أكدت المفوضية العليا للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، السبت، أن سكان مخيم أشرف طلبوا اللجوء بشكل رسمي، لافتة إلى أن حالتهم ما تزال "مثار قلق"، فيما أشارت إلى أن الحكومة العراقية تمنع إجراء المقابلات مع السكان داخل المخيم.
وقال بيان صدر عن المفوضية، حصلت "السومرية نيوز" على نسخة منه، إن "اللجنة العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة ستنظر في طلبات قدمها سكان مخيم أشرف للجوء رسميا الى قاعدة فردية في إجراء عادل وكفوء"، لافتة إلى أن "كل حالة فردية ستحكم حسب ظرفها وبموجب القانون الدولي للاجئين".
وأضاف البيان أن "المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة كانت منذ مدة ومازالت مستعدة لتعيين حالة اللجوء والتحقق لسكان مخيم أشرف الذين"، مؤكدة أن "حالتهم مثار قلق وحشدت المفوضية الفرق الميدانية والمسنودة بقابليات كمبيوترية، ناعمة وصعبة، أما المقابلات الفردية فهي من الضروري أن تجري في موقع سرّي ومحايد وآمن".
ولفت البيان إلى أن "اشتراط الحكومة العراقية مازال في أن تجري هذه العملية خارج مخيم أشرف وفي الموقع الجديد الذي يتجهز لتمكين السكان طوعيا من التحرّك هناك والبقاء بشكل مؤقت في ظروف آمنة ولائقة".
وأشار البيان إلى أن "المفوضية تولي أهمية عليا لإيجاد الحلول السلمية، بضمن ذلك عملية النقل إلى خارج المخيم ويكون على أساس القاعدة الطوعية مع حرية التنقل"، موضحا أن "المفوضية تنظر حاليا في كيفية تعجيل عملية التحقّق وتحديد موقع اللجوء لكي تتمكن من العمل على قاعدة فردية بإنصاف، وبالكامل أيضا بشكل سريع لمصلحة كسب الوقت ضد المواعيد النهائية القصيرة".
وكانت منظمة مجاهدي خلق الإيرانية المعارضة رحبت، أمس الجمعة 3 شباط 2012، بمقترح الأمم المتحدة للتفاوض مع الحكومة العراقية، وفي حين أكدت أن 400 من سكان مخيم أشرف مستعدون للانتقال إلى معسكر ليبرتي غرب بغداد مع ممتلكاتهم المنقولة، دعت إلى تشكيل لجنة قانونية مشتركة لتوقيع وثيقة شاملة لترتيبات النقل تتضمن "التطمينات الدنيا".
وأعلن السفير الإيراني في العراق حسن دانائي فر، في 30 كانون الثاني 2012، أن بلاده أصدرت قراراً بالعفو عن 800 عنصر من منظمة خلق.
وطالبت منظمة مجاهدي خلق، 31 كانون الأول 2011، الأمم المتحدة بمنع طهران من التدخل بمعسكر ليبرتي الذي تتخذه المنظمة مقراً مؤقتاً لها، مؤكدة في الوقت نفسه أنه لا يحق لها إشراك حكومة طهران بشؤون عناصرها.
وكانت الحكومة العراقية نفت، في 28 كانون الأول 2011، ما أوردته وسائل إعلام أجنبية بشأن تمديد وجود منظمة مجاهدي خلق في العراق، مؤكدة أنه تم الاتفاق مع الأمم المتحدة على تعديل آلية خروجها التي ستتم على مرحلتين، حيث سينقل عناصرها إلى ليبرتي ببغداد أولاً قبل خروجهم بشكل كامل.
ويقع معسكر ليبرتي في الضاحية الغربية للعاصمة بالقرب من المطار الدولي، ويعد من أهم حاميات الجيش الأميركي سابقاً.
وطالب رئيس بعثة الأمم المتحدة مارتن كوبلر في العراق، في تقرير قدمه إلى مجلس الأمن الدولي في السادس من كانون الأول 2011، الحكومة العراقية بتمديد الموعد الذي حددته لإخلاء معسكر أشرف بهدف التوصل إلى حل مقبول من الطرفين، فيما شدد على ضرورة ألا يقوم السكان أو قياداتهم بأي أعمال عنف أو استفزاز للسيادة العراقية.
وسبق أن أكد رئيس الوزراء نوري المالكي، في 12 تشرين الأول 2011، أنه تم منح منظمة مجاهدي خلق فرصة إلى نهاية العام الحالي، مشيراً إلى أنها من المنظمات الإرهابية التي ليس لها غطاء قانوني، خصوصاً أنها تنفذ عمليات في إيران وتتدخل في الشأن الداخلي العراقي.
يشار إلى أن أحد عناصر منظمة خلق الإيرانية قتل وأصيب 12 آخرون، كما أصيب 13 عنصراً من الجيش العراقي، بينهم خمسة ضباط، أحدهم برتبة مقدم، خلال صدامات وقعت بين عناصر المنظمة والجيش العراقي في معسكر أشرف في الثامن من نيسان 2011، فيما أعلنت المنظمة عن مقتل 28 وإصابة 300 من عناصرها على خلفية الصدامات، في وقت أكدت الحكومة العراقية أن الأجهزة فرضت الأمن على محيط المعسكر بعدما أثار عناصر المنظمة أعمال شغب.
واتهمت منظمة العفو الدولية في تقرير صدر في وقت سابق، الحكومة العراقية بقتل ما لا يقل عن ثلاثين من عناصر منظمة مجاهدي خلق الإيرانية المعارضة، وجرح آخرين باستخدام الرصاص الحي في محاولة لقمع احتجاجات ضد القوات العراقية قاموا بها في معسكر أشرف في محافظة ديالى.