كما تعلمون انه قد نقل لحد الان ثلثي ساكني معسكر أشرف الفئوي (الذن كانوا في اسر رجوي لسنوات طويلة كعبيد له) اي اقل من 2000 فرد على خمسة مراحل الى مخيم العبور المؤقت ليبرتي. بينهم المئات ممن هم بامس الحاجة للمساعدة بسبب تعويقهم او اصابتهم بامراض صعبة ومزمنة كما ان كبار السن هم ليسوا بقلة. عدد منهم وبعد وصولهم الى ليبرتي وبسبب وخامة وضعهم الجسمي نقلوا الى المستشفى لتلقي العلاج على ايدي الاطباء العراقيين.
مؤخرا اخرجت الزمرة ايضا عددا من افرادها وسلمتهم الى المسؤولين العراقيين في معسكر أشرف. هؤلاء الافراد لم يفروا بل ان الزمرة ولاسباب مختلفة منها سوء وضعهم الجسمي قد تخلصت منهم بعد ان استنزفتهم لسنوات طوال والقت مسؤولية اقامتهم على عاتق الحكومة العراقية، حيث ان بقائهم لم يعد بفائدة للزمرة ويكلفها اموالا طائلة. بدورهم المسؤولين العراقيين وفروا لهم الاقامة والعلاج بافضل صورة.
من المقرر ان تستمر عملية النقل من أشرف الى ليبرتي التي بدأت في شهر شباط الماضي وتحت اشراف الامم المتحدة حتى اخلاء أشرف بشكل كامل وتحويله للحكومة العراقية وبالطبع فان زمرة رجوي تراوغ وتتحايل سعيا منها لوقف استمرار هذه العملية لتحتفظ بأشرف بشكل دائم، حيث ان رجوي لازال يرتهن مايقارب بـ(1400) ضحية اخرى في أشرف تحت اسره. ماالذي يريده من هؤلاء وماالذي يبغيه من وراء احتجازهم؟
اثناء عملية نقل عناصر الزمرة الى ليبرتي تمكن كثير منهم الفرار واللجوء للقوات العراقية. افاد هؤلاء ان مسؤولي الزمرة قد اخذوا بتشديد القيود والضغوط على الافراد سواءا في أشرف او ليبرتي ووضع من يحتمل هروبه تحت المراقبة الشديدة وحتى قد يتعرض لضغوط بدنية. جميع الاسرى تحت سلطة الزمرة لايملكون اية فكرة عن الظروف خارج نطاق الزمرة وفي هذا المجال تم تخويفهم بشدة. تصور الكثير منهم ان مهمة العراقيين هي استلامهم ثم تسليمهم الى ايران والذي سيواجهون بشكل قطعي السجن والتعذيب ثم الاعدام. علما ان رجوي لازالت لديه الامكانية بمنع وصول المعلومات والأخبار الى ضحاياه ورهائنه. في عيد رأس هذه السنة الغيت المقابلات العائلية بين الاعضاء داخل الزمرة خلافا للسنوات الماضية حيث كانت تجرى المقابلات لفترات قصيرة وبحضور المسؤولين.
بدأت (المفوضية السامية للاجئين في الامم المتحدة) باجراء مقابلاتها مع افراد مخيم ليبرتي في مكان مجاور للمخيم المذكور ولفترات قصيرة جدا وفقا مواليد الافراد لتحديد وضع اللجوء. اي يقدم الشباب على المسنين ومن قضى فترة طويلة. لحد الان اعلن عن لجوء 238 فردا بشكل رسمي، وللحصول على ذلك يجب على الفرد ان يعلن انه لم ينتمي لزمرة رجوي الارهابية ولم يشارك باية عمليات ارهابية، وهناك 1400 فرد ستتم مقابلتهم لاحقا.
من جهتها الحكومة العراقية تصر على اخراج جميع عناصر زمرة رجوي من الاراضي العراقية. بمنح حق اللجوء لهؤلاء الافراد من قبل الامم المتحدة لم تعد حجة لامريكا واوربا بعدم قبولهم على اراضيهم كلاجئين اضافة الى ذلك فان الكثير من هؤلاء الافراد كانوا قد جاؤوا الى العراق من الدول الغربية وكانت لديهم وثائق لجوء في تلك البلدان.
اعلن مسؤولوا مكتب ممثلية الامم المتحدة (يونامي) في بغداد ان نقل زمرة رجوي من أشرف الى ليبرتي قد توقف بعد نقل الدفعة الخامسة واعلنوا ان سبب ذلك يعود لامتناع الزمرة عن استمرار عملية النقل. وبالطبع فان مسعود رجوي هو اعلم من غيره بسبب ذلك. يقال في اوربا ان الزمرة تحتجز هذا العدد من الرهائن لكي يتم اخراج الزمرة من قائمة الولايات المتحدة للجماعات الارهابية اولا. رجوي يأمل تأخير عملية النقل هذه لاربعة اشهر اخرى لينال مايصبو اليه وبحسب تصوره فان وضعه سيتغير.
لقد اكدت وزارة الخارجية الامريكية بامكانها اعادة النظر بوضع زمرة رجوي بخصوص ارهابيتها بعد الانتقال بصورة كلية وتحويل معسكر أشرف للحكومة العراقية لتدل على ابتعادها عن العنف. الا ان الوضع الحالي يدل على ان رجوي لايرغب باية صورة باخلاء معسكره الفئوي بشكل كامل بل مايريده هو الخروج من القائمة الامريكية للارهاب فقط.
الأخبار من اوربا تفيد ان رجوي لازال وكالسابق يصرف الاموال الطائلة معولا على حماية ومساعدة اللوبي الاسرائيلي.
ان بقاء منظمة خلق ضمن القائمة الامريكية للارهاب ام خروجها منها سوف لايغير شيء من وضع رجوي، انه قد وصل اخر المطاف وليس لزمرته من طريق الا الانهيار واطلاق سراح الضحايا.
اما رجوي الذي هو نموذجا بارزا لزعيم فئوي طموح بالسلطة ذو الافكار النرجسية والطفولية يسعى بقدر الامكان الاحتفاظ بالبنية الفئوية وينظر الى افراده كاسرى وعبيد. ان تجارب تاريخ الزمرة الفئوية يدعو للقلق تجاه الخطر الذي يهدد حياة هؤلاء الرهائن ويجب اتخاذ مايلزم لمنعه بسرعة عاجلة.
في هذا الوسط لازالت اصوات قرابين زمرة رجوي الاسرى الذين بين مخالبه في أشرف او ليبرتي واهاليهم خافتة لايسمعها احد، للاسف ففي جميع المعادلات السياسية في كلا الجانبين، لم ينظر الى ابسط حقوقهم الانسانية والتي تنقض منذ سنوات. الكل يسعى وراء مصالحه وليس هناك من يدافع عن مصالح هؤلاء القرابين.
مؤسسة اسرة سحر تجدد مناشدتها لجميع الاوساط الدولية وكذلك الساسة والناشطين في مجال حقوق الانسان وذوي ممن تحتجزهم الزمرة والمنفصلين عن الزمرة اينما وجدوا في اي مكان من بقاع العالم ببذل المساعي ومد يد العون لانقاذ من هم بامس الحاجة للمساعدة في الظروف الحالية.
هيئة ادارة مؤسسة اسرة سحر
بغداد _ 22 حزيران 2012