يتم التداول في دوائر سياسية ضيقة عن اجتماعات أميركية وتركية حصلت قبل فترة قصيرة وضمت شخصيات سياسية لبنانية كان هدفها البحث في ترتيب انتقال مقاتلي وعناصر مجاهدي خلق المعارضين للنظام الإيراني من مخيم أشرف الى الربوع اللبنانية وتحديداً الى الحدود اللبنانية السورية بحثاً عن دور لهؤلاء في الصراع الدائر في سوريا، وبحيث يكون هؤلاء عنصراً فاعلاً ومؤثراً في المعارك الدائرة على الساحة السورية خصوصاً انهم يتمتعون بخبرات قتالية معروفة.
وتكشف المعلومات عن لقاء جرى قبل فترة في اسطنبول بترتيب من السفارة الأميركية في انقرة حضره عن المعارضة السورية بسام الدادا، والنائب عقاب صقر والمتحدثة باسم «مجاهدي خلق» مريم رجوي، للبحث في هذا المخطط بحيث ان انتقال المقاتلين من شأنه ترييح المعارضة السورية في معاركها في الداخل وبالتالي يمكن وفق حسابات المجتمعين خلق حالة توازن مع المعادلة القائلة بقتال حزب الله الى جانب النظام.
وهذا المخطط في حال وجد سبيلاً الى التحقيق فانه على قدر كبير من الخطورة ومن شأنه ان يترك تداعيات على الشأنين اللبناني والسوري، ولعل أخطر ما فيه هو دخول هؤلاء على خط القتال الدائر انطلاقاً من الاراضي اللبناني، وخصوصاً انهم مبعدون من بلادهم الى بغداد بعدما اشترك هؤلاء بحسب الروايات الإيرانية في الحرب العراقية الإيرانية الى جانب نظام صدام حسين، واليوم يبدو ان نور المالكي يسعى الى إبعادهم بالتنسيق مع الأمم المتحدة وبعد نيل البركة والموافقة الدولية على ذلك.
وفي السياق نفسه لا تقلل الأوساط السياسية من أهمية هذا الطرح او المخطط الذي جاء بعد فشل سلسلة سيناريوات كان يتم التحضير لها، وبعد سقوط خيار إنشاء المنطقة الشمالية العازلة ومخطط ضرب وتقويض الأجهزة الأمنية وتقليص حضورها ونفوذها في الشمال، وفي هذا الإطار كان حصل هجوم نواب المستقبل على قيادة الجيش كما جرى حشر القيادة العسكرية في قضية مقتل الشيخين في الكويخات العكارية.
الخطة ايضاً هي على قدر من الجدية خصوصاً ان تقاطع الأحداث أظهر دور المعارضة اللبنانية وتورطها غير المباشر في بعض ما يحصل في سوريا من خلال ما يحكى عن خط تجاري يومي بين اسطنبول وطرابلس وعن تورط تيار المستقبل واطراف في المعارضة اللبنانية بالدعم اللوجستي للمعارضة السورية.
وما يزيد من فرص الاقتناع بهذه الفرضية ايضاً ان المحاولات السابقة لدعم وتقوية المعارضة السورية وفق الأوساط نفسها لم تحقق نتائج إيجابية بعد، بل باءت بالفشل وحيث يبدو ان الرئيس السوري قرر الحسم السريع والسيطرة والإمساك بزمام الأمور أكثر، وبالتالي وفق التقارير فان وضع حمص أصبح سيئاً بالنسبة الى المعارضة السورية، وبالتالي فان الرهان قوي بحصول تطور نوعي في المسألة السورية قبل الانتخابات الأميركية.
لكن من هم مجاهدو خلق، ولماذا يتم إقحامهم في المسألة السورية؟ بدون شك فان هذه المجموعة من شانها في حال دخولها على خط المعركة الحاصلة في سوريا المساهمة بزيادة قوة المعارضة السورية كما يقول العارفون. على ان مجاهدي خلق كما يعرف عنهم مجموعة إيرانية علمانية كانت في البداية قريبة من النظام الإيراني في بداية انطلاقة الثورة الى ان حولت نضالها كما يتهمها النظام الإيراني الحالي بتحوير الثورة كما يقول عنهم الإيرانيون وبعلاقة لهم في بعض الأحداث، ووفق وسائل الإعلام الإيرانية يتهمهم الإعلام بتفجيرات منها مقر الحزب الجمهوري الذي قتل فيه 72 من قادة الثورة ورئيس الجمهورية، كما يتهمهم الإعلام الإيراني باغتيال علماء الذرة الإيرانيين نقلاً عن وسائل إعلام غربية جزمت ان التنسيق والتخطيط أميركي وصهيوني والتننفيذ لمجموعات إيرانية ضد النظام.
وحالياً يتردد ان ثمة انزعاج لدى السلطات العراقية من المجموعة الأيرانية المعارضة وهي بالتالي لا تمانع من نقل المخيم من اراضيها لا بل تعمل على تحقيق هذا الأمر بالتنسيق مع الأمم المتحدة الذي يتولى الإشراف التقني على مخيم أشرف. فهل تصح المعلومات ويصبح مجاهدو خلق على تخوم الأرض اللبنانية ومشاركون في الحرب السورية؟
ابتسام شديد ـ الديار اللبنانية