمة مجاهدي خلق مصنفة في الولايات المتحدة كتنظيم إرهابي"، مضيفا "وبودنا ان نسأل الادارة الامريكية ما اذا يستطيعون قبول تنظيم ارهابي على الاراضي الاميركية.
واذا كانوا يقبلون بوجود تنظيم كهذا على الاراضي الاميركية، فهل سيسمحون لبلدان اخرى ان تأتي وتتصل بها، ام ان هذا الامر يختص حصرا بسيادة الولايات المتحدة؟".
وقال ان اذا كانت الولايات المتحدة قلقة على مصير عناصر مجاهدين خلق "فاننا نحثها على استضافتهم في الولايات المتحدة او في بلدان اخرى".