أكد قيادي منشق عن منظمة خلق الإرهابية في العراق أن المنظمة شاركت في قمع الشعب العراقي في الانتفاضة الشعبانية عام 1991م. مضيفاً أن المنظقمة "كانت تحارب الأكراد والشيعة العراقيين".
وفي ما يلي نص المقابلة التي أجراها الزميل محمد سعد مع "عباس صادق نجاد" والذي أكد أن منظمة خلق تتلقى حالياً دعم مالياً من أمريكا وإسرائيل وبعض البلدان العربية.
نص المقابلة
في احد فنادق بغداد السياحية استقبلني رجلاً متوسط القامة، أبيض البشرة، متصل الحاجبين، محلوق الوجه، حاد النظر، يضع نظارتا على وجهه وبعد ان صافحني بحرارة قال: اسمي عباس صادق نجاد وانا أيضاً بالمقابل عرفة عن نفسي ثم جلست خلف الطاولة في قاعة الاستقبال وبعد دقائق قليلة وضع استكانا من الشاي أمامي وحينها كان يتكلم مع أصدقائه الذان كانا جالسان في الطاولة المجاورة وأنا أيضاً بدوري قمت بإلقاء التحية عليهم ثم جلست وقلت له بسبب ضيق الوقت علينا أن نبدأ وهو بدوره اجابني لا مانع لدي.
س. لماذا وكيف دخلت منظمة خلق؟
ج. ارتباطي مع هذه المنظمة يعود بثورة إيران في سنة 1979 ومن ذلك الوقت بدأت تتشكل علاقات بيني وبين باقي الحركات السياسية وتلك السنة لم يكن لدي علاقة مباشرة مع هذه المنظمة ولكن بعد إعلان هذه المنظمة للحركة المسلحة ضد الحكومة الإيرانية في سنة 1981 ومنع باقي الحركات السياسية التي لم تكن تؤمن بالحركة المسلحة اصبحت على علاقة مباشرة مع هذه المنظمة وعلي القول أن في ذلك الوقت كان نشاطي يقتصر على عمل السياسي ومن ضمنها إيجاد وإيصال المساعدات المالية لعوائل المعدومين والمسجونين من هذه المنظمة وفي هذا الوقت الذي كنت على علاقة مع احد المجاميع المرتبطة بالمنظمة في مدينتنا ملاير وطلبوا مني أن أقوم بتضميد جروح أثنين من المصابين من هذه المنظمة في مدينة همدان التي هي كانت قريبة من مدينة ملاير لأني مارست عمل التضميد في فترة الخدمة الإجبارية التي كنت قضيتها منذ سنوات ولهذا السبب ولمدة اربعين يوما وفي كل اسبوع ثلاث مرات كنت اذهب لمدينة همدان لتضميد جروحهم.
س. ما هي المسافة ما بين المدينتين؟
ج. المسافة ما بين المدينتين آنذاك كانت ما يقارب الساعة من الزمن وبعد أربعين يوم وصلني خبرا من المنظمة بأنه حفاظا على حياة هؤلاء لابد ان نرحلهم من إيران لكراتشي ( عاصمة باكستان) ولهذا عليك ان توصلهم إلى مدينة زاهدان وبعد ذهابي لزاهدان لم يستقبلنا الشخص الذي كان عليه استلامهم منني لهذا طلبت مني المنظمة أن أرافقهم لباكستان وأنا معترضا لهذا القرار قلت لهم لم استطيع لأن زوجتي في الشهر السابع من حملها وهم أيضاً اقنعوني بان هذه العملية لم تستغرق اكثر من عشرة أيام وستعيد إلى إيران وهكذا خرجة من إيران.
س. هل خروجك من إيران كان بصورة غير قانونية؟
ج. نعم كان خير قانوني والمستمسكات المزورة كانت تعد من قبل المنظمة
س. هل خرجت من مدينة ميرجاوة ( مدينة إيرانية قريبة من الحدود الباكستانية)؟
ج. نعم خرجت من ميرجاوة إلى كويتة ( مدينة في باكستان) ومن كويتة ذهبنا إلى كراتشي مصطحبين القطار وبعد وصولنا هناك ذهبنا لأحد مكاتب المنظمة وبمجرد وصولي طرحت مسألة رجوعي إلى إيران وآنذك امرأة باسم زهرا همداني كانت تدير المكتب.
س. هل نشاطهم في باكستان كان بصورة علنيا او كانوا يعملون بصورة خفية؟
ج. باكستان في ذلك الوقت كانت الممر الرئيسي لعبور وجذب القوات لهذه المنظمة وكل الافراد الذين كانوا يخرجون من إيران بواسطة المنظمة إلى باكستان كانوا ينتقلون إلى بغداد وعمل المنظمة في باكستان كان علنيا وانت تعلم جيدا في باكستان تستطيع باعطاء الرشاوي ان تفعل ما تشاء، وبعد فترة علمت بأن نشاط المنظمة في باكستان وسيع جدا بحيث كافة القوات التي كانت تنقل من باكستان إلى تركيا ومن تركيا إلى الاردن كانت تتم بواسطة مستمسكات مزورة وقد خصص قسم خاص بأسم (جعليات) التزوير وكان يعمل على تزوير الجوازات والجنسية وكافة المستمسكات اللازمة وفي جواب سؤالي حول رجوعي إلى إيران قالت لي زهراء همداني اقضي ليلتك حتى اجيب عليك في اليوم التالي وفي اليوم التالي قالت الاشخاص الذين كنت تعمل معهم في همدان كشفت اسمائهم واماكنهم للدولة وانت أيضاً من بينهم ولو عدت إلى إيران هناك خطراً على حياتك فقلت لهم ماهو مصير زوجتي فأجابتني لا تقلق سنخرج زوجتك من إيران وستلتحق بك وهذا الموضوع كان لي صعب التصديق ولهذا كل يوم كنت اتابع هذه القضية حتى مر شهرين على هذا الموضوع.
س. الم تتصل بعائلتك في هذه الفترة؟
ج. لم يسمحوا لي بالاتصال بعائلتي وكلما كنت اطلب أن أتصل باحد اقربائي لكي يخبروا عائلتي كانوا يجيبون لسبب المسائل الامنية لم نستطيع الأتصال وأي أتصال له خطراُ على حياتهم.
س. الم تخرج من البناية التي كانت تقع فيه مكتب المنظمة؟
ج. لم يكن مسموح لنا الخروج من المكتب
س. كم كان عدد اعضاء المكتب؟
ج. ستة نفرات ، انا كنت وزهراء همداني ومحمد حسن ارباب المسئوال الأمني للمنظمة في باكستان طليقته واثنين اخرين الذين لم اعرف اسمائهم ولم يسمح لنا بالأتصال بهم وكانوا يسكنون في الطابق الاعلى وكانوا يبررون هذا الانقطاع بلمسئلة الامنية وبصورة عامة اي موضوع كان يطرح يبرر اولا بالمسألة الأمنية وثم السياسية وكانوا يقولون لم يكن من المناسب ان ترتبط بهؤلاء لأن بارتباطك بهؤلاء ربما تتسرب أخبارك للدولة الإيرانية ومن ضمن تبريراتهم لمنعي من الاتصال بعائلتي كانوا يقولون النظام الإيراني يستمع لكل الاتصالات التي تجري في إيران ولو اتصلنا من المكتب بإيران ربما يعلمون بمكانك ويرسلون شخصا لاغتيالك و ربما يرتهنون عائلتك او يسجنون زوجتك وبعد اتمام مدة الشهرين قالوا لي إننا ارسلنا شخصا ليأتي بزوجتك لكن لسبب اغلاق مكتبنا في باكستان عليك الذهاب إلى تركيا لنتابع هذه المسئلة من هناك وبعد فترة قصيرة سافرت إلى تركيا بمستمسكات مزورة وباسم عربي.
س. هل كانت الجوازات المزورة غير قابلة للمييز بحيث لم يطلع عليها الشرطة التركية؟
ج. في ذلك الوقت لم يكن لي علما بتشخيص هذه الامور لكني متاكد أنهم كانوا على علاقات وثيقة في داخل المطارات بحيث شخص الذي اخرجني من باكستان وسافر معي إلى تركيا اخرجني من كافة النقاط الامنية في المطار وبمجرد وصولي تابعة قضية خروج زوجتي من المسئولين هناك وفي الجواب قالوا نحن نعلم بامرك لهذا ارسلنا شخصا ليأتي بزوجتك وبهذه المسرحية ابقوني لمدة شهرين اخريين في تركيا وبعد انقضاء هذه المدة وبعد اصرارا شديد قالوا حدثت مشكلة كبيرة وعليك ان تذهب للعراق لمتابعة مسئلة خروج زوجتك لان بعد حرب الخليج الاولى كافة المكاتب المنتشرة في الدول ستغلق وكافة الجنود (المنظمة) سيذهبون إلى العراق.
س. لماذا إلى العراق وهل ارادوا ان يدافعون عن العراق؟
ج. لا ولكن قالوا ان بقائنا هنا لم يكن له فائدة وعدت قائلا: انظرة شهرين في باكستان والان انا ومنذ شهرين في تركيا اذا متا تحل هذه القضية وهم أيضاً اجابوني: سيتم انجاز هذه المهمة في مدة عشرة أيام لا اكثراما ستذهب زوجتك إلى دولة ثالثة وستلتحق بها هناك واما ستأتي اليك في العراق واذا كانت الاوضاع الامنية في إيران مستقرة يمكنكم العودة إلى إيران.
س. من كان يترأس المكتب في تركيا؟
ج. شخصا باسم هوشنغ وهو اسم مستعار واخته التي كانت اسمها حميدة التي هي شخصية مشهورة واصبحت مسئولة حمايات مسعود رجوي وعلى هذا الاساس وبنفس الطريقة التي ذكرتها ذهبت إلى الاردن.
س. في أي مدينة كان يقع مكتب المنظمة في تركيا؟
ج. اسطنبول وفي حي فندق زادة شارع ليفل والبناية كانت تحتوي على اربعة طوابق.
س. ماذا حدث لك بعد دخولك إلى الاردن؟
بعد وصولي إلى الاردن أستقبلتنا سيارات لاند كروز موديل 1988 التابعة للمنظمة وتم نقلنا لاحد الدور السكنية التابع للمنظمة وفي اليوم التالي بنفس هذه السيارات ذهبنا إلى بغداد.
س. القوات الحدودية في الاردن الم تطلب منكم جوازا؟
ج. مسئولنا في ذلك الوقت الذي كان اسمه اكبر قرباني عند الحدود خرج من السيارة وعاد بعد نصف ساعة وعلي القول في ذلك الوقت كنت اصطحب اربعة اشخاص واثنين من هؤالاء كانوا من العاملين في مكتب تركيا وحينما وصلنا النطقة الحدودية طلبوا منا ان لن نخرج من السيارة وبعد مرور نصف ساعة من الانتظار عادوا الينا وركبوا السيارات وتوجهنا إلى العراق وبعد وصولنا إلى بغداد انتقلنا إلى مقر جلال زادة الواقع في منطقة الكرادة وبقيت هناك لمدة ثلاثة ايام ولم يسمح لنا الخروج من المكتب كالعادة والمسئول في ذلك المكتب كان رجلا من الاعضاء القداما في المنظمة وكان يلقب باسم أقا.
س: هل تذكر اسماء المتواجدين في تلك البناية؟
ج: اذكر شخص يسمى اكبر قرباني.
س: هل هو نفس اكبر قرباني الذي ذكرته سلفا؟
ج: لا ذلك اكبر قرباني كان من اهالي تبريز وهو نفسه الذي كان يحقق معي في سنة 1995 في السجن وغير هذا الشخص الذي عرفته هناك وكالعادة طرحت سؤالي حول زوجتي وفي الاجابة قال: إنه أمر بسيط وسيحل في الايام القادمة ثم نقلوني لمعسكر أشرف لقطاع رقم خمسة وفي ذلك الوقت كان في معسكر أشرف ثلاث قطاعات بأسم قطاع رقم واحد وثلاث وخمسة وفي تلك الايام قد انتهت الثورة الداخلية ( الانتفاضة الشعبانية) في العراق ولم اعلم بالاحداث التي وقعت في العراق.
س: كيف كان الاستقبال في معسكر أشرف؟
ج: لقد وصلت ليلا للمعسكر ونقلت بنفس السيارات التي أتيت على متنها من الاردن وحين وصولي إلى المعسكر دخلت إلى احد المراكز الامنية واستقبلني شخصا بأسم مهدي الذي كان رئيس للحرس في تلك الليلة وقال لي اقضي ليلتك هنا حتى في اليوم التالي نعين مكان اقامتك وقضية أمسيتي حتى في الصباح تمت مناداتي للقاء مسئول القاطع رقم خمسة الذي كان يرئسها كاظم ابريشمجي الذي كان يشتهر باسم برادر ابر او كاظم وقال لي: اهلا وسهلا بك في معسكر أشرف وجيش التحرير ثم دون اي مقدمة طرحت نفس سؤالي وهو أيضاً اجابني بنفس الجواب وبعد عدة ايام تم طلبي إلى المركز وفي غرفة القيادة كانوا اشخاصا عدة بأسماء : فرهاد الفت ، مهوش سبهري ، اكبر انباز، جيلا ديهيم واكبر ابريشمجي الذي كانوا من مسئولين القاطع رقم خمسة وبعد استقبالي قالوا نحن نعلم بأمرك ولكن لحد الآن ارسلنا اثنين من ليجلبوا زوجتك للعراق و للأسف استشهدوا بواسطة القوات الحكومية الإيرانية ولكن سنرسل شخصا آخر لجلب زوجتك إلى العراق وبهذه الطريقة كانوا يؤملوني بأن المنظمة تتبابع قضيتي ولن تحتاج الاصرار وهكذا قضية شهرين اخريين في المعسكر.
س: ماذا كنت تعمل في هذه الشهرين؟
ج: لقد نقلت إلى كتبية الهاون التي كان يتزعمها علي الموسوي وجهانغير وكانوا عبارة عن ستة اشخاص وهذه المسئلة تزامنت مع الاستعراض العسكري الذي المنظمة كانت تهدف من خلاله عرض قوتها المدرعة والتي اخذت مني شهرين اخريين من التدريب للاستعراض العسكري الذي كان يحتل ما بين 12إلى 16 ساعة يوميا، وبعد مرور ما يقارب 15 يوم من الاستعراض العسكري تمت مناداتي لقيادة القاطع رقم 5 واستقبلني نفس الاشخاص حينها مهوش سبهري بدأت الكلام وقالت انت تعلم بانك خرجت من إيران منذ ستة اشهر ونحن تابعنا قضيتك بكل جدية وقد استشهد اثنان من اعضاء المنظمة لحد الآن وارسلنا الثالث لكن للاسف آتانا بأنباء غير سارة وقد تم أخبارنا بأن زوجتك فارقت الحياة عند الولادة وبالمسرحية التي اجروها امامي والتي كل واحد منهم ادى دوره فيها بصور جيده حققوا اهدافهم التالية اولاً: لم تكن هناك فائدة من خروجي من العراق وثانياً: ان هناك ديناً في عنقي قبال هذه المنظمة التي عملت كل جهدها لالتحق بزوجتي في العراق وعلى سبيل المثال قال لي كاظم بأن كافة المتواجدين في هذه الغرفة هم عوائل الشهداء وقد قتل نسائهم او اخوانهم من قبل النظام الإيراني وفي اليومين التاليين من سماعي هذا الخبر قلت لنفسي إلى اين اذهب حينما زوجتي التي كنت اعشقها فارقت الحياة وأنا بعيدا عنها اذا علي أن ابقى في العراق واخدم القضية الوطنية بكل جهد.
س: هل ابقوك في نفس القاطع وثم ماذا فعلت؟
ج: نعم في نفس القاطع لكن نقلت إلى الكتيبة المدرعة وتم دريبي اولا على سياقة وثم التصليحات المكانيكية والكهربائية وكان يعلمونا كيف نصلح مركباتنا في اصعب الحالات الممكن حدوثها.
س: متى ساورك الشك بأهداف هذه المنظمة؟
ج: لم يكن اكثر من ثلاثة اشهر لأن في هذه المدة أنا الذي كنت افكر بأن هذه المنظمة وطنية و تهدف لتحرير إيران صدمت بأنها كانت تحارب الأكراد والشيعة العراقيين.
س: في الدورات العقائدية ماهي الامور التي كنتم تتعلمونها؟
ج: اولا كانوا يسألونا هل انجزت ثورتك وهذا معناه كان بأنك انقلبت على معتقداتك وافكارك السالفة وكافة الافكار التي كانت تطرح علينا قد طرحت على القيادات الدرجة ثانية في المنظمة وبعد أن يتم قبولها فكريا من قبلهم كانت تنتقل الينا من خلال الكاسيت والافلام.
س: وماهي محتوياتها؟
ج: نفس الكلام الذي كان مسعود رجوي يتحدث عنه وعلى سبيل المثال كان هناك اجتماع يسمى باجتماع القائد الذي يعتبر من المقدسات في هذه المنظمة وكان يحضرها الجميع؟
س: ماذا تقصد من القدسية؟
ج: في هذه المنظمة رؤيت القائد تعتبر رحمه الهية واي شخص يستطيع رؤيت القائد قد اجتباه الله وقد طرح هذا الموضوع في المنظمة في سنة 1986 لأول مرة وهو الثورة النفسية لاعضاء هذه المنظمة والافكار التي كانت يطرحها رجوي لم تكن قابلة للجدال وكان على اعضاء المنظمة أن يستمعوا ويتقبلوها ولم يسمح لهم بالمعارضة وكان الهدف الاهم لهذه المنظمة هو القاء هذه الافكار في نفوس الاعضاء من خلال تكرار هذه الاقوال لمدة اشهر بواسطة السماعات المنتشرة في كافة انحاء المعسكر وفي هذا السياق هناك قول شهير لمريم رجوي : اذا كان لدينا مهلة عشرة ايام لدخول ساحة القتال علينا أن نعمل على الثورة النفسية لمدة تسعة ايام ولكن الاصل هذه التسعة ايام هي كانت للتدمير الفكري لاعضاء المنظمة لكل معتقداتهم التي كانوا يحملونها في طيات انفسهم وتغيير رؤيتهم بإتجاه الخالق والقرآن والنبي (ص) وعلى سبيل المثال كان ينقل حديثا عن المسيح (ع) : ليس مني من أحب امه وأخيه وزوجته وابناءه اكثر مني وهوعدواً لي
س: هل هذا الكلام حقا يعود للمسيح (ع)؟
ج: كان ينقله من المسيح (ع) ولم نعلم أن هذا الكلام كان يعود له اولا لأن لم يكن لن المنابع لكي نطلع عليها وثم لم يسمح لأحد مناقشة هذه الافكار واحد الافكار التي كانت تطرح هي ( لأن الانبياء ظهروا بالتسلسل اذن العمل بكلام المسيح هو احد مراحل الكمال) وفي رأيه احد الذين عبر هذه المراحل هي مريم رجوي التي كانت في الاصل تسمى مريم قجر ازدانلو وكانت زوجة مهدي ابريشمجي احد اعضاء القيادة العليا في المنظمة في سنة 1986 والتي تطلقت بأمر من مسعود رجوي وتزوجها لنفسه!
س: هل كان يراعى العدة الشرعية؟
ج: القائد يستطيع ان يحلل او يحرم ما يشاء!!!!!!!!
س: هل كان يعتبر نفسه حجة الله على الأرض؟
ج: نعم ولكن في بعض الاوقات كان يصل إلى مرحلة اله وعلى سبيل المثال ستة اشهر قبل زواجه من مريم رجوي كان يعيش معها في نفس الغرفة في مدينة اوفر سورفاس الفرنسية وهي على ذمة مهدي ابريشمجي وحتى يقال بأنها حملة منه طفلا وتم اسقاطه في فرنسا وعملية طلاق مريم رجوي من زوجها وتزويجها من القيادة في سنة 1986 كان يعتبر بداية الثورة الذايتة عند اعضاء المنظمة لان مريم رجوي حينما كشفت القيادة ومعناها تركت عائلتها والتحقت بالقائد ومسعود رجوي استدلالاً لهذه المسألة كان يقول: أن الرسول (ص) حينما كان يذهب إلى اصحابه كان زوجات اصحابه يفتحن الباب وفي احد المرات رأى زوجة احد اصحابه التي كانت بارعة الجمال وحينما رءاها قال: تبارك الله احسن الخالقين وثم المرأة بعد سماع هذه الكلمة لم تتحمل وتتطلق من زوجها في نفس الوقت تتزوج من الرسول (ص). بعد فترة قصيرة مسعود رجوي حتى ينجز الثورة المزعومة في داخل اعضاء المعسكر امر بطلاق كافة الرجال من نسائهم وثم تزوج كل هؤلاء النساء الذين كان عددهم اكثر من الف امراة واستدلال لهذا الموضوع كان يقول: بأن الاشخاص المتزوجين لم يستطيعوا ان يذيبوا أنفسهم في القيادة ودائما العائلة تشكل جزءاً من هدف العضو لهذا العائلة تعتبر مهداً وعاملاً للفساد
س: سمعت أن هناك سجون ومعتقلات في داخل المعسكر؟
ج: اولاً لابد ان نتحدث عن الثورة الشعبية العراقية في سنة 91 وانت تعلم بعد انهيار الجيش العراقي في الحرب توفرت الفرصة لانطلاق هذه الثورة وفي ذلك الوقت المنظمة التي زودت بواسطة النظام العراقي آنذاك بالدبابات التي 52 والكاتيوشا والمني كاتيوشا والبي ام بي و… وكما الكل يعلمون قوات التحالف في ذلك الوقت قصفت كافة المناطق العراقية إلا معسكر أشرف وقد شاع بأن هناك اتفاق مابين قيادة المعسكر وقوات التحالف وفي إبان الثورة الشعبية التي قام بها الاكراد في الشمال والشيعة في الجنوب قوات المنظمة كانت القوات الوحيدة التي تستطيع مواجهة هذه الثورة، لهذا قالوا لاعضاء المعسكر بأن قوات الحرس الثوري الإيراني وبعد انهيار الجيش العراقي قد دخل إلى العراق بسبعة الوية متلبسين بزي الاكراد في الشمال وبزي العربي في الجنوب للقضاء على اعضاء المعسكر واطلق اسم مرورايد على العمليات العسكرية التي واجهوا بها الثورة الشعبية في العراق لكن بعد انتهاء هذه العلمليات اعضاء المعسكر علموا بأنهم قاتلوا الاكراد والشيعة وهذا الجيش الذي كان يسمى جيش التحرير وكان يهدف لتحرير إيران بدأ بقتل العراقيين.
س: لكن كان هناك نساء واطفال ما بين الناس والكثيرين من اعضاء المنظمة ابان هذه العملية علموا بانهم لم يقاتلو قوات الحرس الثوري وهل هناك من امتنع من القتال؟
ج: نعم الكثيرين بعد ان علموا بأنهم يواجهون الاطفال والنساء والرجال العزل وعلى سبيل المثال في كردستان اتصلوا بمركز القيادة وقالوا انهم ليسوا بحرس الثوري بل انهم اناس عزل والقيادة بعد سماع هذه الخبر كانت تنادي كتيبة المدفعية وتقول لهم في هذه النقطة يتواجد الحرس الثوري ويتم قصفهم بالمدفعية وفي اليوم التالي كانوا يقولون بأنهم قتلوا بواسطة الحرس الثوري وديدن قيادة هذه المنظمة هو كان الارتزاق على الدماء ودليلا على هذا الكلام اذكر لك ثلاث حوادث مهمة واولها: في سنة 1981 اعلنت المنظمة عن بداية العمل العسكري في إيران وفي نفس الوقت مسعود رجوي وعدد من القيادات هربوا إلى فرنسا وتركوا اعضاء المنظمة يقاتلون لوحدهم في إيران وقد قضي على اكثر من 90% منهم اما بالمواجهات المسلحة مع الجنود الإيرانيين اوبواسطة الاعدام او السجن ومسعود رجوي استغل دماء هؤلاء لتقوية نظامه وتضعيف النظام الإيراني وكان يعرضهم ضحايا للنظام الإيراني في وقت الذي هو من بدأ الحرب على النظام الإيراني وكثيرين من الاعضاء القدامى في هذه المنظمة يقولون بأن زوجته السابقة أشرف ربيعي و موسى خياباني الرجل الثاني في هذه المنظمة في إيران والذان كانا يقودان الخط العسكري في هذه المنظمة تم الكشف عن مكانكهم للقوات الامنية الإيرانية حتى لا يبقى له منافسا في الحكم وهذا أيضاً كان مصير الكثيرين الذين كانوا ينوون ترك العمل المسلح من هذه المنظمة وبعد اعلانهم عن بدأ العمل المسلح بدأت المرحلة الثانية وهو ايجاد منطقة حره لنشاط المنظمة في منطقة كردستان في إيران لأنه لم يصل إلى نتيجة من العمل المسلح وكردستان آنذاك لم تكن باكملها تحت السيطرة الحكومة الإيرانية والهدف الرئيسي من الذهاب إلى كردستان كان الانتقال إلى العراق وإن كان في الظاهر كردستان هي الهدف لأن في ذلك الوقت وفي عام 1983 لم يكن احدا من اعضاء المنظمة يتقبل الذهاب إلى العراق لأن العراق كانت تعتبر عدوا لإيران وكنا في حرب مع نظام صدام وهذا بعيد كل البعد عن انتماء الوطني لهذا المنظمة وحينما انتقل اعضاء المنظمة إلى كردستان كانت المنظمة تقاد من داخل العراق وقياديين امثال كاك صالح ومهدي ابريشمجي وبعض القيادات العسكرية كانوا يتواجدون في العراق.
س: هل كان د. قاسملو القائد الاول في الحزب الوطني الديمقراطي الكردي يعمل مع مسعود رجوي؟
ج: د. قاسملوا والكثيرين من المتحدين مع هذه المنظمة الذين كانوا اعضاء في الهيئة الوطنية للتحرير في سنة 1987وبعد أن مسعود رجوي أنتقل إلى العراق وتلطخت يده بدماء الشعب الإيراني انفصلوا من الهيئة الوطنية للتحرير وكانوا يقولون وإن كنا نحارب النظام الإيراني لكن لم نتحد مع اعداء إيران وأيضاً كافة اعضاء المنظمة الذي ادركوا بأنهم ذاهبون إلى العراق ومانعوا من الذهاب تم تصفيتهم من قبل المنظمة اما بواسطة اعضاء في المنظمة وإما من طريق أخبار القوات الامنية على أماكن تواجدهم وهذه المسئلة اصبحت كالاتحاد الغير معلن من جهة واحدة ما بين المنظمة والنظام الإيراني لأن المنظمة كانت تتخلص من اعضاءها المعارضين بالكشف عن اماكنهم.
س: هل هذه المنظمة كان على علاقة مسبقة مع النظام العراقي؟
ج: نعم منذ بداية تأسيس هذه المنظمة كانت على ارتباط مع النظام العراقي وشاهدا على هذا القول في سنة 1995 في احد الاجتماعات قال مسعود رجوي بأن بداية تأسيس جيش التحرير كان في العراق لكن اعضاء المنظمة لم يكونوا مستعدين لسماع هذه المسألة ولو كان لهم الاستعداد لكنا افضل حالا من الآن.
س: من من القيادات العراقية آنذاك كان يأتي إلى المعسكر؟
ج: بعد سنة 1991 وبعد قتل الثوار العراقيين مسعود رجوي نقلا عن طارق عزيز وعدنان خيرالله طلفاح الوزير الدفاع في ذلك الوقت يقول: إن سيد الرئيس يقول لوكان لدينا فقط ثلاث طلقات اعطوا اثنان منهما للاخواننا المجاهدين في المنظمة لأنهم ساهموا في دحر الانتفاضة وخلطت دمائهم مع الدماء العراقيين وأثبتوا أن لم يكونوا افضل من العراقيين في الحفاظ على النظام العراقي لم يكونوا اقلاً منهم. بعد عام 1991 وهزيمة الانتفاضة تطورت العلاقات مابين المنظمة ونظام صدام بحيث اعطاهم الكثير من السلاح والمعدات وجعل الكثير من المعسكرات والمباني تحت تصرفهم ووصلت العلاقة بحيث حتى في الاحتفالات العائلية الخاصة بعائلة صدام وبإصرار من صدام وابناءه إما كان رجوي وزوجته من الحاضرين الخاصين او مريم رجوي لوحدها كانت تحضر هذه الاحتفالات والمجالس العائلية.
س: كم عدد المقرات التي كان تملتلكها المنظمة؟
ج: هناك كثير من المقرات وعلى سبيل المثال كان لهم مقرات في الكوت وجلولاء والخالص واطراف ابوغريب بإسم باقرزادة وبغداد والكثير من المناطق الاخرى التي ليس لدي العلم عن اماكنها.
س: لنعود إلى داخل معسكر أشرف ولدي سؤال يراودني وهو اطلعت بأن النساء المتواجدات في داخل المعسكر تزوجن وتطلقن لعشرات المرات وهل هذا الامر له شيء من الصحة؟
ج: أن استخدام المرأة في هذه المنظمة يعود لزمن حكومة الشاه في إيران ومنذ ذلك الوقت النساء كان يتطلقن ويتزوجن بامر من القيادة ولكن هذه المسئلة في معسكر أشرف تطورت تطورا مخيفا وعلى سبيل المثال حينما كان يقتل ازواج او زوجات بعض الاعضاء كانوا يتزوجون بأمر من القيادة وكانت هذه المسألة تتكرر لعدة مرات.
س : ما هو موضوع الانشقاقات التي حدثت في صفوف المنظمة بعد عام سنة 1991؟
ج: بعد دحر الانتفاضة الشعبانية انشق المئات من هذه المنظمة وفي سنة 1994 المنظمة سجنت 500 شخص من اعضاءها في السجون التي كانت داخل المعسكر خوفا من انشقاقهم وتاثيرهم على الآخرين ولكل هؤلاء وجهة تهمة التجسس للنظام الإيراني والسعي لقتل القائد وهذه التهمة كانت تتكرر لمرات عدة بحيث اجبروا الجميع بالاعتراف على انهم عملاء للنظام الإيراني وعترفوا قصرا بأنهم قاموا بقتل وتعذيب واغتصاب النساء في السجون الإيرانية وأنا كنت احد هؤلاء السجناء الذين اجبرت على هذا النوع من الاعتراف.
س: هل كان يمارسون التعذيب مع السجناء؟
ج: نعم ولكن قبل كل شيء علي القول بأن قيادة المنظمة بعد أن واجهة الانشقاقات الواسعة قسموا مخالفيهم إلى ثلاثة اقسام:
اولا: الذين انشقوا فعلاً من المنظمة
ثانيا: الذين ينوون الانشقاق
ثالثا: الاشخاص الذين سينشقون بعد مشاهدتهم انشقاق المجموعة الاولى
والقيادة قامت بفصلهم من باقي اعضاء المعسكر في السجون حفاظا على تماسك الباقيين وعدم انشقاقهم من المنظمة واما حول القتل والتعذيب في السجون استشهد فحادثين مختلفين واولهما هواحد السجناء في زنزانتي باسم برويز احمدي الذي بعد تعذيبه اعادوه إلى الزنزانه ولم نستطيع التعرف عليه من شدة التعذيب وقد كسر ساقيه ويده واصابعه واضلعه نتيجة النزيف الداخلي كانت متورمة ويرتعش بشدة والدم متيبس في حلقه بحيث لم يستطيع التنفس بسهولة لهذا طلبنا من السجان ان يعطينا القليل من الماء الدافء وحتى لم يقبلوا اعطاءنا الماء وقالوا اتركوه وبعد مرور ساعة من الوقت فارق الحياة في حضني وامام عيني وبعد أن اخبرناهم بأن برويز فارق الحيات دخلوا الزنزانة وتأكدوا من فوته وثم اخرجوه من الزنزانة والشخص الثاني الذي رأيت قتله هو قربانعلي ترابي الذي بعد التعذيب ادخلوا جثتة الميتة إلى الزنزانة وهناك اشخاص أيضاً قتلوا بطريقة مثيرة للشك ومنهم علي خوشحال والياس كرمي وأعلنت القيادة بأنهم قتلوا نتيجة اصابة خاطئة وهذه هي قصة حياتي التي رويتها لك.
س: هل كان هناك احكاما كالجلد تعرض في الملأ؟
ج: كان هناك احكاما اسوأ من الجلد لأن كما تعلم الجلد له فترة محدودة وينتهي لكن كانت احد العقوبات الهامة في المعسكر هي ان يضعوا الشخص المعارض او الشخص الذي يطرح سؤالا استفهاميا على القيادة في وسط قاعة او غرفة كبيرة او في الساحة ويجتمعون 50-60 شخص حوله ويسبونه ويسبونه عرضه وهذه العملية في بعض الاحيان كانت تصل إلى ايام عدة حتى الشخص الجالس في الوسط يعلن تبرأه من السؤال الذي طرحه.
س: هل كان للمنظمة نشاطات في دول أخرى؟
ج: في كندا وفرنسا وتركيا وباكستان وفي معظم الدول الاروبية وأيضاً امريكا كان لها نشاط كبير والان معظم نشاطها يرتكز في فرنسا في مدينة اوفر سوراس.
س: انت تعلم ان البلدان الغربية وبالأخص امريكا هم من مدعين حقوق البشر في العالم اذن كيف يسمحون بنشاط هذه المنظمة على اراضيهم؟
ج: نعم انه سؤال جيد لكن لا ننسى اننا تحدثنا عن احد اوجه هذه المنظمة والوجه الاخر لهذه المنظمة هي منظمة انسانية تداعي بحقوق البشر في الدول الغربية.
س: اطلعت بأن أمين مدينة اوفرسوراس والكثيرين من القيادات الامنية في هذه المدينة تم شراء ذممهم من قبل اعضاء المنظمة؟
ج: نعم صحيح ولاننسى ان هذه المنظمة تعمل على تمشية امورها في الدول الاوربية من خلال صرف المبالغ الطائلة.
س: من يمولهم بهذه الأموال؟
ج: سابقا كان صدام يمولهم بمئات ملائين الدولارات وأيضاً هذه المنظمة استثمرت هذه الأموال في الشركات الأوربية وأيضاً لها تمويل من الدول التي لها هدف مشترك معها كإسرائيل وأمريكا وبعض الدول العربية وانت تعلم ان هذه المنظمة هي منظمة امنية وليست سياسية وقادرة على تغيير وجهها في كل الاحوال.
س: هل سافر مسعود رجوي إلى السعودية؟
ج: نعم في عام 1988 ذهب مسعود رجوي إلى السعودي وحينما كنا في المعسكر شاهدنا الفيلم المصور من هذا السفرة وكان مسعود رجوي يقول كان سفرا مثمرا لنا وحصلنا على مساعدات مادية كبيرة.
( لنعود إلى مسألة فرارك من المعسكر)
س: كيف هربت؟
ج: بعد ان خرجت من السجن أنا وباقي المفرج عنهم وبأمر من مسعود رجوي حضرنا في أجتماع يسمى الحوض وقد اقتبس هذا الاسم من اسم حوض الكوثر وكافة المصلطحات التي كان يستخدمها رجوي كان فيها نوع من الحيلة وكان هذا الاجتماع عبارة الجلوس على الارض بصورة نصف دائرية تحت اقدام رجوي وهو بدوره كان يقعد في الاعلى وكانوا يقولون أن كافة الذين يريدون تطهير ارواحهم من رجس الشك بمبادء المنظمة عليهم الجلوس تحت ارجل القائد حتى يتم تطهيرهم بواسطته، وفي هذا الاجتماع قال رجوي لا تطلبوا مني أن اخرجكم من هنا وعلى كل الذين ينوون الخروج من المعسكر ان يخرج بنفسه وهنا كشفنا لماذا ادخلونا العراق دون اي مستسكات رسمية لأن لو خرجنا من المعسكر كنا سنقع تحت سطوة القوات العراقية وحسب القوانين العراقية كل من يدخل العراق دون وثيقة رسمية عليه أن يذهب لمدة ثماني سنوات لسجن ابوغريب وانا شخصيا ابلغوني بأن رجوي يقول إما تصبح الرجل المخلص للمنظمة وللقائد واما سنسلمك للقوات العراقية.
( بين قوسين اريد اسألك سؤالك طرأ علي وهو )
س: هل في الاجتماعات كان احد يعترض على رجوي؟
ج: اولا وضعيت الاجتماع لم تسمح لاحد ان يعترض على رجوي
( لا اقصد عن السماح او غيره اقصد هل هناك احدا اعترض على رجوي)
اولا اذا كان احد يريد الاعتراض كانت مجموعة تهتف ضده ويتهمونه بالخيانة للقائد ولم يسمحوا له بالكلام وثانيا لم يتجرأ احد على السؤال او الاعتراض ومن مسائل الهامة أن تعلم ان مسعود رجوي كان رجل ضعيف المنطق ولم يستطيع النقاش الفردي من الآخرين.
وبعد هذا الاجتماع قررت الهروب من المعسكر لكن لم يكن لدي الحافز القوي للهروب من هناك.
س: كيف كانت التعزيزات الامنية في المعسكر وهل كانوا يراقبونكم بالكاميرات؟
ج: اولا المعسكر كان فيه الكثير من نقاط الحراسة وثانياً من القواعد الامنية المتبعة في المعسكر هي منع الاتصال بالاخرين يعني يمنع ان تتصل بالمقر او الكتيبة او القسم المجاور لك ولم يسمح لك الحوار مع اي شخص حتى لوتعمل مع ذلك الشخص لساعات وايام لاكثر من دقيقتين وفي حال تجاوز هذه المدة يتعرض الشخص للمسائلة وكل التعزيزات الامنية كانت قريبة من الاشخاص اما عن الكاميرات لابد من القول هذا المعسكر بسبب كثرة نقاط الحراسة لن يحتاج إلى الكاميرات وفقط في المقر الخاص لمسعود رجوي كانت تستعمل الكاميرات الامنية.
لنكمل رواية هروبك من المعسكر…
في عام 2000 التي تزامنت مع الانتخابات في إيران ارادت المنظمة ان تقوم ببعض الاعمال العسكرية في داخل إيران لهذا ارادوا ان يؤمنوا بعض البيوت بواسطة عوائل اعضاء المنظمة لهذا لأول ولأخير مرة سمحوا لنا بالاتصال الهاتفي ولهذا الغرض نقلونا إلى بغداد وانا أيضاً كنت جزءا من هؤالاء الاشخاص لهذا اتصلت باحد اقربائي لاطرح عليه الموضوع وبعد أن تعرفت عليه وعرفت نفسي قال انت تكذب اخبرونا (المنظمة) عباس قتل على الحدود حين خروجه من إيران منذ عشرة سنوات قلت له لم امت انه انا عباس واعطيته الكثير من المواصفات التي تساعده بالتعرف علي ثم قال اذا انت عباس اذا اصبر حتى اطلب زوجتك لتتكلم معها قلت له وهل هي على قيد الحياة فأجابني كيف انت عباس ولم تعلم ان زوجتك على قيد الحياة وابنتك في التاسعة من عمرها قلت له ساتصل بعد نصف ساعة.
س: اولا هل كانت مكالمتك تسجل وثانيا الم تعلم المنظمة بما قالت لك منذ عشرة سنوات عن وفات زوجتك؟
ج: نعم كانت المكالمة تسجل وتسمع من قبل مراقبين في نفس الوقت ولكن عن سؤالك التالي لابد ان اقول ان المراقبين علي في ذلك الوقت لم يعلموا بما قالوا لي المسؤولين منذ عشرة سنوات لهذا لم يتبين لهم الأمر.
بعد نصف ساعة اتصلت هاتفيا بإيران رد علي صوتا: هل انت عباس عرفت صوتها وعرفت صوتي كانت زوجتي الحبيبة التي قالوا لي إنها ميتة منذ عشرة سنوات وبسماع هذا الصوت تحطم كل ما تبقى من معتقدات التي زرعت بوساطة رجوي ومنظومته المخيفة في اعماقي تحطمة كافة الاسوار والحواجز الفكرية ( ثم انقطعت سلسلة كلامه تحت وطئة البكاء الذي كان يخبرني عن الالم والحرقة التي يحملها في قلبه ) قالت لي عباس ابنتنا عمرها 9 سنوات الم تريد ان تتكلم معها قلت لها اريد وحينما سمعت صوت طفلة من خلف الهاتف تقول الو بابا اكتشفت لماذا مسعود رجوي يكره العوائل لأن العوائل هي التي تبطل سحره الساحر وحب الزوجة والطفل هي التي تحطم كافة المعتقدات التي ينادي بها وليس من الغريب ان رجوي يقول ( أن العائلة هي مصدر الفساد) نعم العائلة كانت هي مصدر فسادا لأفكار رجوي وكانت تفسد معتقدات رجوي.
لم اعلم كيف اتكلم مع ابنتي حينما سمعت صوتها لأنني لم اتعلم ولم امارس الأبوة بحقها ولم اعلم بوجودها قبل دقائق قليلة وبذلت جهدا كبيرا حتى لا اتكلم بطريقة تتسبب قطع الخط واثارة الشكوك من حولي وهذا كان الاتصال الاول والاخير لأعضاء هذا المعكسر مع العالم الخارجي.
بعد ثلاثة اشهر من هذا الاتصال وبالتخطيط الدقيق استطعت الهروب من هذا المعسكر ومن هناك ذهبت إلى كردستان العراق ومن هناك ذهبت إلى تركيا وثم المانيا وبعد دخولي لامانيا بأشهر قليلة استطعت ان التقي بزوجتي وأبنتي ومنذ عام 2004 اعيش معهم في المانيا.
س: لماذا أنت الآن في العراق وبعيداً الآف الأميال عن بيتك؟
ج: اتيت لانقل هذه التجربة لأن الحصارات المادية ذهبت من دون رجعة بسقوط صدام ومن المهم ان نعلم ان ليست الحصارات المادية هي التي حبست ساكنين هذا المعسكر في الداخل بل الحصارات الفكرية هي السجان لاعضاء هذا المعسكر وحب العائلة والناس هوالوحيد الذي يستطيع هدم هذا الحصار الفكري.
( اشكرك على منحي هذه المساحة الزمنية وأتمنى لك حياتا سعيدة مع زوجتك وابنتك)
انتهى اللقاء – أجرى اللقاء محمد سعد