ما هي التوظيفات والتوليفات الأمريكية المستحدثة، لما تسمى بمنظمة مجاهدي خلق الإيرانية؟ وما هي آليات حل أزمة عناصرها، في معسكر أشرف في العراق المحتل؟ فهل تتموضع الرؤية الأمريكية، في عمليات توزيع عناصر هذه المنظمة على الساحات السياسية الحليفة، لواشنطن في المنطقة؟
وفي حالة أنّها كانت كذلك، من سيتولى نقل العناصر؟ ما هو الدور الجديد لهذه العناصر، والتي تتهمها العاصمة الأمريكية واشنطن دي سي بالإرهاب، وتضعها ضمن قائمة الحركات الإرهابية؟ هل سيكون لجلّ عناصر ما تسمى بمنظمة مجاهدي خلق، أدوار في فعاليات العمليات السريّة بالوكالة، عن الولايات المتحدة الأمريكية، وبعض أطراف اقليمية وعربية، إزاء الحدث السوري الاحتجاجي، وإزاء جل الساحة الإيرانية والعراقية بعد ما سمّي بالخروج من الأخيرة؟ هل ستكون السعودية والباكستان والأذربيجان والدوحة – درة الغرب، ساحات احتواء وتوظيفات وتوليفات، وإعادة شحن وتصدير لهذه العناصر من جديد؟.
ما تسمى بمنظمة مجاهدي خلق الإيرانية، أمريكيّاً هي منظمة إرهابية بامتياز، لكن السؤال الذي يحفّز العقل على التفكير، في جل هذا الاعتبار الأمريكي المعلن، يتيح ويقود إلى تساؤل جوهري، يتيح الوصول إلى الغير معلن في الرؤية الأمريكية لجهة منظمة خلق الإيرانية وهو: لماذا سعت وتسعى أمريكا باستمرار، الى الحفاظ على أمن واستقرار وسلامة عناصر هذه المنظمة؟ لماذا تطورت وتزايدت وتائثر التعاون المطلق، بين وكالات مجتمع المخابرات الأمريكية المختلفة، وعناصر ما تسمى بمنظمة مجاهدي خلق الإيرانية؟ ماذا عن العمليات الآنفة التي نفذتها، بنجاح عناصر هذه الجماعة الإرهابية، في الساحة الإيرانية والساحة العراقية؟ لماذا تسعى واشنطن إلى توزيع عناصر هذه الجماعة، للمناطق الجغرافية المتاخمة لإيران مثلاً، ان لجهة الجغرافية الأذرية – باكو، وان لجهة الجغرافية الباكستانية – إسلام أباد، وان لجهة السعودية وقطر، المطلتان على إيران عبر مياه الخليج؟ هل تنجح المحاولات الأمريكية، في توزيع جزء من عناصر هذه المنظمة، لجهة المنطقة المتاخمة لسوريا، ان لجهة جنوب سوريا – منطقة الحدود الأردنية السورية، وان لجهة شمال سوريا – منطقة الحدود التركية السورية؟.
في المعلومات، الأردن رفض ويرفض وبشكل قاطع، استقبال أي عنصر من عناصر هذه المنظمة، وعلى الأغلب اليقين، لن يكرّر تجربة بدايات عقد التسعينيات من القرن الماضي، كون ذلك من شأنه أن يؤثّر، على مجمل ما يبذل من جهود لتطوير العلاقات الشاملة، على خط عمّان – طهران، والأتراك ما زالوا يدرسون استقبال جزء منهم، في المناطق التركية المتاخمة لشمال سوريا، لتوظيفات لاحقة لهم، خاصة بعد فشل زيارة احمد داود أوغلوا لطهران، في جزء منها، لجهة أزمة الحدث الأحتجاجي السوري، ولجهة الأزمة السياسية العراقية الراهنة، في حين قد تستضيف أنقرة مفاوضات ايرانية، مع مجموعة 5+ 1 لجهة ملفها النووي، من جهة أخرى لا توجد معلومات مؤكدة، تشير لقبول الدولة اللبنانية، على استضافة جزء من هذه العناصر – عناصر ما تسمى بمنظمة مجاهدي خلق الإيرانية، واستقبالها في الشمال اللبناني على وجه التحديد؟.
* وتتحدث المعلومات، أنّ هناك حرب باردة طاحنة، بين شبكات المخابرات الإسرائيلية من جهة، وشبكات ووكالات المخابرات الأمريكية من جهة أخرى، والمنضوية ضمن مجمّع الأستخبارات، إزاء الملفين السوري والإيراني، رغم نقاط التوافقات والتساوقات الكثيرة بينهم، والمعلنة للجميع.
* وتقول معلومات الخبراء وتؤكد، الحرب الباردة بين المخابرات العبرية والمخابرات الأمريكية، من الصعب التكهن بنتائجه، وذلك بسبب الروابط السياسية الوثيقة، بين النخب السياسية الأسرائيلية، والنخب السياسية الأمريكية، ورغم محاولات مستميتة للكيان العبري سابقاً وحالي، بالقيام بعملية تغلغل شاملة داخل أجهزة المخابرات الأمريكية، من أجل بناء: لوبي إسرائيلي استخباري نوعي، داخل مفاصل أجهزة المخابرات الأمريكية، لكنها لم تستطع حتّى اللحظة، تحقيق هذا الهدف الفوق استراتيجي، كما تقول وتؤكد معلومات الخبراء الأستخباريين الأمميين، الأمر الذي دفع شبكات المخابرات العبرية، وعلى رأسها الموساد العبري، إلى اللجوء لاستخدام عناصر بشرية موثوقة، من الأيباك، والمعهد اليهودي لشؤون الأمن القومي، لمنافسة شبكات مخابرات العاصمة الأمريكية واشنطن دي سي، على إحدى أدواتها في الداخل الإيراني، وأقصد منظمة مجاهدي خلق الإيرانية، أو "المنافقون" وحسب التسمية الإيرانية الرسمية، وكذلك منظمة جند الله الإيرانية.
* الولايات المتحدة الأمريكية والقوى الغربية، تعمل بقوّة على نشر الفتن، وإحداث صراع إيراني – إيراني داخلي وتعميقه، وتدفع بعض الأدوات الغربية والأمريكية، في الداخل الإيراني، على رفع شعارات معادية للنسق بشكل عام، ولثوابت نسق الثورة الإسلامية الإيرانية بشكل خاص، والعمل على الإطاحة بنسق الثورة الإسلامية، واستبداله بنظام علماني – ليبرالي، على غرار الأنظمة الرأسمالية الغربية.
* وفي ظني وتقديري أعتقد، أنّ القوى السياسية الإيرانية المعارضة، تمتاز بالضعف لاعتمادها على الدعم الأمريكي، بالإضافة إلى عدم تمتعها بالدعم والسند الشعبي الداخلي، الأمر الذي قاد وجعل من هذه القوى، مجرد حركات موجودة في الخارج، وبعض العواصم الأجنبية، ولو حاولنا استقراء ملامح خارطة طريق الصراع الإيراني – الإيراني، الذي تعمل على إنتاجه وتسويقه واشنطن، وعبر شبكات مخابراتها وأدواته، ان لجهة الداخل الإيراني، وان لجهة الخارج الإيراني، لوجدنا أنّ الحركات الإيرانية الدينية، ظلّت أكثر ميلاً للعمل داخل وضمن، ثوابت نسق الثورة الإسلامية الإيرانية، أمّا الحركات العلمانية اليسارية، والليبرالية، والقومية الاجتماعية، عملياً خارج دائرة الصراع والتنافس، فهي موجودة شكليّاً ولا تتمتع بأي وجود عملي ميداني وحقيقي، وبرغم ذلك، ستبقى هذه الحركات مصدراً للخطر على النسق الإيراني الثيوقراطي، إذا ما تحول التيار الإصلاحي، باتجاه الانضمام والتحالف معها.
أولاً: منظمة مجاهدي خلق الإيرانية – الأداة الأولى للسي أي ايه:-
* وأحسب، أنّ القوّات الأمريكية الأحتلالية للعراق، والتي تم إعادة هندرة بقائها هناك، ووكالة المخابرات المركزية الأمريكية، خاصةً مع رئاسة ديفيد بترايوس له، سوف تستمر بالاستعانة بعناصر زمرة منظمة خلق، لشن العمليات السريّة ضد إيران.
* وتقول المعلومات، أنّه وبعد الاحتلال الأمريكي للعراق، قامت واشنطن وعبر وكالة مخابراتها المركزية، والبنتاغون، وبالتنسيق مع قيادة القوات الأمريكية الموجودة في العراق المحتل، بتجميع عناصر حركة مجاهدي خلق، وعلى قرب من الحدود العراقية – الإيرانية، وضمن معسكرين اثنين، وتبع ذلك، قيام هذه الجماعة، بالعديد من العمليات السريّة والأستخبارية المشتركة، مع عناصر وكالة الأستخبارات المركزية الأمريكية، والموساد الإسرائيلي، والقوّات الخاصة الأمريكية، داخل الأراضي الإيرانية.
* وصار واضحاً للعيان، أنّ حركة مجاهدي خلق الإيرانية، تخلّت عن عدائها للغرب، ما بعد سقوط الاتحاد السوفيتي، وانخرطت وبشكل عميق في تحالف مع الإدارات الأمريكية، ومضت قدماً في تحالفاتها الغربية، وخاصةً مع المخابرات الفرنسية، والبريطانية (الأم أي *** )، والكندية، والألمانية، على النحو الذي أدّى إلى انخراطها في تحالفات، مع كل من يعادي النظام الإيراني، وفي نهاية المطاف، وجدت هذه الزمرة نفسها( منظمة خلق)، واقعة في أحضان وكالة المخابرات المركزية الأمريكية، تمارس الجنس الجماعي الأمني معه، ومع جهاز الموساد الإسرائيلي، ومنظمات اللوبي الإسرائيلي:- مثل الأيباك، والمعهد اليهودي لشؤون الأمن القومي، ولجان الكونغرس الأمريكي، ومنتديات ومراكز دراسات، ومنظمات جماعة المحافظين الجدد الحربائيين الأفعوانيين.
* فعلاقات منظمة مجاهدي خلق، بجهاز الموساد الإسرائيلي، ذات بعد زمني طويل، فهناك شبكة استخبارية تابعة للموساد، تعمل داخل ايران والعراق، وتتكون عناصرها وبشكل حصري، من منظمة خلق الإيرانية بزعامة مريم رجوي، وتقوم هذه الشبكة، والتي تتكون من شبكة جواسيس عنقودية، بحيث لا يعرف الجاسوس، زميله في ذات الشبكة، بتجميع المعلومات الأستخبارية الفائقة الحساسية، داخل إيران والعراق مع، عن الأوضاع الاقتصادية، والسياسية، والاجتماعية، والعسكرية، والتكنولوجية الأمنية، وتقديمها للموساد الإسرائيلي، وعبر محطة الموساد الموجودة، في مدينة الدهوك، حيث يستأجر الموساد، مبنى تابع لأحد الفنادق، التي يملكها الزعيم الكردي البرازاني مسعود ابن مصطفى.
* وتقول المعلومات، أنّ شبكات المخابرات الإسرائيلية، وخاصةً الموساد، وحدة أمان، الشين بيت، الشاباك، تقوم وتسهر، على تدريب عناصر مجاهدي خلق، من الجنسين، في مجالات:- الاغتيالات السياسية التي تستهدف الزعماء الإيرانيين، بما فيهم العلماء أيضاً، عمليات تخريب البنى التحتية، والتي تستهدف الجسور والمرافق الإستراتيجية الإيرانية، كمحطات توليد الكهرباء، خزّانات الوقود، مراكز الاتصالات، شن عمليات الحرب النفسية، مستهدفةً زعزعة الشارع الإيراني، لتتيح تفتيت تماسك الجبهة الداخلية الإيرانية، تخريب الاقتصاد الإيراني، عبر نشر أوراق العملات المزورة، تخريب المزروعات، وحرق مخزونات الحبوب، والأغذية الإستراتيجية، والعمل على تجميع الحركات الإيرانية المعارضة، وتقديم الدعم المالي والعسكري واللوجستي والتدريبي له، بشكل سري، وبدون اطلاعها على حقيقة، أنّ هذا الدعم مصدره إسرائيل، بث وزراعة أجهزة التجسس الالكترونية، المرتبطة بالأقمار التجسسية الصناعية، وذلك لمساعدة تل أبيب والبنتاغون، ووكالة المخابرات المركزية الأمريكية، على تحديد أماكن ومواقع، وإحداثيات هذه المرافق الأنف ذكره، ليصار إلى ضربه، وخاصةً المنشآت النووية، والعسكرية، والأمنية المخابراتية، التابعة لمؤسسة الحرس الثوري الإيراني.
* اذاً:- انّ مستقبل العلاقات التكتيكية والإستراتيجية، بين منظمة مجاهدي خلق الإيرانية، والإدارة الأمريكية أي إدارة كانت، صار يمر عبر قناة الموساد، وهذه العلاقة سوف تطول وتتطور، فلا النسق الثيوقراطي الإيراني، سوف يسقط بواسطة مجاهدي خلق تحديدا أو غيره، ولا العاصمة الأمريكية واشنطن دي سي، أو العاصمة العبرية تل أبيب، بقادرتين على تفادي الخسائر الهائلة، والعواقب الوخيمة، على ارتكاب حماقة، ان تجرأتا على ضرب إيران، وما على عناصر هذه الزمرة، زمرة مريم رجوي، إلا الاستمرار في تقديم المعلومات الأستخبارية للموساد، كشرط أساسي وضروري، لحصولهم على الطعام والكساء من أمريكا.
ثانياً: جماعة جند الله الإيرانية- الأداة الثانية للسي أي ايه:-
* وتمتاز جماعة جند الله الإيرانية، بتحركاتها العابرة للحدود الإيرانية الباكستانية(منطقة بلوشيستان الباكستانية، ومنطقة بلوشيستان الإيرانية)، والحدود الإيرانية الأفغانية(منطقة بلوشيستان الأفغانية، وبلوشيستان الإيرانية)، والحدود الأفغانية الباكستانية ( منطقة بلوشيستان الباكستانية، ومنطقة بلوشيستان الأفغانية).
* وتذهب معلومات المخابرات الدولية والأقليمية، الناشطة والراصدة في منطقة الشرق الأوسط، أنّ هذا التنظيم السلفي السنيّ المتشدد، يتلقى دعماً مادياً كبيراً من بعض الجمعيات، والتنظيمات التطوعية الدينية السلفية الوهّابية، وخاصةً من المنظمات الخليجية المختلفة، والمنظمات الباكستانية المرتبطة به.
* كما تتحدث تقارير استخبارية خاصة، أنّ إدارة الرئيس باراك أوباما، تعمل على استراتيجية تقويض استقرار الأمن الداخلي الإيراني، وذلك عبر مخططات تم وضعه، وفق سياقات عمل ميدانية جديدة، لعمل المجمّع الفدرالي الأمني الأميركي، الذي يرأسه الآن الجنرال جيمس كلابر، حيث تنظر الولايات المتحدة الأميركية وإسرائيل إلى جماعة جند الله الإيرانية، كأداة رئيسية متقدمة، وورقة ضغط فاعلة، لتنفيذ إستراتيجية محور واشنطن – تل أبيب، هذا وقد توافقت وتساوقت المخابرات البريطانية، وبعض أجهزة مخابرات دول الاتحاد الأوروبي، مع رؤى إدارة الرئيس أوباما، وفق منظور ومنهج إستراتيجية التدرج، في تنفيذ إستراتيجية تقويض استقرار الأمن الداخلي الإيراني، مع الرهان على الطبقة الوسطى، في المجتمع الإيراني بشكل عام، لأحداث التغيير المطلوب، حيث للطبقة الوسطى في إيران آفاق سياسية خلاّقة.
* وهناك سعياً محموم، لأجهزة مخابراتية دولية وإقليمية، لجهة دعم هذا التنظيم الإيراني سالف الذكر، حيث السي أي ايه يقع عليها العبء الرئيس في دعم هذه الجماعة، سواءً عبر الأراضي الباكستانية، أو الأراضي الأفغانية، أو عبر محطات المخابرات الأميركية، في مناطق جنوب أسيا ( الباكستان – أفغانستان – الهند)، أو في أسيا الوسطى ( أوزبكستان – قيرغيزستان )، وفي منطقة الخليج ( سلطنة عمان – دبي ، العراق ،…الخ )، وحتّى المخابرات الهندية – كما تؤكد المعلومات –، متورطة في دعم تنظيم جند الله الإيراني، طالما أنّ المخابرات الهندية، ترتبط بالمزيد من الروابط وعلاقات التعاون، والتفاهمات المتبادلة مع المخابرات الأميركية والمخابرات الإسرائيلية، كل ذلك من أجل تفعيل وتحفيز وتأطير، برامج ودعم قدرات تنظيم جند الله، والعمل على استنساخات تنظيمية أخرى، من تنظيم جند الله الإيراني السنيّ، وإشراك أطراف شيعية عربية وإيرانية فيه، ليصار إلى جعله تنظيماً إقليمي، ذو أدوات شعبوية في الداخل الإيراني، وخاصة من الطبقة الوسطى المثقفة، في المجتمع الإيراني والدولة الإيرانية.
* كما تتحدث المعلومات المخابراتية، أنّه تم إنشاء وحدة استطلاعات استخبارية في هذا التنظيم، تعمل في الداخل الإيراني، حيث تم رفدها بالموارد البشرية، الخبيرة في الأستخبارات وعمله، والتي لها صلات مع المافيا الدولية، كما تم دعمها بأجهزة ومعدات تجسسية، عالية الدقة والعمل مربوطة بالأقمار الصناعية التجسسية الأميركية، والتي تعمل فوق إيران وفوق جزيرة العرب – ويلي على جزيرة العرب –، ومربوطة أيضاً بآخر قمر تجسسي عبري – إسرائيلي، تم إطلاقه العام الماضي من "إسرائيل"، حيث هذا الربط يكون بشيفرات تجسسية محددة يصعب اكتشافها وبالتالي فكها.
* من ناحية أخرى، تقوم شبكات المخابرات الإسرائيلية ( وحدة آمان – الموساد – الشاباك – مخابرات وزارة الخارجية، والوحدات الفرعية الأخرى)، إلى تقديم الدعم المطلوب واللازم منها إلى جماعة جند الله، حيث كانت في البداية عبر غطاء المخابرات الأميركية، ثم سعت وبشكل مستقل الى بناء المزيد من الروابط، وعرى التعاون والتنسيق الأمني الحثيث المباشر، مع زعيم التنظيم الذي أعدم، والآن تقول المعلومات الأستخبارية ذات المصداقية، أنّ مجتمع المخابرات الإسرائيلية وعبر جهاز الموساد، يعمل على تعزيز الروابط السابقة وبناء الجديد المباشر منه، مع مجاميع بشرية من عائلة ريفي الإيرانية، من أجل إعادة بناء التنظيم وفق أسس عمليات مخابراتية متطورة، مع تعميق و"حدثنة" في عقيدة بنائه وعمله، مع دعم وتفعيل وحدة الاستطلاعات المخابراتية، التي تم إنشاؤها داخل هياكل هذا التنظيم السلفي المتشدد، لجعله يعمل وفق أجندات محور واشنطن – تل أبيب في المنطقة، وخاصةً لجهة الداخل الإيراني المتماسك حتّى اللحظة.
* ومن أهداف دعم منظمة جند الله أيضاً، ضرب حركة التجارة الإيرانية مع الباكستان، عبر بحر العرب، ومن أجل أن تكون هذه المنظمة الإرهابية بمثابة، قاعدة عسكرية – مخابراتية متقدمة، ذات أدوات شعبوية عميقة، لأي قوى عسكرية خارجية، في حال استهداف إيران الدولة الإسلامية الجارة، بسبب تداعيات برنامجها النووي، ودورها الاستراتيجي، ومجالها الحيوي وصراعها مع الولايات المتحدة الأميركية والغرب، على أسيا الوسطى – القوقاز الجنوبي.
*وتؤكد المعلومات المرصودة، أنّ شبكات الأستخبار الخاصة، بمحور واشنطن – تل أبيب، والتي تستهدف الجميع، وعلى رأسهم إيران، تنهج نهجاً مختلف، في خلق واستخدام العملاء والجواسيس، من خلال ما يعرف بعلم الأستخبار، بالشبكات العنقودية، لمزيد من السريّة المطلقة، وللحفاظ على العناصر البشرية المستخدمة، التي تم تأهيلها كأدوات استخبارية ثمينة، بحيث لا يعرف أي عنصر في هذه الشبكات العنقودية، أي زميل ( جاسوس) آخر له في ذات الشبكة، وتكوينها البشري الأستخباري.
* وتذهب ذات المعلومات، أنّ جهاز المخابرات الإيراني، والذي يمتاز بالحس الأستخباري العالي التقني، استطاع تفكيك إحدى الشبكات العنقودية الأستخبارية، العاملة في الداخل الإيراني، والتي تملك قاعدة بيانات ومعلومات DATA، من شأنها التأثير على الأمن القومي الإيراني، وهذه الشبكة العنقودية الأنف ذكره، تابعة لمحور الخراب في المنطقة، المحور العبري – الأمريكي، حيث تم كشف من يقف وراء اغتيال العلماء الإيرانيين المسلمين.
* كما تتحدث المعلومات، أنّ ما فعلته المخابرات الإيرانية، كان بمثابة الصدمة التي لم تستوعبه، أجهزة المخابرات الأمريكية والإسرائيلية، حيث تم كشف إحدى الشبكات الذهبية الأستخبارية العنقودية، العاملة في الداخل الإيراني، والتي يصعب اكتشافه، مما قوّض عمل شبكات الأستخبار الأخرى – الساكنة – التي لم تكشف بعد، لجهة الداخل الإيراني، ولجهة الخارج الإيراني، وتحديداً دول الجوار الإيراني الإقليمي.
* وتشير المعلومات، أنّ المخابرات الإيرانية، وعبر عمليات استخبارية داخلية دقيقة، وخارجية تعاونية، ذات تنسيق أمني صادق وعميق، مع جهاز مخابرات إقليمي، استطاعت كشفها – أي تلك الشبكة – وما تحوزه من معلومات وأجهزة تجسس، ذات تقنيات عالية مربوطة، بالأقمار الصناعية التجسسية والتي تزخر بها سماء إيران، والشرق الأوسط.
* وتشي المعلومات المنشورة في وسائل الميديا الدولية، والتي لها علاقات خفية وعلنية، مع أجهزة مخابرات تعمل مع محور واشنطن – تل أبيب، أنّ الموساد وبالتنسيق مع أجهزة C.I.A – F.B.I – M.I.6، استغلوا بعض الدول الأوروبية وغير الأوروبية، وبعض دول الجوار الإيراني – الأقليمي، واستغلوا ساحة اقليم كردستان العراق أيض، في النفاذ للداخل الإيراني، وتنفيذ مسلسل اغتيالات، العلماء الإيرانيين المسلمين مؤخراً.
* وهناك معلومات، مخابرات شبه مؤكدة تقول: بأنّ طهران وبعد انتهاء مناوراتها الحالية، والى حين إجراء المناورات القادمة في مضيق هرمز بعد شهر من الآن، قرّرت ونتيجة للأستهداف الأمريكي – الأسرائيلي لأمنها القومي، وعبر ملف الحدث السوري، سترسل بعض قطع البحرية الحربية الإيرانية، الى المياه الدولية في البحر الأحمر، والمرور عبر قناة السويس، من أجل التمركز والتموضع في المناطق البحرية، المطلة على شواطئ شرق البحر الأبيض المتوسط، وهذا من شأنه أن جعل الدولة العبرية، وعلى المستوى السياسي والأستخباري – الأمني والعسكري، تقف على قدم وساق، فهو أمر ينطوي على قدر أكبر من المخاطر، وتشي المعلومات المرصودة، عبر مجاميع مخابرات دولية تعمل في الداخل الإسرائيلي، أنّ تل أبيب تضع احتمال تمركز، تلك القطع الحربية الإيرانية في منطقة شرق المتوسط وعبر موقعين: الأول قبالة شواطىء جنوب لبنان، وهذا من شأنه أن يشكل تهديد، عسكرياً بحرياً مباشر، لأمن مناطق شمال "إسرائيل"، والثاني قبالة شواطئ قطاع غزّة المحتل، وهذا من شأنه أيض، أن يشكل تهديداً عسكرياً مباشر، لأمن مناطق جنوب غزّة المحتلّة.
المحامي محمد احمد الروسان ـ عضو المكتب السياسي للحركة الشعبية الأردنية