السيد الأمين العام
نود ان نطلعكم على بعض المعلومات والاقتراحات على النحو التالي:
وفقا للمعلومات الواردة من داخل معسكر أشرف الفئوي في العراق حول حادث 8 نيسان 2011 (الوثائق والشهادات مرفقة) ، فان صديقة حسيني المسؤول الاول لمنظمة خلق انذاك كانت قد ابلغت تعليماتها (التالية) لفرشة شجاع مسؤولة احدى وحدات جيش التحرير الوطني المسقرة في معسكر أشرف بالعراق :
"لقد أبلغ العراقيون انه في يوم 8 نيسان يريدون استعادة الاجزاء الشمالية من المعسكر وإعادتها إلى اصحابها المزارعين في القرية المجاورة ، والتي صودرت في زمن صدام حسين عنوة واعطيت للمنظمة ضمن مشروع توسيع المعسكر. انهم قالوا لنا بان ابلاغهم هذا لنكون على علم بانه ليس لديهم اي هدف آخر لكي لاتحدث تصادمات واراقة للدماء في ذلك اليوم وتتم العملية دون اعمال عنف. لكن يجب ترتيب الأمور بطريقة بحيث يسقط عدد من افرادنا بين قتيل وجريح. كما يجب ان تكون الكاميرات جاهزة مسبقا لتصوير الافلام والتقاط الصور عن الحادث. واوعزت القيادة بالاستفادة من الموضوع سياسيا أقصى حد ممكن. ان هذا الموضوع مهم للغاية في بقاء أشرف".
فرشة شجاع دعت الافراد الذين تحت امرتها ودون اطلاعهم على الانذار العراقي وخططهم بابسط الطرق واكثرها سلميا لاستعادة الاراضي المستولى ، تحدثت اليهم قائلة:
"صدرت التعليمات من المراتب العليا بان ندخل حالة التاهب لان العراقيين هم بصدد تبديل احدى وحداتهم واضافتها الى قواتهم والمعلومات التي حصلنا عليها تشير الى ان عناصر النظام الإيراني ترافق القوات العراقية ويهدفون مهاجمة المعسكر واسرهم لبعض من افرادنا واعادتهم الى ايران لذا يجب ان نكون على حذر، وعدم السماح للقوات العراقية باي شكل الدخول للمعسكر وتحقيق هدفهم".
في يوم الحادث (8 نيسان 2011) ، دخلت القوات العراقية من الجانب الشمالي للمعسكر من أجل قطع الاراضي الزارعية مما ادى للتصادم الذي جر الى مقتل 36 من الافراد. فرشة شجاع قالت لافرادها اثناء الاشتباك:
"ان العراقيين يستخدمون اطلاقات صوتية (خلّب) وليست حقيقية لتخويفكم ويلقون القبض عليكم لذا فلا تخافوا من اي شيء. تقدموا وامنعوا دخولهم باي وسيلة استخدموا الحجارة والخشب… الخ ، ولا تدعوهم بان يلقوا القبض عليكم باي شكل وتسليمك الى عناصر النظام الايراني الذين يرافقوهم".
عامة سكان أشرف لم يكن لديهم العلم بان هدف العراقيين هو مجرد استعادة جزءا من شمال المعسكر الى اصحابها وفقا لاحكام اصدرتها المحاكم العراقية كما انهم لم يعلموا بابلاغ العراقيين للمسؤولين في المعسكر بالموضوع مسبقا. مسؤولي المنظمة خدعوا ساكني أشرف بقولهم ان العراقيين يعتزمون اعتقال بعض من الافراد وارسالهم الى ايران ليتعرضوا للتعذيب والاعدام مباشرة. يبدو ان ابلاغ العراقيين المسبق واعلام قادة المنظمة ببرنامجهم قد اثر عكسيا حيث فسح المجال للمنظمة للبرمجة لقتل افرادها وتصويرهم والتقاط الصور لهم.
التقييمات الدقيقة عن الاجواء السائدة داخل معسكر أشرف تشير الى ان بقاء ما لا يقل عن 80 ٪ من من الافراد في المعسكر هو ضد إرادتهم وإن توفرت ظروف تمكنهم من تقرير مصيرهم بحرية وعلى انفراد فانهم بلاشك سيتخلون عن المنظمة. ان هؤلاء الافراد ليس لديهم اي دافع للمقاومة ضد السلطات العراقية ومخالفة الاحكام التي اصدرتها المحاكم العراقية، لقد خدعوا وأجبروا على القيام بذلك وقتل بعضهم من أجل لا شيء.
من الجدير بالذكر أن منظمة خلق لم تشرك أعضائها ذوي المراتب العليا وكادرها ومسؤوليها في هذا التصادم بل اشركت الافراد الساخطين والاعضاء العاديين عن طريق خداعهم واستخدامها التخويف من التعرض للاعتقال وإرسالهم الى ايران الذي زرع في اذهان الجميع، وقدمتهم الى الامام للتخلص منهم وكذلك لستغلال دمائهم في الدعاية لتحقيق ماربهم السياسية. هنا يجب الاشارة الى ان أغلب الافراد داخل المعسكر امتنعوا عن مواجهة القوات العراقية.
ما ورد اعلاه لم يكن شيئا خافيا على القوات الأمريكية والمسؤولين الدوليين لا بل انهم يعرفون الوضع جيدا افضل من غيرهم، لكن بعض المصالح السياسية الدولية توجب الابقاء على معسكر أشرف على حساب بقاء مجموعة اسرى في عزلة تامة لسنوات، وبالتاكيد سيتحمل أولئك الذين لا يفون بواجباتهم الدولية المسؤولية تجاه هؤلاء الافراد وعوائلهم التي عانت الويلات. عاجلا أم آجلا سيحدد مصير معسكر أشرف وسيفرج عن الاسرى حينها ستطأ رؤوس أولئك الذين التزموا الصمت أمام جرائم مسعود رجوي ودعموه علنا وسرا ، ولا زالوا رغم وجود العديد من الوثائق التي تدل على ارتهانه للافراد داخل أشرف يتفاوضون معه بعنوان ممثلا عن الاسرى داخل المعسكر.
على أي حال ، ان ما نعتقده ضروريا لإنقاذ حياة ساكني أشرف ووقف تقديم المزيد من الضحايا من قبل رجوي ومنع الكارثة الإنسانية التي توعد بها رجوي مرارا نذكره بايجاز :
— يجب إجراء تقييم شامل للوضع داخل المعسكر من خلال اجراء مقابلات مستفيضة من قبل المسؤولين الدوليين مع أولئك الذين تمكنوا متحملين المخاطر الهروب من المعسكر مؤخرا. يجب ان يكون واضحا ما اذا كان وجود الافراد في أشرف طوعا او ان أشرف معسكرا للاسر يجب الهروب منه بأي ثمن.
— يجب أن تتم إجراءات اللجوء لساكني أشرف بشكل فردي ودون حضور أي مسؤول من المنظمة. السبب الرئيسي للمأزق الحالي هو ان القوات الأمريكية والمسؤولين الدوليين والمنظمات الدولية خلال السنوات الـ 8 الماضية، من اجل الحفاظ على معسكر أشرف كانت اتصالاتهم مع قادة المنظمة ولم يتصلوا مع الاعضاء العاديين مطلقا. أعضاء منظمة خلق في أشرف ليست لديهم اية فكرة عن ما يجري خارج المعسكر.
— يجب الامتناع عن المغالطة التي يكون ثمنها دم الرهائن في المعسكر وكذلك الاجتناب عن اعطاء المشروعية لرجوي ومسؤولي الزمرة الاخرين كممثلين عن الاسرى داخل المعسكر او الناطقين باسمهم.
— فضح شخص رجوي ومسؤولي الزمرة الاخرين بعنوانهم "محتجزي الرهائن" وأولئك الذين يمنعون فتح ابواب أشرف حتى بعد سقوط ولي نعمتهم السابق صدام حسين واتخاذ موقف ضدهم، انهم لم يترددوا لحد الان بقتل وزج في الحبس الانفرادي وتعذيب الافراد.
يجب الاعتراف رسميا بحق الحكومة العراقية ببسط سيادتها الوطنية. احترام الحق الطبيعي والطلب القانوني لحكومة العراق وبرلمانه وشعبه والموعد النهائي الذي تتابعه بصورة حقيقية هو جزء من مسؤولية المجتمع الدولي. وبطبيعة الحال فان تجاهل وتحدي هذا المطلب العادل والشرعي من شأنه أن يضع الحكومة العراقية في حالة تضطر بها لتتخذ قرارا لوحدها ، و ستتحمل الجهات الدولية مسؤولية عدم تدخلهم وتقديم المساعدة.
نحن بانتظار جوابكم
مؤسسة اسرة سحر
بغداد ، 8 ت2/نوفمبر 2011