السيد يوسف الجرفي (اشكان) تمكن الهروب من معسكر أشرف في السنة الماضية وله سيرة مثل الكثير من الاسرى المحتجزين في منظمة خلق بالعراق. هو من اهالي الاهواز ومن اجل العمل ابتداءا سافر الى تركيا وهناك وقع في فخ منظمة خلق واستغفل وارسل الى العراق حيث معسكر أشرف الذي قضى فيه 10 سنوات منقطعا عن العالم تماما، عند سفره من ايران الى تركيا كان متزوجا ولايعلم بان زوجته حاملا.
في السنة الماضية تحرر بعد تمكنه الهروب من معسكر أشرف وبمساعدة مؤسسة اسرة سحر في بغداد اتصل بعائلته وعلم بان له ابنا ينتظره.
عمل السيد يوسف الجرفي بعد تحرره وبشكل مستمر على مساعدة ونصرة العوائل المعتصمة امام معسكر أشرف ويشجعهم على الاستمرار بالاعتصام، انه يقول ان جميع الافراد داخل المعسكر يتأملون من العوائل ان يعملوا شيئا لانقاذهم مما هم فيه ولذا نرى شدة عداء رجوي تجاه العوائل.
السيد يوسف الجرفي سعى لايصال صوته الى مسامع زملائه عبر مكبرات الصوت الذي واجهته المنظمة ببث امواج التشويش لكي لايصل صوته الى داخل المعسكر، رجوي لايسمح باي شكل الارتباط بالخارج.
انه ومثل الكثير من المنفصلين عن المنظمة يقوم بتسجيل خاطراته في العراق. ننقل ادناه شيئا من دفتر خاطراته:
يوم اخر من الايام المتعبة والمكررة يبدأ باوامر حفيظ تقوي:" اليوم يذهب جميع افراد الوحدة لجمع اغلفة الاطلاقات (الخلب)، وبعد الظهر هناك اجتماع مع الاخت بتول". حفيظ يخرج من مكتبه ويأمرنا بركوب السيارة (ايفا).
ظهرا عدنا من ميدان الرمي، وقف كل منا ينتظر دوره للذهاب الى الحمام، هناك ولاول مرة تعرفت على منصور كنكرة من اهالي خوزستان، انه رجل طويل القامة تبدو عليه اثار التعب.
بدأ الاجتماع في الساعة الرابعة بعد الظهر جلست في اخر القاعة، جاءت بتول رجائي (من كبار مسؤولي المنظمة) وجلست في مكانها المخصص وبعد السلام نشرت اوراقها وقالت:"من يقرأ موضوعه؟".
قليل من الافراد ابدى استعداده وبعضا قال لم يكتب وبعض اخر لم يكمله، فقالت بتول رجائي:"هذا ليس بنظم، يجب عليكم جميعا ان تكتبوا"، ووبختنا على ذلك وانتقدت مسؤولينا، ثم اخذت تنظر الى جميع الافراد فردا فردا تبحث عن احد الافراد ليقرأ موضوعه فاختارت منصور كنكرة وقالت هل حضرت الموضوع فقال: كلا لم يكن لي وقتا كافيا فمنذ الاجتماع السابق ولحد الان ونحن نجمع اغلفة الاطلاقات لبيعها، ان هذا العمل صعب جدا، لم يرق هذا الحديث لبتول رجائي فقالت: كان عليك ان تكتب الموضوع اثناء استراحتك فاجابها منصور: الحقيقة سعيت لذلك الا انه لم يكن لدي شيئ للكتابة وجلس فانزعجت بتول رجائي وقالت له: لماذا جلست؟ انهض عديم الشعور، انا اتحدث معك، الا تخجل وانت في هذا العمر انك لم تحترم هذا التجمع، فقال منصور: تصورت ان حديثك معي قد انتهى فجلست.
فصاح احد الافراد (سعيد نقاش) بصوت عال مخاطبا منصور: ما هذا التصرف غير اللائق يا منصور. ونهض منصور وقال: اي عدم احترام صدر مني واية اهانة وجهتها للجميع، ان كنتم تريدون اهانتي فلماذا تحشرون الجميع في الوسط؟ سكت الجميع فقالت بتول: لم لزمتم السكوت، الم ترون كيف اهانكم، الجميع يعني القيادة، لماذا لم تعملوا شيئا؟ فتأثر الافراد بكلامها وهجموا على منصور باهانته وضربه حتى ادموه وفقد وعيه وسقط ارضا وبصعوبة انقذنا منصور من يد مجموعة افراد متوحشين ارادوا تفريغ ماجرى عليهم خلال السنوات على رأس منصور واخرجناه خارج القاعة وقد ملء الدم رأسه ووجهه وتمزقت ملابسه، بهذا الوضع شعرت انه يبحث عن احد يعرفه وعندما رأني حرك رأسه ونكسه نحو الارض.
وبعدما هدأ الوضع وانصرف الجميع تجرأت وتقدمت نحوه فنظفت وجهه واخذت اصبره فقال لي وعيناه تدمع: "اشكان، لماذا هجموا علي هكذا، انا لم اعمل شيئا، لماذا هجموا مثل الكلاب"، فطلبت منه ان لا يقول شيئا، فقال لي:"اشكان، انت شاب ولم تعرف هؤلاء جيدا، ان هؤلاء لايحتاجون لذريعة ان ارادوا ايذاء احد، انهم لايعيرون اية اهمية لشخصية الانسان" ثم قال" لقد اخطأنا بمجيئنا، كعبة الامال ليست هنا".
بعد هذا لم يسمح لي ان اتحدث معه والاستمرار بعلاقتنا، وكلما بذلت جهدا للتقرب منه كان يفر مني. بعد عدة سنوات رأيته مرة اخرى في قاعة الاجتماعات صدفة، عرفته بصعوبة. فقد اصبح رجلا كبير السن اشيب الرأس وكأنه مصاب بمرض صعب، رأيته يدخن السكائر ام يكن يدخن في السابق. من بعيد سلمت عليه ورد علي السلام بتحريك رأسه ويده وخاف التقرب مني، لم اره بعد ذلك. اني متأكد ان مثل هؤلاء الافراد هم تحت المراقبة لان الزمرة تعدهم افرادا غير موثوقين.