اكدت مجلة «فورين بوليسي» الأميركية، ان بعض المسئولين والمحامين الأميركيين يتلقون أموالاً كبيرة من منظمة خلق الارهابية لتقديم المشورة إليها وللضغط على الكونغرس والخارجية لشطبها من لائحة الإرهاب.
وأوضحت المجلة ان فريق برونزويك، الشركة التي تمثل المحامين الداعمين للمنظمة الارهابية رفض التعليق على الموضوع.
وأشارت المجلة إلى أن عملية نقل عناصر خلق من معسكر العراق الجديد (أشرف سابقا) في ديالى إلى معسكر ليبرتي (كروبر) ببغداد تعثرت وسط ضغط المجموعة الأميركية التي تدعم المنظمة لكي تماطل في قضية الانتقال بغية استرداد قاعدتها في ديالي وحذفها من قائمة الارهابيين.
وقد قالت صحيفة واشنطن بوست الأميركية منظمة خلق الإرهابية دفعت أموالاً طائلة للمجموعة السياسية الأميركية التي تسعى لإقناع الإدارة الأميركية بشطب المنظمة من لائحة الإرهاب، مشيرة إلى أن هذه المساعي اثارت تساؤلات في واشنطن حيث تركز الإنتباه عليها وعلى الداعمين المؤثرين.
ونقلت مجلة فورين بوليسي عن مسؤول في الادارة الاميركية بأن ساسة وشخصيات اميركية مثل رودي جولياني، توم ريدج، إيد رينديل، جيمس جونز، ميتشل ريس ، ونيوت غينغريتش يبذلون جهودا باسم المنظمة الارهابية.
ووصف المسئول محاولات هذه الاشخاص بـ"اللامسؤولية المطلقة والجشع الذي يضع حياة الناس في خطر" وقال : "على منظمة خلق أن تدرك أن معسكر أشرف لن يظل قاعدة لهم في العراق".
وأوضحت مجلة فورين بوليسي، أن مسؤولين في واشنطن يرون أن مشورة منظمة خلق سيئة ودعمها غير مفيد من قبل فريق من النواب والمحاميين الأميركيين.
قالت المجلة ، أن الخارجية الأميركية محبطة من قيام بعض الناشطين والبرلمانيين الاميركيين في الدفاع عن منظمة خلق الإرهابية.
وبينت المجلة أن إحباط الخارجية يتزايد لوجود أثنين من أعضاء البرلمان القياديين الذين يدافعون عن منظمة خلق بينهم النائبة الجمهورية اليانا روس- ليتينن التي ترأس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب.
وقد فتحت وزارة الخزانة الاميركية التحقيق في الأموال التي دفعت لهؤلاء الناشطين، والتي غالبا ما تأتي من الجماعات الإيرانية الأميركية في الولايات المتحدة وتدفع عن طريق مكاتب المتحدثين باسم عناصر خلق.
وقال هذا المسؤول بأنه يبدو أن منظمة خلق تعتقد أنه يمكن أن تبقي السيطرة على معسكر أشرف، وهو مجمعها الذي تسكن فيه منذ فترة طويلة بالقرب من الحدود بين العراق وإيران، ولكن كلينتون ستبقى تتعرض لضغوط لإلغاء إدراج المجموعة من كفة أخرى.
وقال المسؤول أيضاً " إن ما يزعجنا في العمل من أجل التوصل إلى حل سلمي هو ان منظمة خلق تظن بأن كل ما عليها القيام به هو الثبات في الرأي وفعل ما يحلوا لهم. فهم يتلقون التشجيع على هذا الرأي من قبل بعض أنصارهم الأميركيين".
وفي هذا الأسبوع، حصلت منظمة خلق على دعم اثنين من القياديين الأميركيين، وهما رئيسة لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب ايليانا روس ليتينن, والنائب براد شيرمان. حيث سيرسل هذان القياديان رسالة هذا الأسبوع إلى كلينتون يطلبون منها التوصل إلى اتفاق مع الحكومة العراقية لتنفيذ عدد من التدابير الإنسانية.
وتابعت المجلة قولها أن السفير دان فريد ، مسؤول في وزارة الخارجية المكلفة بالمساعدة بنقل منظمة خلق من معسكر أشرف، "غاضب" بشأن محاولات الكونغرس للتدخل في نقل أعضاء منظمة خلق إلى معسكر ليبرتي.
وقال فرايد ان الحكومة العراقية قد وضعت موعد 20 يوليو موعدا نهائيا لإغلاق معسكر أشرف ولكن عناصر خلق يرفضون الانتقال. مضيفاً أن رسالة روس ليتينن كانت غير مفيدة للغاية من حيث أنها شددت موقف منظمة خلق في التوصل إلى التسوية.
وابدى الممثل الخاص للامم المتحدة في العراق مارتن كوبلر اسفه لعدم تحقيق تقدم في اعادة نقل عناصر جماعة خلق الارهابية في معسكر أشرف بالعراق، محذرا من ان صبر الحكومة العراقية "يكاد ينفد".
واشار الى انه حتى الان، لم تعرض اي دولة عمليا استقبال عناصر جماعة خلق الارهابية، وقال انه "من دون عروض للايواء فان هذه العملية معرضة للفشل".
وقد اعلن القيادي في ائتلاف دولة القانون، سعد المطلبي ، أنه في حال فشلت الجهود السلمية لإخلاء معسكر أشرف من عناصر منظمة خلق ستلجأ الحكومة العراقية للإخلاء القسري، مضيفاً أن الحكومة العراقية إلى هذه اللحظة تحاول ضبط النفس ولا تستخدم الورقة أو النقل ألقسري لجماعة منظمة خلق الإرهابية".
وكان العراق لوح باقفال معسكر أشرف الواقع على بعد 80 كم شمال شرق بغداد نهاية العام 2011 قبل الموافقة على تمديد المهلة.