فقدت منظمة خلق ركيزة اخرى من ركائزها التي كانت تقوم عليها. معسكر أشرف، لم يكن مجرد قطعة ارض في بلد اخر، بل ركيزة من الركائز التي كانت تقوم عليها منظمة خلق وتحيى فبعد اختفاء زعيمها وخلع سلاحها، يعتبر أشرف العامل الثالث الاساسي لبقاء المنظمة، او بعبارة اخرى، تحملت المنظمة اخفاء زعيمها وفقدانها للسلاح، لكن من اجل الاحتفاظ بمعسكر أشرف ولليوم بذلت الاموال الطائلة وقدمت القرابين. لم يكن معسكر أشرف لقادة المنظمة مجرد قطعة ارض في بلد اخر غير بلدهم ومكان استقرار عدة الاف من القوات العسكرية، بل هو الوعاء الايدلوجي والتنظيمي والعسكري، هذا الوعاء يمكّن القادة من كسب الافراد (تجنيد)، وتدريب الافراد، والسيطرة على الافراد والتحكم بهم، وتوجيه الافراد نحو الاهداف العسكرية.
كيف كان يمكن بدون معسكر أشرف القيام بعمليات الضياء الخالد (المرصاد) وكيف يمكن التخطيط لعمليات ضياء خالد (مرصاد) اخرى بدونه.
لم يكن عبثا ان القوات المنهارة والمطرودة من معسكر أشرف لازالت ترفع شعار أشرف اينمايذهبوا ويكونوا.
لمعسكر أشرف اهمية بالغة بحيث ان قيادة المنظمة قد حذرت افرادها من المعارضين والمتذبذبين بوجود كل شيء فيه من المخبز وحتى المقبرة، اي ان في أشرف سجن وتعذيب وتجسس وقتل ومئات الاشياء الاخرى صغيرة وكبيرة لايسعنى سردها هنا.
انه يعادل قصر دجلة لصدام حسين حيث الاحتفاظ بالمعلومات والاسرار والجراح والدماء والجنون والخيانة والدنائة التي ارتكبها أشرف واسراره المخبأة فيه.
الجميع تحدث ونحن نعلم عن كيفية تشييد أشرف والاستفادة منه وحمايته، لكن يجب الاشارة الى انهياره ايضا. أشرف الذي حطم ودمر، في النهاية وتحطم وتدمر.
صحيح انه وخلال السنوات العشر الاخيرة كان أشرف معرضا للضغوط والتحطم من الداخل والخارج وخاصة من قبل الحكومة العراقية لاستعادة سيادتها على جزء من اراضيها، مع هذا فان عوامل متعددة في انحاء العالم قد ساهمت في اخلاء وتحطيم أشرف. هنا لسنا بصدد ذكر جميع تلك العوامل وما كلف ذلك، لكن يجب الاشارة الى العوامل الداخلية التي نخرت وحطمت قلعة الموت وبيت العنكبوت من الداخل.
الجميع يعلم بان أشرف وقادته يحكمون على اساس اكوام من الكذب والجهل والجنون والخيانة وكيف يتظلمون ويتظاهرون ببراءتهم ويفترون على الاخرين بحيث يصدقهم البسطاء على انهم لازالوا اصحاب شرعية.
لكن جميع التبليغات الواهية واكاذيب قادة أشرف قد سربها الضحايا والمعذبين والهاربين الى الخارج مضحين بحياتهم وبشبابهم وباهلهم وذويهم لوضعوها تحت تصرف الرأي العام ولهذا السبب قد عرّضوا اية شرعية لقادة أشرف في تحطيمهم أشرف من الداخل والخارج للمساءلة.
جميع هؤلاء الافراد هم ايرانيون ومن ضحايا داخل أشرف وان ارض أشرف ارض عراقية ويحق للعراقيين التصرف فيها كيفما يشاؤون، الا ان لاتعاب قرابين أشرف لفترة 20سنة ثقلا كبيرا في استئصال الغدة السرطانية هذه لذا فمن الافضل ان تبقى هذه الارض خالية من السكنة وعلى وضعها دون تغيير لتبقى كذكرى لمرحلة سوداء من السجن والقيود وتدمير جيل راح هباء ادراج الرياح.
ان هدم المعسكر او البناء فيه مرة اخرى، هو بالاساس مايريده ويقصده الظلمة وقادة أشرف لتضييع جميع ماقاموا به من اعمال وتصرفات وتصورات خلال ربع القرن المنصرم وليودع في عالم النسيان. اما إن ترك المعسكر على وضعه دون تغيير فيمكن ان يكون عِبرة وعلى مدى التاريخ لتساقط زمرة مذهبية وارهابية وانهيارها ، زمرة فئوية كلها عِبَر من مخبزها والى المقبرتها وحتى مختلف انواع واقسام الخيانات والجرائم التي لازالت مدفونة تحت هذه الارض ومجهولة للرأي العام.
المصدر: ايران فانوس
الترجمة:جمعية النجاة