قالت القيادية المنفصلة عن منظمة خلق أن مسعود رجوي مهيمن و متسلط على عقائد منظمة خلق وكان يضع نفسه في مصاف ومرتبة الأنبياء والأئمة.
مشيرةً أن المنظمة كانت تفرض تعتيم و حجز مطبق على أعضاءها بحيث لا تسمح لهم باللقاء مع عوائلهم ولا يسمح لهم استخدام الهاتف والهاتف النقال و يسمح لهم مشاهدة قنوات التلفزيون وحتى لا يطلعون على الصحف.
وينشر موقع أشرف نيوز المقابلة الخاصة التي أجراها مع القيادية المنشقة عن جماعة خلق.
نص المقابلة
أشرف نيوز: من هي مريم سنجابي؟
مريم سنجابي: انا مريم سنجابي من مواليد 1971 التحقت بمنظمة خلق منذ أن كان عمري 13 سنة أي في سنة 1366 (1984) وفي مدة بقائي في المنظمة التي استمرت لـ 24 عام شغلت مناسب عدة في المنظمة أهمها كان إدارة المعلومات و الاستخبارات وكذلك عملت لمدة في الهندسة العسكرية للمنظمة وكذلك عضو في شورى القيادة و مرشحة لعضوية المجلس الوطني للمقاومة وهو مجلس أعلى من شورى قيادة المقاومة.
أشرف نيوز: ما السبب من وراء ترككم للمنظمة؟
مريم سنجابي: قبل 10 سنوات اكتشفت حقيقة منظمة مجاهدي خلق ولكن في زمن احتلال أمريكا للعراق و سيطرتها على المعسكر أشرف وبسبب التعاون والتنسيق بين القوات الأمريكية ومنظمة خلق كان من الصعب الانفصال من المنظمة أو الهروب من معسكر أشرف وذلك لأن القوات الأمريكية أوجدت مكان يطلق عليه اسم تيف وكان يحتجزون الأشخاص المنشقين من المنظمة في هذا المكان ولا يسمحون لهم بترك المنظمة واحتجزوا بعض الأفراد الذي حاولوا الهروب من المعسكر لمدة 4 -5 سنوات وكان عددهم يفوق الـ 700 شخص واحتجزوهم من عام 2003 إلى 2007 أطلقوا سراحهم بعد أن سلموا المعسكر للقوات العراقية وذهب بعضهم لإقليم كوردستان و البعض إلى أوروبا و أكثرهم ذهبوا إلى إيران حسب رغبتهم لهذا السبب بقيت لأكثر من 10 سنوات اعمل مع المنظمة من غير أن أكون مؤمنة بأهدافها وعقائدها لكن لصعوبة الانفصال من المنظمة.
الأمر الآخر الذي كشف حقيقة المنظمة أن المنظمة لم تسمح لأفرادها أن يخرجوا من التنظيم ومنذ عام 1993 إلى عام 2001 (1372-1380) كانت المنظمة لا تسمح لأعضاء بالخروج من المنظمة وتركها وكان كل من يريد أو يتكلم عن ترك المنظمة يسجن لمدة سنتين ثم يسلم إلى سجن أبو غريب ليتم تعذيبه بشتى التعذيب و يحقر بأنواع التحقيرات.
المنظمة كانت تفرض تعتيم و حجز مطبق على أعضاءها بحيث لا تسمح لهم باللقاء مع عوائلهم ولا يسمح لهم استخدام الهاتف والهاتف النقال و يسمح لهم مشاهدة قنوات التلفزيون وحتى لا يطلعون على الصحف.
كما كان يمنع على أعضاء المنظمة التنقل بحرية داخلة المنظمة وفي عام 1988 منع أعضاء المنظمة من الزواج كما اجبر من كان متزوج على طلاق زوجته و في عام 1990 في حرب الخليج اخذوا الأطفال من عوائلهم ورحلوهم إلى خارج العراق وتبنتهم العوائل الموالية للمنظمة في أوروبا وبعد ذلك لم يعطوا لأهلهم أي دليل أو اثر حتى يتوصلوا ويتعرفوا على ما حل بأطفالهم وكل هذه الإجراءات كانت لغرض قتل واجتثاث العواطف من أفراد المنظمة.
واكتشفت في المنظمة وجود تناقض استراتيجي وعقائدي لأنهم كان يدعو ان منظمتهم منظمة مذهبية ولكن بالواقع كانت كمونيستيه أي شيوعية وكان رجوي مهيمن و متسلط على عقائد المنظمة وكان يضع نفسه في مصاف ومرتبة الأنبياء والأئمة وحتى في مرتبة أعلاء من هؤلاء ومن أعمال مسعود كان يؤجل أو يؤخر صيام شهر رمضان و فعل ذلك مرتين واجل صيام شهر رمضان شهرين وذلك بسبب وجود حرب.
كما اصدر حكم بقتل العوائل المعتصمة أمام معسكر أشرف وقال يجب قتل هؤلاء كما قتل الإمام علي الخوارج و ألقى جثثهم في البئر.
وكانت قيادات المنظمة تقول و تروج لهذه العقيدة إن لا يحق لأحد سوى الله اين يحاسب ويسال مسعود رجوي في حال ان في النظام الذي كانت المنظمة تعاديه وتصفه بالديكتاتورية والتحجر والتخلف يتم محاسبة رئيس الجمهورية من قبل مجلس الشورى و مجلس الخبراء يحاسب ولي الفقية أو المرشد.
وكان مسعود يقول ان جميع النساء الموجودات في المنظمة هنا محارم ويحلن على مسعود و في نفس الوقت يحرم الزواج على أعضاء المنظمة.
وفي الحرب 2003 كانوا يقولون ان حتى لو قتل جميع أفراد المنظمة الذين هم أكثر من 3000 شخص حتى لو قتلوا جميعا ليبقى مسعود حيا هذا العمل يستحق هذه التضحية.
كما يوجد ضغوط كثيرة على أعضاء المنظمة بحيث لا يسمح لرجل أن يتكلم مع امرأة ولا يسمح لأي شخص أن يتكلم مع شخص آخر أكثر من 5 دقائق وإذا زادة عن 5 دقائق يتم توجيه إنذار لهم ولا يسمح لأي شخص ان يتنقل مع مقر إلى مقر آخر إلا بعد الحصول على التأشيرة (فيزا) كما انه الآن في ليبرتي لا يسمح لأي شخص أن يخرج بمفرده حتى لا يسمح له الهروب من المعسكر.
في عصر التواصل والارتباطات لا يسمح لأفراد المنظمة إلا الاطلاع على منشور يحتوي على 8 أو 7 صفحات يتم إعداده من المنظمة يحتوي على الأخبار التي تريد أو تسمح المنظمة أن يطلع عليها الأعضاء ولا يوجد أي وسيلة إعلامية أو صحيفة أو أكثر من 3000 شخص مسجونون في مخيم يشبه مخيمات العمل القصري.
وقتل عدد من أعضاء المنظمة على يد المنظمة أو انتحر بعضهم بسبب الضغوط والتحقير التي تمارسه المنظمة عليهم
أشرف نيوز: عدد أعضاء المنظمة؟
مريم سنجابي: جاء ما يقارب 17 إلى 18 ألف شخص ليلتحقوا إلى صفوف المنظمة لكن تركوا المنظمة وهربوا كما هرب أكثر من 700 شخص بعد سقوط صدام و مع احتساب الوفيات ومعدلات الهروب المتزايدة اعتقد ان عدد أعضاء المنظمة لا يتجاوز الـ 3200 شخص.
أشرف نيوز: مشاركة المنظمة في قمع الانتفاضة الشعبانية؟
مريم سنجابي: أنا لم اطلع بصورة كاملة على مشاركتهم في قمع الانتفاضة لكن تعاون واضح ومشاركة دبابات و ناقلات جنود تابع للمنظمة في قمع الانتفاضة في محافظة ديالى والمناطق الكردية وكانوا متواجدين في مناطق كلار كفلي و طوز خورماتو وفي ذلك الزمان كان صدام مقسم العراق إلى مناطق وإعطاء قيادة كل منطقة إلى أحد أقرباء أو أبناء أو شيخ عموم لعشيرة وكانت ديالى و بعض المناطق الكردية وتعرف بالمستطيل تحت قيادة مسعود ومنظمة خلق وقام بقمع الشعب العراقي بأتم الوجه الذي يريده صدام وقال صدام يجب على القيادة الجيش والحزب أن يتعلموا من مسعود كيف يدافع عن القيادة والنظام.
وتوجد في أشرف ثلاث قبور لأعضاء المنظمة الذين قتلوا في محافظة كربلاء ومكتوب على قبورهم "شهداء كربلاء" وهؤلاء قتلوا في اشتباك مع القوى الانتفاضة في كربلاء ومسعود كان موجود بذاته في كربلاء و أسماء هؤلاء الأشخاص الذين قتلوا في كربلاء هم:
نادر افشار ـ رحمت إسلامي ـ علي اكبر حامدي يكتا
وقد نصب أعضاء المنظمة السيطرات في مناطق الخالص وجلولاء وخانقين وكانت سيطرات مشددة محكمة يجب أن يمر السكان على هذه السيطرات.
أشرف نيوز: تمويل المنظمة؟
مريم سنجابي: تم الاتفاق بين مسعود رجوي والاستخبارات العراقية في عام 1987 على ان يمول نظام صدام المنظمة يوميا بكوبنات لـ 50 ألف برميل من النفط ليتم بيعها بواسطة الشركات التابعة لمسعود رجوي ثم ارتفع هذا العدد إلى 70 الف برميل يوميا وفي عام 2000 وصل العدد إلى 100 ألف برميل وقد كان سعر البرميل الواحد من النفط يتراوح بين 30 إلى 70 دولار ومع احتساب معدل السعر كان صدام يمول حوالي 3 إلى 4 مليون دولار يوميا.
وبعد سقوط صدام كانت الشركات التابعة لمسعود منتشرة و متمكنة في العراق وقد تسبب في إفلاس كثير من الشركات العراقية لأنها كانت لا تستطيع المنافسة مع الشركات السرية التابعة لمسعود رجوي وأصبح سوق استيراد الاتصالات اللاسلكية و استيراد السيارات في العراق في قبضة شركات السرية التابعة لمسعود رجوي.
وكل هذه الأموال حصل عليها مسعود رجوي من أموال نفط الشعب العراقي الذي كان يعطيها صدام له والآن رجوي والمنظمة ومناصريهم يدعون ان الموال والأدوات التي توجد في معسكر أشرف تابعه لهم من اين حصل عليها مسعود وعندما أتى إلى بغداد من باريس هل كان يملك شيئا حتى يدعي ملكية هذه الأموال الموجودة في معسكر أشرف.
مسعود كان يبني له قصر قرب أبو غريب يتضمن أكثر من 100 غرفة وكان يعمل فيه ما يقارب 2000 عامل عراقي وأطلق على هذه القصر اسم بارسيان وكان يشبه إلى حد كبير قصر فين الذي يوجد في كاشان.
كما لا استبعد ان المنظمة تتلقى تموين من السعودية و إسرائيل لأن الذي يدافع عن المنظمة في أمريكا هو اللوبي الصهيوني اليهودي وخاخامات اليهود.
وفي مرة من المرات عندما كان حديث عن نقل المنظمة إلى إسرائيل قال مسعود ان إسرائيل هو بيتنا الأخير.
أشرف نيوز: وسائل الإعلام والسياسيين المدافعين عن المنظمة؟
مريم سنجابي: وسائل الإعلام المدافع عن المنظمة كلها يتم شراءها بموال تدفع لها من المنظمة وبعض الصحف تنشر الإعلانات مقال الأموال ولا يهمها من يدفع بل يهمها كم يدفع والمنظمة تدفع مبالغ تصل إلى 10.000 دولار لبعض الصحف لتنشر إعلان فيها كما الحال في صحيفة المشرق أو الزمان أو الدستور.
أما السياسيين فبعضهم يتقاضى راتب شهري من المنظمة والبعض الآخر يتم تسديد له مبالغ مقابل كل إعلان أو مقابلة صحفية أو تصريح… والبعض يتم تنظيم بيان باسمه بالفارسية ثم يتم ترجمته و يقدم له و هو يعلنه أو يوقع عليه باسمه وحتى التواقيع التي ادعت المنظمة أن شيوخ عشائر و منظمات وقعتها لمساندة بقائها في العراق أيضا لا وجود لهؤلاء الأشخاص وانما هي وهمية وبعضها تم استمالته مقابل مبالغ مالية كبيرة.
أشرف نيوز: خروج المنظمة من أشرف ونقلها إلى ليبرتي؟
مريم سنجابي: مسعود كان لا يريد ولا يوافق على نقل أفراد المنظمة إلى ليبرتي ولكن الحكومة العراقية لم تسمح ببقائهم في أشرف فشل كل مساعي مسعود لبقاء المنظمة في أشرف ونقل المنظمة يعتبر خسارة و انهزام لجميع الأيدلوجيات وعقائد مسعود. ولكن مسعود بدء بسياسية جديدة ويعلن ان ليبرتي ستكون أشرف ثاني و أشرف تكاثرت ويعقد آمال كثيرة على التحولات في سوريا ويأمل إذا ما سقط النظام في سورية وستؤثر على العراق وتكون تحولات في العراق وحكومة المالكي ستسقط.
كان يخالف نقل المنظمة إلى ليبرتي لأن الضغط والسيطرة على أفراد المنظمة سوف يقل و أعضاء المنظمة يمكن لهم الهروب و الانشقاق من المنظمة
أشرف نيوز: مستقبل المنظمة في حال البقاء والخروج من العراق؟
مريم سنجابي: من الواضح انهم لا يمكن لهم أن يبقوا في العراق وإذا ما تم نقلهم إلى ليبرتي كما قلت سيتمكن الكثير منهم الفرار وإذا ما سمحت لأعضاء المنظمة الحرية في الاختيار وبلا ضغط من المنظمة سيترك ثلثين الأعضاء المنظمة يذهبون إلى أوروبا او إيران ويكملون حياتهم الشخصية.
لهذا الآن يمنع على أعضاء المنظمة في ليبرتي الخروج بمفردهم خوفا من يتمكن من الهروب.
أشرف نيوز: الإشراف على ليبرتي؟
مريم سنجابي: المنظمة تحاول ان تنفذ نفس سياسة السيطرة على الأفراد التي كانت تعمل بها في مخيم أشرف.
أشرف نيوز: علاقة المنظمة ودول عربية؟
مريم سنجابي: هناك شواهد وقرائن تدل على انه توجد علاقة وتعاون بين المنظمة والمملكة العربية السعودية كما ان المنظمة عملت بجد وبكثرة في الأردن و بالأخص على نواب البرلمان في الأردن و ذكرت إحدى النائبات في البرلمان الأردني في إحدى خطاباتها انها كانت لا تنوي ان ترشح نفسها مرة ثانية لكن إصرار المنظمة ودعمها دعتها ان ترشح نفسها مرة ثانية.
أشرف نيوز: شطب اسم المنظمة من لائحة المنظمات الإرهابية؟
مريم سنجابي: صرفت المنظمة في العام الماضي ملايين الدولارات ليتم شطب اسمها من لائحة المنظمات الإرهابية وحاولت هي مع التنسيق والتعاون مع الصهاينة لرفع اسمها من القائمة لكن لم تنجح nوحاولت المنظمة أن تحجب عن أعضاء خبر إبقاء المنظمة في هذه القائمة.
و برأيي أمريكا تخطئ خطأ تاريخي إذا ما قامت بحذف اسم المنظمة من قائمة المنظمات الإرهابية.
أشرف نيوز: كلامي ورسالتي لأعضاء المنظمة في داخل معسكر أشرف وليبرتي؟
مريم سنجابي: طبعا لو تركوا ان توصل لهم هذه الرسالة ادعوهم ان يتخذوا قرارهم بعقلانية وبتفكير لأن هذه أفضل فرصة لهم وكل ما يقال لهم عن العالم الخارجي ليس له اي مصداقية وغير صحيح والحكومة العراقية والأمم المتحدة ستوفر لهم الفضاء والمجال ليتخذوا قرارهم بكل حرية وبدون أي ضغوط ويقرروا حسب رغبتهم إلى أين يودون الذهاب بكل حرية.
وكل ما قيل لهم من قبل المنظمة يختلف عن الحقيقة180 درجة لذا أدعو لهم ان يأتوا و يتخذوا قرارهم بكل حرية وبعيدا عن ضغوط التنظيم و ادعوهم ان يتعاملوا مع الأمور بعقلانية.
أشرف نيوز: التواصل مع الهاربين الآخرين من المنظمة؟
مريم سنجابي: عندي تواصل مع بعضهم عن طريق الانترنت و الهاتف واسمع أخبارهم بعضهم ذهب إلى الخارج ويعيش حياته الشخصية وكثيرا منهم ذهبوا إلى ايران وشملهم العفو العام ويعيشون حياتهم العائلية بسلام وأمان والبعض الآخر واقصد الهاربين الجدد يمرون بإجراءات وترتيبات اللجوء وينتظرون الحصول على اللجوء السياسي.
أشرف نيوز: هل سلمتها الحكومة العراقية للحكومة الإيرانية؟
مريم سنجابي: الإعلام الذي تقوم بها المنظمة يختلف عن الحقيقة 180درجة أن سجلت في سجلات الأمم المتحدة وتم نقلي مع 12 شخص آخر بطائرة تابعة للأمم المتحدة ولم يجبرني أحد وذهبت إلى إيران عدة مرات ولم تواجهني أي مشكلة.
أشرف نيوز: الأموال التي في أشرف لمن تعود مالكيتها؟
مريم سنجابي: السلاح و السيارات استلمتها المنظمة مباشرة من حكومة صدام وبالنتيجة تعود ملكيتها للعراق والشعب العراقي وحكومته و الأموال الأخرى غير السلام والسيارات فهي تم شراءها من الأموال التي كانت تسلمها المخابرات والاستخبارات زمن صدام للمنظمة وهي من النفط العراقي.
أشرف نيوز: قبول استضافة المنظمة في دول أخرى؟
مريم سنجابي: طبعا نرجوا من الدول أن يعطوا الأشخاص الذين انفصلوا عن المنظمة حق اللجوء لأنهم الآن يعيشون كالسجناء في معسكر أشرف.
واما قبول المنظمة كمنظمة وليس كأشخاص هذا يعود إلى سياسة كل دولة ولكن برأيي لا توجد دولة تقبل على أراضيها وجود منظمة ما زال تكتب في منشوراتها و مطبوعاتها عبارة جيش التحرير الإيراني ولا اعتقد ان أي دولة تسمح بوجود جيش إرهابي على اراضيها.