كنت أطالع إحدى الصحف العراقية وجدت في تلك الصحيفة إعلان مدفوع الثمن وكان فحوا ذلك الإعلان ان حملة إنسانية في أنحاء العراق تعمل لدعم لسكان معسكر أشرف وضمة هذه الحملة تواقيع أكثر من مليون وخمسين ألف مواطن عراقي يعتبرون نقل سكان معسكر أشرف من داخل العراق جريمة ضد الإنسانية
مطالبين بإلغاء المهلة الغير القانونية لإغلاق المعسكر وكذلك الموقعون يستنكرون عرقلة الحكومة العراقية لعملية المفوضية العليا لشؤون اللاجئين ومطالبين بتسريع عمل المفوضية في معسكر أشرف والعجيب في الأمر ان الموقعون يطالبون مجلس الأمن الدولي بإرسال قوات تابعة للأمم المتحدة لتولي حماية معسكر أشرف باعتبارهم أشخاص محميين بموجب القانون واتفاقية جنيف الرابعة وبنشرها مراقبين دوليين في معسكر أشرف لمتابعة ذلك.
ما أثار الدهشة عندي أن من وقع البيان وكما يدعوا هم أطياف مختلفة من أبناء محافظات العراق وتم تقسيمهم مع إعطاء إحصائيات لكل طيف منهم ، فا هناك شيوخ العشائر ومحامين وحقوقيين وأطباء ومهندسين وأساتذة جامعات وكتاب وصحفيين ورجال دين وخطباء مساجد وجمعيات مدافعة عن حقوق الإنسان ومنظمات مجتمع مدني ومسؤوليين محليين في محافظات العراق كما قلت سابقا ان هذا الإعلان قد اثار دهشتي فأخذت ابحث ولأسابيع طويلة عن هذا الموضوع من هم هؤلاء الموقعون الذين خرجوا مطالبين الحكومة العراقية والمجتمع الدولي المتمثل بالأمم المتحدة حماية هذا المعسكر وهل هم باهذا الرقم الذي ذكره الإعلان المدفوع الثمن وماهي الأسباب الحقيقية التي تقف وراء بقاء هذا المعسكر على الأراضي العراقية وماهو السبب الذي يستدعي وجود قوات أجنبية على الأراضي العراقية مع العلم ان هذا التواجد العسكري حتى وان كان ضمن الاتفاقيات الدولية الا انه خرقا للسيادة العراقية ولم أجد من خلال بحثي هذا ومع التفاصيل الموجودة لدي عن الإحصائيات التي ذكرها الإعلان لم أجدها في اي من وسائل الإعلام ولم اجد اي صورة لتلك التواقيع ولو وجدت فهي تحتاج الى مئات من الملفات بل الآلاف لتجمعها فأين تلك الملفات هذا يكشف زيف وأدعاء من يطالبون ببقاء هذه المنظمة التي صنفت بأنها منظمة إرهابية ومن قبل المجتمع الدولي وهم يذكروا بأنهم لاجئين سياسيين هاربين من بطش السلطة الا ان الصورة تكشف عكس ذلك فهو معروف في الأوساط الدولية معسكرا يضم بين ثناياه قوات عسكرية تهدد امن وسلامة المواطن في جمهورية إيران الإسلامية هذا دليل اخر يكشف زيف ادعاءهم.
بينما يجد الإخبار ان هناك مظاهرات تخرج بين الحين والاخر مطالبة الحكومة بالإسراع في تنفيذ قرارها بإخراج منظمة خلق الإرهابية من البلاد وهذه المظاهرات ظاهرة للعيان فقد تناقلتها جميع وسائل الإعلام ولقد لوقيت هذه المظاهرات من قبل الأوساط الشعبية بالترحيب كما شارك فيها العديد من ابناء عوائل الشهداء وشيوخ العشائر وأساتذة الجامعات والصحفيين والكتاب ومنظمات مجتمع مدني ورفع المتظاهرون لافتات تبين دعمهم وتأييدهم لقرار الحكومة بإخراج هذه المنظمة بأسرع وقت من الأراضي العراقية كما طالب المتظاهرون بإرجاع الأراضي الزراعية التي صادرها النظام السابق من المزارعين من محافظة ديالى ومنحها الى منظمة خلق الإرهابية لاستخدامها كمقرات عسكرية ولم أتعجب وأنا أتابع تصريح احد الساسة وهو معروف بانتمائه للبعث المجرم في السابق وهو مشمول باجتثاث البعث ظافر العاني وقوله نؤيد تولي الأمم المتحدة والمنظمات الدولية مسؤولية حماية سكان معسكر أشرف ودعمنا الرافض لترحيل سكان معسكر أشرف وأدعا ان هذا ليس من شيم وأصالة وأخلاق أبناء العراق وما سكان معسكر أشرف ألأهم ضيوف علينا فيجب احترام الضيف وحمايته. توقف يادكتور ظافر عن أي ضيف تتكلم ذلك الضيف شارك ومع النظام السابق بقمع الشعب العراقي وتشير التقارير المؤكدة الى تورط عناصر منظمة خلق الإرهابية الى تورطها في قمع الانتفاضة الشعبانية عام 1991 في العراق والمشاركة في حملات الإعدام الجماعي التي كان يقوم بها نظام صدام ضد أبناء العراق أن هذا الضيف ومنذ خرقه أصول احترام الضيافة أصبح في تلك اللحظة ضيف ثقيل الدم وغير مرغوب به في العراق الجديد الذي يريد ان يبني علاقات طيبة مبنية على حسن الجوار.
كما واريد أن أناقش كلام الدكتور روليد فرحات عندما قال أن قضية سكان أشرف هي قضية عادلة تثبت كل يوم بأنها تحظى بتأييد لدى غالبية الشعب العراقي والعديد من القوه السياسية والوطنية وقادة الكتل السياسية وأن من الناحية القانونية فأن هذا التحرك الشعبي يعطي شرعية في وجود ها على الأراضي العراقية عذرا أيها الدكتور روليد أين أنت من تلك المظاهرات التي خرجت وبالأف من أبناء الشعب العراقي بل الملايين هذا لا يعطي شرعية في نظرك للحكومة بقرار إخراج هذه المنظمة الإرهابية من الناحية القانونية مع العلم ان اغلب قادة الكتل السياسية والوطنية في العراق هم مع قرار إخراج منظمة خلق الإرهابية الى هنا أقول ومع اقتراب نهاية ألعبة خرج الكارت الحمر من جميع أبناء الشعب العراقي لخراج ذلك الضيف الذي طالت ضيافته ليس لثلاثة أيام وإنما استمرت الى أكثر من ثلاثين عاما لم يحفظ معها حرمة دم أبناء هذا البلد الطاهر.
الكاتب : مصطفى كريم الرياحي