مراجعة سريعة لاهم المواقف الرئيسية وتحركات زمرة رجوي على المستوى الدولي تشير بوضح الى سعي هذه الزمرة باي ثمن كان للبقاء في العراق وفي مخيم ليبرتي المؤقت وعدم الذهاب الى بلد أخر، ويعود سبب ذلك الى طبيعتها الفئوية. امثال هذه الجماعة بحاجة الى مكان بعيد بمعزل عن الناس لتتمكن من السيطرة بمختلف الطرق على الضحايا والتحكم بذهنهم وضميرهم والاحتفاظ بهم. اماكن كمعسكر أشرف ومخيم ليبرتي هي بمثابة الجنة لقيادة الزمرة لانهم يتمكنون في مثل هذه الامكان حفظ اتباعهم بعيدا عما يحدث في العالم والسيطرة عليهم.
ان زمرة رجوي تكرس جميع جهودها وتبذل اموالا طائلة وبشتى الطرق من اجل جعل مخيم ليبرتي المؤقت مخيم لجوء تابع للامم المتحدة والاعتراف به من قبل الجهات الدولية والدول الغربية. كما يسعى لوبي الزمرة ان يظهر ان افضل حل للمشكلة الموجودة هي ابقاء اتباع الزمرة في ليبرتي تحت سيطرة مسؤولي الزمرة ولان الدول الغربية ليس لديها اية رغبة بنقل افراد الزمرة الى بلدانهم (رغم ان هذه الزمرة حاليا لم تعد بنظرهم جماعة ارهابية) فهم كما في السابق يوافقون على هذه الفكرة ويرغبون ببقاء هذه الجماعة الارهابية قتلة الشعبين الايراني والعراقي وحتى اعضاء الزمرة نفسها، عبئا على اكتاف الشعب العراقي والاخلال بالامن الوطني لهذا البلد.
الحكومة العراقية مصرة على ان تقضي هذه الزمرة الارهابية التي تؤمن مصالح اسرائيل والغرب مقابل ايران منذ سنوات مرحلة تقاعدها في الغرب وتعتبر وجودهم في العراق خطرا امنيا والشعب العراقي يطالب بخروج هذه الزمرة من اراضيه. تجدر الاشارة الى ان ملف اتهامات الهارب مسعود رجوي في جهاز القضاء العراقي هو اضخم من ملف صدام حسين والشكاوى المقدمة ضده اكثر بكثير.
على اي حال ان برنامج القرابين المحجوزين في مخيم ليبرتي المؤقت تحت سيطرة رجوي بهذه الكيفية هو النهوض في الساعة 5 صباحا والبدء بالحفر ونقل التراب وملء الاكياس بالتراب والرمل، ويستفاد من هذه الاكياس المعبأة لجعل حواجز تفصل بين الوحدات كالحواجز في معسكر أشرف للسيطرة على الافراد، الزمرة تسعى قدر امكانها منع اتصال الافراد فيما بينهم ويفرق الافراد ممن لاصلاح لوجودهم في مكان واحد على الوحدات المختلفة وتفرض ضوابط شديدة على كل من لم يخرج من وحدته.
بعد الظهر تبدأ الدروس الايدلوجية، مفهوم الايدلوجية في زمرة رجوي مختلف تماما. الايدلوجية في زمرة رجوي هي مجموعة من الاعتقادات والاوامر والنواهي لم يتم تعينها مسبقا ولم يعلن عنها بل هي رغبات وخدع قائد الزمرة كل يوم يغذي اتباعه بايدلوجية بلون وشكل جديد، في هذه الدروس من جهة تصور الاوضاع والظروف في عالم خارج الزمرة بالقاتمة والصعبة ويعملون على تقوية فوبيا الخروج من الزمرة ومن جهة اخرى اعطاء الوعود الكاذبة وبشكل عادي التي يؤملون بها الافراد للاحتفاظ بهم وكمثال انه وبالقريب ستسقط حكومة نوري المالكي وتعود الامور كما يحلو لرجوي.
ان السيطرة على الافراد والتحكم بهم وقطع اتصالهم مع الخارج ادى الى ظهور مختلف انواع الامراض الجسمية والنفسية، احيانا تصل أخبار وفاة افراد داخل المخيم دون اجراء اي تحقيق عن سبب الوفاة. ان من لديه معلومات يسبب الكشف عنها زوال ماء وجه قائد الزمرة اكثر فاكثر يوضع تحت المراقبة المشددة، حتى في اصعب حالات المرض لايسمح لهم بالخروج من المعسكر والتي تؤدي الى الوفاة في بعض الحالات. المنظمة تسعى خلال الفرصة المتبقية لها بالتخلص من امثال هؤلاء العناصر.
ان حقوق الانسان تنقض بشكل فجيع داخل مخيم ليبرتي من قبل قيادة الزمرة ولن يشاهد اي رد فعل من قبل اوساط حقوق الانسان والمنظمات الدولية. في اي ظروف مشابهة بالتأكيد سنواجه بتقارير واسعة لهذه المنظمات والاوساط حول النقض العلني لحقوق الانسان لكن في هذا الموضوع ووفقا للمصالح السياسية لم يتفوه احد بكلمة وعلى العكس فان قادة الزمرة هم وبكل وقاحة يرمون التقصير على عاتق الاخرين.
عدد من ساكني هذا المخيم ممن طلب الخروج اطلقت عليهم هذه الزمرة اسم الضيوف واخذت تقدم لهم الوعود المتنوعة كأن سترسلهم الزمرة الى الخارج، الحقيقة هي ان ليبرتي حاليا هو سجن يدار من قبل قيادة زمرة رجوي ويتحكمون به، والحكومة العراقية والامم المتحدة ليس لهم اي دخل في كيفية ادارته. اية جهة خارجية ليست لها اي اشراف على مايدور داخل هذه الزمرة في مخيم ليبرتي المؤقت.
مؤسسة اسرة سحر اولا تدعو جميع العاملين في مجال حقوق الانسان وخاصة المنفصلين عن زمرة رجوي وكذلك عوائل اعضائها المحتجزين للعمل والتحرك ضد النقض الفاحش لحقوق الانسان في المخيم وثانيا تأكد مرة اخرى ان الحل الوحيد للمعضلة الموجودة والتي هي المشكلة الحقيقة للعراق وامريكا والامم المتحدة هو تمكين العوائل للقاء باولادهم. ليس هناك حلا لمشكلة زمرة رجوي غير ادخال العوائل بشكل فاعل وجدي في الموضوع.