المؤتمر التلفزيوني لمسعود رجوي مع ساكني أشرف:
ما الذي يهدفه رجوي من وراء التمسك بمعسكر أشرف؟
بتاريخ 17 ايلول 2011م عقد مسعود رجوي مؤتمرا عبر التلفزيون مع الاسرى المحتجزين في معسكر أشرف الفئوي وتلخص بالمحاور التالية:
1. المفوضية العليا للاجئين والاتحاد الاوربي وسياسيين من مختلف الدول يطالبون الاعتراف الرسمي بلجوء عناصر منظمة خلق في أشرف وقد ابلغت الحكومة العراقية بذلك.
2. ليس من حق المالكي (يد النظام الايراني) الهجوم على معسكر أشرف وإن شن هجوما فالنتيجة ستصب في صالحنا (يعني شخص رجوي).
3. ينبغي على المالكي الغاء القرار الفوري المتضمن اخراج منظمة خلق من العراق (قبل انتهاء السنة الحالية).
4. اخذ تعهدا من جميع الافراد (ووفقا لما جرى في السنوات الماضية) على ادامة "مسيرة الطريق" ويسمى بـ"صندق الصدق" (نسبة الى الصندوق الذي حمل موسى (ع) في نهر النيل).
5. التعهد يعني ان على جميع الافراد الصمود وعدم الخروج (الهروب) ماداموا في أشرف وفي العراق.
6. نُتهم بالخيانة في حين انه في عامي 86 و87 قد اعلن صدام حسين بانه قد طلب من منظمة خلق معلومات اقتصادية عن ايران الا ان المنظمة قالت له نحن وباي عنوان لا نضع اية معلومات عن بلدنا تحت تصرف الاجنبي لذلك فقد اثنا (صدام حسين) علينا.
7. انتم الان قد تجاوزتم مختلف المعارك ولكن بظروف النظام المتأزمة الجديدة فان معركتنا ستبدأ بعد عدة ايام وسقوط النظام عن قريب.
8. وفق معاهدة جنيف 1951، نحن لدينا حق اللجوء في العراق ولايمكن للعراق الاعتراض على ذلك.
9. في المرحلة السابقة اثناء هجوم القوات العراقية قدمنا 36 قتيلا ، وليس مهما إن قدمنا 360 قتيل او ان يقتل عدة مئات اخرين بل اننا سنصمد ونقف بوجوههم.
ان موافقة المفوضية العليا للاجئين التابعة للامم المتحدة بشكل اصولي على الطلبات التي تقدم بها ساكني أشرف كلا على انفراد بمنحهم اللجوء تعني ان الامم المتحدة ستتحمل مسؤوليتهم (بصورة انفرادية ايضا) وحتى البت بمصيرهم اي مادام لم يبت بطلبات لجوئهم من قبل الدول المناحة للجوء (مايقارب من 50 دولة التي وقعت على معاهدة جنيف 1951) بصورة قطعية فهم تحت مسؤولية الامم المتحدة (كافراد وليس كمنظمة وبالتنسيق مع الحكومة العراقية).
اما الهدف الرئيسي للمنظمة من وراء مثل هذا الطلب (لان رجوي لم يوافق سابقا على اللجوء الفردي مطلقا) هو ليس الا اضاعة للوقت والسعي لالغاء قرار الحكومة العراقية الفوري بنقلهم قبل انتهاء السنة الحالية وعليه طالب حماة المنظمة من اعضاء البرلمانات الاوربية بتمديد فترة تنفيذ القرار المذكور لفترة ستة اشهر اخرى.
ان موضوع منح اللجوء وسائر القضايا الحقوقية تم دراستها ومناقشتها من قبل محامي المؤسسة ولازالت قيد المناقشة. ووفقا للقوانين الدولية فان تدخل الامم المتحدة ولاي سبب يجب ان لايمس سيادة العراق على اراضيه. من جهة اخرى فان تحرك محاميّ منظمة خلق من بغداد والى لندن واللوبي الصهيوني وبصرفهم لاموال طائلة وبث الدعايات الكثيرة وقلب مفاهيم القوانين الدولية وصلاحيات الامم المتحدة ماهو الا للوصول الى مقاصدهم الخاصة.
ان برنامج الامم المتحدة حاليا (بعد طلب المنظمة) يتضمن التنسيق والتعاون مع الحكومة العراقية لايجاد مكان بديل لاجراء المقابلات مع احاد عناصر المنظمة (على انفراد) دون حضور اي مسؤول وواسطة لتقرير مصيرهم. نود الاشارة الى ان هذا الاقتراح قد عرض سابقا من قبل السفير الامريكي باتلر اثناء مباحثات دامت ستة ايام اجراها مع مسؤولي منظمة خلق الذين رفضوا آنذاك الاقتراح بشدة.
وحاليا ليس هناك ما يشير الى تغيير برأي رجوي حول الموضوع، حيث انه واثناء الاجتماعات الداخلية التي عقدها خلال ليالي شهر رمضان، اعتبر ان منح اللجوء بصورة انفرادية هو مؤامرة من اجل حل زمرته.
والان فان المنظمات الدولية وحقوق الانسان تسلط ضغوطا على كافة الدول الغربية للتدخل في هذه القضية الا ان اية من الدول ليست لها الرغبة للتدخل ولايريدون تدوليها بل الابقاء عليها على انها موضوع يخص العراق داخليا. الحكومة العراقية من جهتها ترغب ايضا التعامل مع الامم المتحدة دون ان يمس ذلك بسيادتها على اراضيها ولاتسمح لاي كان بالتدخل بشؤون البلد الداخلية.
منظمة خلق تبذل قصارى جهودها لتدويل القضية وايرانية خاصة (اي ربطها بالنظام الايراني) لمنع اغلاق معسكر أشرف (وعاء التلقين الفكري الفئوي) ان رجوي يبغي في حال اغلاق المعسكر ان يصاحبه اراقة اكثر ما يمكن من الدماء ليدخرها لادامة مسيرته.
ان بعض الدول الغربية والاوساط الدولية قد حذرت من عواقب استخدام القوات العراقية للقوة في دخولها معسكر أشرف، وابدت منظمات حقوق الانسان قلقها الشديد ازاء تهديدات رجوي بوقوع كارثة كالتي تحدث عند نهاية سائر التكتلات الفئوية من انتحار جماعي.
بعض الغربيين من حماة المنظمة طالبوا الحكومة العراقية بعدم التدخل واتاحت الفرصة لحل القضية سلميا الا ان هذا هو مراوغة وكذب محض الغرض منه اطالة الموضوع وتسويفه ليستمر رجوي باحتجاز افراده الاسرى (الذي يصب في مصالح حماة رجوي الدوليين ويضر بساكني أشرف). ان خطر تدويل الموضوع هو ان يبقى الموضوع على هذه الصورة لسنوات ، وهذا يعني ان الامم المتحدة ومسؤولي المنظمة وكما جرى في مباحثات (الايام الستة) مع السفير الامريكي في العراق هي من اجل المراوغة فقط دون تقدم في حل الموضوع وتبقى المنظمة تصر على اللجوء الجماعي الذي ليس له اي وجود في المعاهدات والقوانين الدولية. ان امتلاك منظمة خلق لمحامين مقتدرين ودعم اللوبي الصهيوني وصرف اموال طائلة لاعمال سياسية واعلامية يمكنها وبشكل قاطع من اطالة الموضوع بهذه الصورة.
نظرا للمطالعات التي اجريت على الموضوع يمكن القول ان الجهات المرتبطة بمنظمة خلق او المتأثرة بها والحقوقيين المعنيين بصرف لاموال طائلة يسعون الى:
اولا- اخراج القضية من يد الحكومة العراقية وتحويلها الى الاوساط الدولية وما طلب اللجوء من قبل الخطوة الاولى من هذا العمل، ومعنى هذا في الواقع هو اطالة عملية حل القضية.
ثانيا- يطرح حلا اخرا في هذا الوسط وكأنما المنظمة هي ايضا تريد حل القضية بصورة ما، ولذا فان الدول الغربية تطالب الحكومة العراقية التريث والانتظار لحل القضية دون الرجوع الى القانون. وبهذا الخصوص فقد اعدوا الاجواء وكأنما المنظمة قد وافقت على مقابلات خاصة تجرى من قبل الامم المتحدة.
ثالثا- الضغط على الحكومة العراقية من قبل معارضيها في الداخل واحراجها لألا يتعرض العراق لاتهام، خاصة وان المنظمة قد كثفت من حملاتها الاعلامية على ان جميع اجراءات الحكومة العراقية هي بامر مباشر من ايران.
ان ما يريده العراق في هذا الوسط هو حقه الطبيعي ولايمكن لاحد ان يمنعه من ذلك، بان بين هؤلاء الافراد (عناصر خلق) ووفقا للادلة والوثائق الكثيرة من ارتكب جرائم داخل الاراضي العراقية ولذا فان مسؤولي هذه الزمرة هم مطلوبين الى المحاكم العراقية. كما ان احكام تفتيش معسكر أشرف التي صدرت من قبل الجهات القضائية العراقية بسبب ارتكاب الجرائم وقتل متعدد داخله لم يجري تنفيذها. في الواقع ان اكثر من 8 سنوات اي منذ سقوط صدام ولحد الان لم يطلع احدا على مايدور ويجري في داخل المعسكر الرهيب. الافراد وخاصة خلال الفترة الاخيرة ممن عرض حياته للخطر وتمكن الهروب من هذا المعسكر قد ادلوا وكشفوا عن حقائق مرعبة جدا وللاسف فان اذان الاوساط الدولية لم تصغي لها. كذلك فان الاصحاب الشرعيين والمزارعين لاراضي معسكر أشرف المغتصبة يطالبون باسترداد اراضيهم الزراعية.
موقف العراق لحد الان حول الموضوع هو؛ ان المسألة داخلية وترتبط بالعراق وليس لها اي دخل بايران او بالغرب هذا اولا وثانيا إن كان للاوساط الغربية والدولية حسن نية وان منظمة خلق كذلك تريد حل القضية فعليهم وكخطوة اولى للبرهنة على صدقهم هو موافقتهم على الانتقال الى مكان اخر داخل العراق.
ان ابدت المنظمة وحتى نهاية السنة الحالية استجابتها لقرار الحكومة العراقية اي موافقتها للانتقال داخل العراق، فان الحكومة العراقية ستتفاءل خيرا بان المسألة ستحل يوما ما، وفي غير ذلك فان الحكومة العراقية ستراودها الشكوك في حسن نية المنظمة وحماتها الغربيين وستضطر بتطبيق القانون وحفظ سيادتها على اراضيها.
وحول "تهمة الخيانة" التي اشار اليها رجوي فلاحاجة للاشارة للـ(120) ساعة من الاشرطة المسجلة التي سجلتها المخابرات والاستخبارات التي تخص اجتماعات مسعود رجوي واعوانه واتباعه مع المسؤولين الامنيين لصدام حسين. ان الافلام التي تحوي صور وصوت رجوي واياديه موجودة حيث انشغاله بارذل التسول ببيع الوطن والمعلومات العسكرية وبالمقابل استلام صناديق الاموال الورقية. من الافضل على رجوي ان يترك هذا الجيل ان ينتهي ثم يدعي الشرف.
مما تجدر الاشارة والتفات اليه هو توزيع اكثر من 400 من الافراد للحراسات اثناء الاجتماعات التلفزيونية التي عقدها مسعود رجوي خلال شهر رمضان المبارك، في حين انه وفي سنوات حكم صدام كان مسعود ومريم يعقدون مثل هذه الاجتماعات لكن دون حراسات (رغم دون حضورهما)، انذاك كان يعين وكحد اكثر 40 عنصرا لحمايتهما في حال حضورهما لكن الان يكلف 400 عنصرا مراقبا للاجتماعات التلفزيونية بدون حضور مسعود او حضور زوجته الهدف من الحراسة الان هو لكي لايتمكن احدا من استغلال الفرصة ويهرب.
اثناء دخول الجيش العراقي الى داخل معسكر أشرف في 8 نيسان من السنة الحالية لاسترجاع قسما من الاراضي الزراعية التي اغتصبها صدام حسين وقدمها هدية لمسعود رجوي، المنظمة ولتكملة مشروع تقديم الشهداء والتظلم قدمت فوجا من النساء الذي كان مهمته في مكان اخر وليس لديهم اي اطلاع عن الموضوع واسندوا اليهم الخط الاول واكدوا لهم بانه ليس هناك اي خطر هذا في وقت كان سائر المسؤولين يختبؤون في الخنادق وهم على علم بالوضع والانذارات المكررة للحكومة العراقية. ضمن هؤلاء النساء عددا من المتذمرات ايضا ونظرا لعدم علمهنّ بالموضوع مما جعلهنّ يتصرفنّ تصرفا دون تفكير مما ادى الى قتل وجرح عدد منهنّ.
احد المنشقين عن المنظمة مؤخرا يقول انه من المستحيل شرب قدح من الماء دون اذن زعيم الزمرة لكي لانتهم فيما بعد بان شرب هذا القدح هو بامر مباشر من النظام الايراني. من نوري المالكي رئيس الوزراء العراقي والى ايما نيكلسون عضو البرلمان الانكليزي ومن المنشقين عن الزمرة والى المتذمرين في السجون داخل أشرف جميعهم موظفوا وزارة المخابرات الايرانية ويستلمون رواتب منها بهذا الاسلوب يقمع رجوي معارضيه ويتقدم بعمله.
مؤسسة اسرة سحر
بغداد – 11 تشرين الاول / اكتوبر 2011 م