التحقت بمنظمة خلق عام 1981 وسبب التحاقي هو تعرفي على هذه المنظمة إبان حكم الشاه وآنذاك كانت المنظمة تكافح وتناضل ضد نظام الشاه وضد الإمبريالية الأمريكية.
وسجنت في زمن حكم الشاه ثلاث سنوات لمناصرتي لهذه المنظمة وتعرفت على أعضاء وقيادات المنظمة داخل السجن وبعد انتصار الثورة الإيرانية تم تحريرنا من السجن، وبعد خروجي من السجن مارست النشاط السياسي بصورة حرة ومستقلة، وكنت آنذاك أعمل مدرساً في المدارس الأعدادية وأمارس نشاطي السياسي بين المدرسين وكنت مناصراً لهذه المنظمة فقط ولم أنتمي اليها ذلك الوقت لإني أردت أن أكون مستقلاً ، وفي الوقت نفسه شغلت منصب قائممقاماً مدينة (ميانه) في اذربيجان ورشحت نفسي لإنتخابات مجلس الشورى الإيراني…
في العام 1981 فوجئنا بان المنظمة ألتي كانوا يناصرونها لكفاحها ونضالها ضد الشاه والإمبريالية الأمريكية تقوم بالتفجيرات والإغتيالات والأعمال الإرهابية ضد رجال الثورة ورجال الحكومة الإيرانية بعد الثورة وجاء ذلك التصرف بمثابة حربٍ أهلية داخل إيران متضامناً مع (الحرب الإيرانية العراقية) وأصبحت الأجواء في ايران متوترة واجواء خوف لمناصري المنظمة ولم تعد الحياة طبيعية بالنسبة اليهم، وقد استدعونا الى المنظمة وأبلغونا بأن نختفي داخل بيوتنا وان لا نخرج منها وقد إختفينا داخل بيوت المنظمة للحفاظ على حياتنا، من هذه الحرب الأهلية ألتي أثارتها قيادة المنظمة لفكرتها الإرهابية والطائفية لتصفية رجال الحكومة الإيرانية من أجل الوصول إلى السلطة الامر الذي اضطرنا الى الإنتماء للمنظمة لتوفيرها مخابىء لنا للحفاظ على حياتنا.
هل التحقت بالمنظمة عام 81 ام 71؟
عام 81
إذن كيف سجنت في زمن الشاه؟
كنت مناصراً للتنظيم منذ عام 71 ولكن لم أنتم إليه حفاظا على الحيادية ولكي تصل المعلومة بصورة واضحة للقارء أريد أن أوضح إن هذه المنظمة بدأت كمنظمة إسلامية وكانت تسختدم الآيات القرآنية والأحاديث والشعائر الإسلامية ثم تحولت إلى الفكر الماركسي آنذاك وسمى محمد رضا بهلوي شاه ايران هذا النهج بالإسلام الماركسي.
هل حدثت إنشقاقات بعد تحول هذه المنظمة إلى الماركسية؟ وما هي ردة فعل الأعضاء والمناصرين حيال هذا الأمر؟
هناك انشقاقات كثيرة حدثت في السجون وخارجها في زمن الشاه وأول إنشقاق وقع في عام 1975 وفي هذا العام بالتحديد انشقت قيادة المنظمة إلى شقين الإسلامي والماركسي، اما الفرع الماركسي فقد أعلن عن تشكيل قيادة منظمة مجاهدي خلق وتبنى الفكر الماركسي بصورة علنية ومسح الآية القرآنية من شعار المنظمة.
من هم القيادات الذين تبنوا هذا النهج؟
هم (تقي شهرام) و(بهرام آرام) اللذان قادا هذا الإنشقاق الماركسي بصورة رسمية ،وحقيقة إن جذور فكر المنظمة كانت التقاطية ومأخوذة من الإسلام والماركسية لكنهم كانوا يتظاهرون بالجانب الإسلامي فقط ، وفي عام 1975أعتقل وأعدم الكثير من قيادات المنظمة وقبلها في حزيران عام 1972 أعدم كافة مؤسسي المنظمة وكافةأعضاء اللجنة المركزية عدا مسعود رجوي.
أعضاء المنظمة الذين كانوا خارج السجن أعلنوا إنشقاقهم وتبنوا الفكرة الماركسية عام 1975 وهذا التطور ترك أثره في داخل السجون وهناك أيضاً حدثت إنشقاقات كثيرة أهمها كان الإسلام اليساري والإسلام اليميني وهذه التسمية أطلقت بواسطة مسعود رجوي ، اما الذين ناصروا رجال الدين فقد انفصلوا بصورة تامة من المنظمة وإنضموا إلى رجال الدين داخل السجون.
لكن أول إنشقاق على الصعيد الإسلامي تم عن طريق (لطف الله ميثميو) الذي يسكن الآن في طهران واطلق على منظمته نهضت (حركة) مجاهدي خلق الإيرانية بدلاً من منظمة مجاهدين خلق ويمارس نشاطه بصورة رسمية من دون أي منعٍ أو حضر وكانت له في بدايات الثورة جريدة وحالياً له موقع الالكتروني مشهور بين الشعب الإيراني بإسمه الخاص ولكن إسمه الرسمي هو موقع نهضت مجاهدين خلق الإيراني ولا أنسى أن أذكر إن منظمة مجاهدي خلق في البداية كان إسمها نهضة مجاهدي خلق ولكن مسعود رجوي حولها إلى منظمة مجاهدي خلق. وهذا الإنشقاق بدأ من داخل سجون الشاه ألتي كان لمسعود رجوي فيها هيمنة وهيبة خاصة لإنه كان الشخص الوحيد المتبقي من أعضاء اللجنة المركزية ولهذا السبب إستطاع ضم الشباب إلى المنظمة.
قال لي أحد أعضاء منظمة خلق حرفيا : كنا في السجون نتهجم على المعارضين الإسلاميين ولا نقبل بوجود أية معارضة للشاه عدا منظمة خلق هل هذا صحيح؟
نعم في ذلك الوقت كان يطلق من قبل مسعود رجوي على كافة التيارات المعارضة وبالأخص الإسلامية بالتيارات الرجعية أو المتخلفة وكان يعتبر المنظمة التقدمية الوحيدة هي منظمة مجاهدي خلق.
في بداية الحديث قلت إنك كنت قائممقاماً لمدينة ميانه ورشحت نفسك لإنتخابات مجلس الشورى واسأل هل دخلت مجلس الشورى الإيراني:
ج: لا، لقد رشحت نفسي كشخص مستقل وحزب الجمهوري قدم مرشحين للإنتخابات وفازوا مرشحيهم في الإنتخابات وقد دعم ترشيحي منظمة مجاهدي خلق وتيار الدكتور علي شريعتي وبعض التيارات الإسلامية.
كيف هربت من إيران؟
ج: بعد أن حصلت تفجيرات متعددة داخل إيران إختفيت مع عائلتي في أحد بيوت التنظيم السرية وبعد فترة نقلونا أنا وزوجتي وإبنتي الكبرى ألتي كانت في الرابعة من عمرها براً إلى تركيا في عام 1982 وثم إلى اليونان وثم إسبانيا وأخيراُ فرنسا، وأقمنا هناك لمدة خمس سنوات وثم نقلتنا المنظمة الى العراق في عام 1988 وبالتحديد بعد أن حطت الحرب الإيرانية العراقية أوزارها وشاركت زوجتي وإثنين من أشقائي في عمليات عسكرية ضد إيران وقتلوا جميعهم ولكن إبنتي الصغيرة ألتي كان عمرها 20 يوماً منعتني المنظمة من أخذها وقالوا لي إنها لم تتحمل حر الشمس وعناء السفر وبالتأكيد ستموت بالطريق لهذا تركتها عند أمي هناك.
هل كنت تسكن في معسكر اوفر سورفاز في فرنسا؟
نعم.
هل كانت لديكم نشاطات في اليونان وإسبانيا؟
ج: كانت نشاطاتنا تقتصر على جمع التبرعات وترجمة الأخبار والصحف العربية.
س: كيف دخلتم إلى العراق؟
ج: في ذلك الوقت كانت المنظمة تأتي بأعضاءها بتأشيرات رسمية من السفارات العراقية المنتشرة في العالم إلى الأردن وثم إلى العراق وهناك يستقبلنا إثنان من المخابرات العراقية وإثنان من أعضاء المنظمة وينقلونا إلى معسكر أشرف.
وفي عام 1988 قتلت زوجتي في عمليات (فروغ جاويدان) الضياء الخالد {العمليات المضادة لهذه العمليات في إيران تسمى عمليات مرصاد} وبعد فترة أقل من سنة نقلوني أنا وإبنتي إلى فرنسا.
هل حصلتم على تدريبات عسكرية جيدة قبل العمليات؟
ج: التدريبات العسكرية كانت تخص الذين كانوا منذ وقت طويل يمارسون عملهم التنظيمي في كردستان ايران والعراق ولكن نحن الذين كنا في اوروبا لم نتلق تدريباً خاصاً إلا أقل من شهرٍ واحداً قبل العمليات وسبب نقلنا من اوربا إلى العراق هو إظهار كثرة الجيش وشارك في هذه العمليات طلاب جامعيين وأيضا شخصيات بارزة كحسين حبيبي او ابوذر وردستي وهم كتاب شهيرين على الصعيد الإيراني وعلى سبيل المثال ابوذر وردستي كان كاتباً إسلامياً وله كتب عديدة في مجال التحقيق والتفسير والحديث وهو أيضاً كان في باريس، أخذوا إلى العراق ودون اي تدريب يذكر في أقل من شهر أرسلوا إلى الحرب لكن جيش التحرير الذي كان حدود ألفي شخص قد تدربوا تدريباً جيداً وبوصول اولئك الطلبة والشخصيات البارزة وصل العدد إلى خمسة آلاف.
هل دخلت إلى الحرب؟
ج: لا لم أدخل وقد أرسلونا دون سلاح ولكن في منتصف الطريق طلبوا منا العودة لإننا وصلنا متأخرين إلى العراق.
هل زوجتك وصلت قبلك إلى العراق؟
ج: نعم دخلت إلى العراق قبلي بشهر واحد وقتلت في هذه الحرب.
حينما جاءوا بكم إلى العراق وواجهت خبر مقتل زوجتك ماكان رد فعلك الظاهري وما كانت الأفكار ألتي تراودك ولم تتمكن من البوح بها أمام الآخرين؟
ج: أنا كنت أعلم جيداً إن هذه العملية كانت مخالفة لكل المبادء العسكرية وكانت صبيانية ودون أي دراسة وحتى خبراء عسكريون من خارج العراق وحتى أعضاء في مجلس المقاومة الإيرانية صرحوا بإنها صبيانية وتخالف المبادئ العسكرية كاملة وقد زج الطبقة المثقفة ألتي تخرجت من الجامعات الأمريكية والأوروبية في هذه العملية وقتلوا دون أي ثمرة.
من اصرّ على إجراء هذه العملية؟
ج: إن مسعود رجوي هو كان المصر الوحيد وإبان إجتماعاً قبل هذه العمليات قال علينا أن نذهب إلى داخل إيران حتى لو قتلنا جميعاً ولم يؤثر كلام المعترضين في ذلك الإجتماع.
هل من المعقول إن شخصيات أمثال مهدي ابريشمجي وباقي القيادة لم يتمكنوا من مخالفة هذه العمليات؟
ج: لم يتجرأ أحد على مخالفة مسعود رجوي مطلقاً وأتذكر في أحد الإجتماعات التوجيهية طلب مسعود رجوي من كافة المقاتلين الموافقين على إجراء العمليات أن يرفعوا أيديهم فرفع كل الأعضاء إلا أربعة أو خمسة من قادة الألوية، فغضب مسعود رجوي كثيراً وصاح عليهم بإسمائهم وسألهم لماذا لم ترفعوا أيديكم فسكتوا خوفاً منه وثم سخر منهم وإتهمهم بالجبن ثم لم نسمع بعدها عنهم شيئاً إلى بعد العملية حينما وصلنا خبر مقتلهم جميعاً.
لتصحيح المعلومة لنفسي وللقارئ أسألكم هل أنتم دخلتم إلى العراق قبل العملية او بعدها؟
ج: دخلت قبلها بإسبوعين والعمليات العسكرية مع إحتساب انطلاقة الأفراد والإنتقالات طالت شهراً واحداً.
وبعد كم من الزمن عدت إلى فرنسا؟
بعد شهر واحد من إتمام العملية أعادوني إلى فرنسا.
لماذا أعادوك إلى فرنسا؟
لإنهم كانوا بحاجة إلى مترجم لكي يترجم الصحف والأخبار العربية ولكن لم يكن العراق جزءاً من هذه الدول آنذاك، أما القسم الذي كان يهتم بالشؤون العراقية كان يعرف بإسم العلاقات الخارجية وكان يمارس عمله في داخل العراق، وكنت آنذاك عضوا في قسم الدبلوماسية العربية الذي هو جزء من الدائرة السياسية و مركز نشاطنا كان في فرنسا ولكن بعدها بعام أي في عام 1989 أعادوني إلى العراق وأصبحت مترجماً في قسم العلاقات الخارجية الذي كان جزءاً من مكتب مسعود رجوي.
هل كنت تترجم بصورة مباشرة لمسعود رجوي او مهدي ابريشمجي؟
ج: لا وإنما كنت أترجم الكتب لإني لم أعايش العرب وتعلمت العربية من خلال الدراسة ولكن كان هناك أشخاص تعلموا العربي من خلال المعايشة مع العرب وقادرين على الترجمة الشفوية ومنهم كان أحمد أفشار ألذي هرب من العراق بسبب شهرته عند العراقيين وبالأخص المخابرات إلى فرنسا والآن يعمل لدى مريم رجوي في معسكر اوفرسورفاز.
هل كنت تترجم الكتب والرسائل التي تصدر من المنظمة؟
ج: بعد أن عدت إلى العراق أصبحت مترجماً في قسم العلاقات الخارجية الذي معظم إهتمامه كان يصب في الشأن العراق وبسبب قدرتي في اللغة والأدب العربي أصبحت المترجم الأول في القسم وقد ترجمت كافة الرسائل والكتب والبيانات وحتى صحيفة مجاهدين الفارسية والموقع الإلكتروني.
السيد حسين نجاد أنت تعتبر مخزون لكثير من الأسرار وخفايا المنظمة وكنت مترجماً لغاية عام 2012 اي قبل ثلاثة أشهر من لقائنا هذا.
ج: نعم صحيح وحتى بعض الرسائل والشكاوى ألتي كانت تترجم بيد بعض المترجمين كان علي مراجعتها وتصحيحها لغوياً وكنت شاهداً على كثير من أسرارهم منها تزوير البيانات وتزوير المنظمات والجمعيات وحتى المجالس العشائرية التي كانوا يتحدثون عنها لم يكن لها وجود بل كانت مصطنعة من قبل المنظمة وكانوا يكتبونها بالفارسية وأنا أترجمها و أيضاً ترجمة رسائل مسعود رجوي إلى بعض السياسيين العراقيين.
بعد عودتك إلى العراق جرى حادثاً هاماً وتاريخياً والذي حول وضع العراق وصورته إلى الأبد وهو الإنتفاضة الشعبانية، أريد أن أعلم بالتفصيل أن في ذلك الوقت ما هو كان وضع المنظمة وردود فعلهم تجاه هذا الحدث…
ج: في عام 1991 عقد مسعود رجوي مع كافة قيادات المنظمة والأعضاء المنظمةnوأنا كنت ألقب بـ (رده بالا) وكانوا يقصدون منها العضو القديم ومع أن البعض كانوا يعلمون معارضتي لبعض خطوط القيادة ومناهجها لكن حضرت الإجتماع بسبب قدمي بالمنظمة وكانوا أيضا يثقون بأني لست مدسوساً من قبل ( النظام الإيراني )، وفي ذلك الإجتماع قال مسعود رجوي:مادام نحن في العراق لايمكن لأحدٍ أن يسقط النظام العراقي وعلينا أن لا نسمح أن يأتي أحداً ويسقط هذا النظام وإذا سقط النظام العراقي سيهيمن النظام الإيراني على الحكم في العراق والنظام الإيراني هو الذي يحاول إسقاط هذا النظام وإذا سقط هذا النظام سيقتلون الجميع ووجودنا مرتبط بوجود هذا النظام وهذه معركة وجود لهذا علينا المشاركة في هذه الحرب وقال إنهم سيأتون من الشمال والجنوب.
هل كان هذا الإجتماع بعد توقف الهجمات الأمريكية على العراق؟
ج: صحيح وفي ذلك الوقت كانت أخباراً كثيرة عن تسلل المعارضة العراقية من الجنوب والشمال وقال مسعود رجوي في هذا الخصوص: هل نحن موجودون وهم يأتون ليسقطوا النظام العراقي!! لا يمكن أن يحدث هذا وإنهم سيخطأون خطأ فادحا في حساباتهم هذه وإنهم لم يدخلونا في حساباتهم هذه ونحن لا نسمح بحدوث هذا وأذكر إنه نقل قولاً عن السيد مسعود البارزاني في إجتماعه مع المسئولين العراقيين: مادام قوات مسعود رجوي موجود في قلب العراق وبالقرب من بغداد لن تسقط بغداد.
وهل مسعود رجوي قالها عن لسان السيد مسعود البارزاني:
ج: نعم قالها عن لسان مسعود البارزاني ومسعود رجوي كان يحب مسعود البارزاني كثيراً ودائماً ما كان يمتدحه ويمجده لإنه كان في حرب مع السيد {جلال} الطالباني وكان يقول الطالباني عميلاً لإيران والإتحاد الوطني الكردستاني قتل الكثير من أعضاءنا وايضاً كان يقول إن {السيد} مسعود البارزاني وجماعته هم أكراد طيبون وعلى علاقة جيدة مع صدام والنظام العراقي ولصدام عبارة يذكرها مسعود رجوي هي انه يحب المسعودين مسعود البارزاني ومسعود رجوي.
هل كان ينقلها عن لسان صدام؟
ج: نعم كان يقول إن صدام يحب المسعودين مسعود البارزاني وأنا.
وهل نقل هذا عن إجتماعه مع مسعود البارزاني؟
ج: لا أعرف ولكنه كان ينقل عن لسان مسعود البارزاني وكان السيد مسعود البارزاني يأتي إلى بغداد ويلتقي بالمسؤولين العراقيين وحتى السيد الطالباني كان أيضاً يأتي إلى بغداد لكن عن لقاء مسعود رجوي ومسعود البارزاني ليس لدي علم عن هذا وحسب علمي لم يلتقي مسعود البارزاني آنذاك ولكن كان بينهم إتصالات ورسائل وكانت تتنقل وفودا ما بين المنظمة وكردستان وأجريت لقاءات ما بين مهدي ابريشمجي والحزب الوطني الكردستاني إلى وقت سقوط صدام ولكن بعد سقوط النظام العراقي إقتصرت العلاقات على الإرتباطات في الإنترنت وبعض الأمور البسيطة من ضمنها ايجاد التعارف مابين المنظمة وبعض الصحف الكردية وأيضاً كانت منظمة (خبات) ألتي هي منظمة إسلامية كردية إيرانية وتسمى المنظمة الإسلامية القومية لكردستان إيران وكان مختصرها كلمة (خبات) وهذه الكلمة في الكردية لها معناها الخاص وأتصور كان معناها المقاومة تتوسط في هذه العلاقات لإنهم كانوا يؤيدون التعاطف مع منظمة مجاهدي خلق لإن مسعود رجوي كان يزودهم بالسلاح.
هل كان مسعود رجوي يرسل رسائل مباشرة لمسعود البارزاني؟
ج: نعم كثيراً ما كان يرسل الرسائل.
هل اطلعت عليها؟
ج: نعم اطلعت على كثير من المعلومات منها القواعد العسكرية التابعة للمنظمة في كردستان إيران وأراضي ألتي تتواجد عليها منظمة خبات وبعد الحرب التي جرت مابين النظام العراقي والأكراد تم إغلاق كافة مراكز منظمة خلق بواسطة الإتحاد الوطني الكردستاني المعروفون بـ ( يكتي) وبعدها أرسلت المنظمة رسائل كثيرة للحزب الديمقراطي الكردستاني وللأكراد الإيرانيين للتوسط ما بينها وبين الإتحاد الوطني الكردستاني ولكن الإتحاد رفض هذا التوسط وأيضا بعد الحرب إشتكى الإتحاد الوطني الكردستاني لدى المحكمة الدولية في لاهاي (الواقعة في هولندا) وفي هذا الأمر أيضا طلبت منظمة خلق التوسط لدى الإتحاد الوطني الكردستاني ورفضت المنظمة إنها مارست الإرهاب بحق الأكراد وأرسلت رسائل كثيرة إلى الحزب الوطني الكردستاني وأذكر في ذلك الوقت السيد هوشيار زيباري وزير الخارجية الحالي كان مسئولا عن مكتب العلاقات الخارجية في الحزب الوطني الكردستان ومهدي ابريشمجي أجرى لقاءات كثيرة مع السيد هوشيار الزيباري وطلبوا منه أن يكتب إلى المحكمة إن المنظمة لم تقتل الأكراد لكي يعطوا هذا الكتاب للمحكمة الدولية ليثبتوا أن منظمة مجاهدي خلق لم تدخل كردستان ولم تشارك في قمع الأكراد ثم اضطروهم ربما بالالحاح او إعطاء الأموال او غير ذلك لكتابة ثلاث أسطر بخط يد السيد الزيباري : إني أشهد إن منظمة مجاهدي خلق لم يشاركوا في قتل الشعب الكردي وهذه تهمة تلصق بهم ومنذ ذلك الوقت لليوم الوثيقة الوحيدة ألتي تستند إليها منظمة مجاهدي خلق لإنكار ونفي مشاركتهم في قمع الشعب الكردي هي هذه الوثيقة وهي لم تتعدى الثلاثة أسطر وبتوقيعه وفي الحقيقة إنهم كانوا باللقاءات الكثيرة والإجتماعات المكثفة يحرجون الشخص أن يكتب شيئاً ويقولون نحن لم نقتل ولم نشارك في { قعمع الأكراد} وهذا كذبُ وإفتراء، ولم تمتلك المنظمة وثيقة لنفي مقتل الأكراد إلا هذه الوثيقة وقد طبعوا آلاف النسخ منها ونشروها وحتى في الصحف والمواقع الالكترونية وحتى في مجلس النواب العراقي حينما بعض النواب العراقيون في زمن محمود المشهداني قدموا لائحة لطرد المنظمة من الأراضي العراقية لتدخلهم في شؤون العراق بعد إصدار بياناً بان ثلاثة ملايين من شيعة العراق والذي كان مزوراً وأنا ترجمته إلى العربية وأي شخص كان يقرؤه يعلم إنه مترجماً من الفارسية وكافة التواقيع كانت مزورة والذي كتب فيه إن أعضاء المنظمة هم ضيوفُ على الأراضي العراقية، بقي من القائمة العراقية في قاعة مجلس النواب فقط صالح المطلك ولم يشاركوا في هذا الإجتماع لإنهم لم يريدوا أن يدافعوا عن المنظمة وأيضاً لم يريدوا أن يتخذوا موقفاً ضد المنظمة بسبب إرتباطاتهم مع المنظمة وعلى سبيل المثال عدنان الدليمي قال إني مريضٌ وفقط بقي صالح المطلك ودافع عن المنظمة بخصوص مشاركته في مقتل الأكراد حينما تحدث السيد هادي العامري وكنا نتابع أحداث جلسات مجلس النواب عبر التلفزيون ألتي كانت تبث مباشرة على الهواء وكانت قناة العراقية تبثه آنذاك وكنا في قسم الترجمة وكان علينا أن نتابع ونترجم أحداث مجلس النواب لإطلاع مسعود رجوي وقيادات المنظمة حول مجريات المجلس حول المنظمة وقال صالح المطلك حينما تحدث هادي العامري ونواب آخرين حول مقتل الأكراد وأيضاً منهم نواب أكراد إستند صالح المطلك بما كتبه السيد هوشيار زيباري ولكن لا يمكن للمنظمة إنكارها وإنهم يقولون إن مسؤولا كبيرا في الأحزاب الكردية قال: هؤلاء لم يشاركوا في تلك العملية ولكن نحن في أشرف كنا نعلم هذا، وأنا حينما إنتقلت إلى بغداد في قسم العلاقات الدبلوماسية في دار الترجمة كنا نتنقل مع مسعود رجوي ما بين معسكر أشرف وبغداد وابو غريب وكافة قواعد المنظمة وكان المقاتلون يقولون لنا إننا قتلنا هذا العدد ولازال هناك بعضهم موجودون ويمكنك ان تلتقي معهم.
من اصرّ على إجراء هذه العملية؟
ج: إن مسعود رجوي هو كان المصر الوحيد وإبان إجتماعاً قبل هذه العمليات قال علينا أن نذهب إلى داخل إيران حتى لو قتلنا جميعاً ولم يؤثر كلام المعترضين في ذلك الإجتماع.
هل من المعقول إن شخصيات أمثال مهدي ابريشمجي وباقي القيادة لم يتمكنوا من مخالفة هذه العمليات؟
ج: لم يتجرأ أحد على مخالفة مسعود رجوي مطلقاً وأتذكر في أحد الإجتماعات التوجيهية طلب مسعود رجوي من كافة المقاتلين الموافقين على إجراء العمليات أن يرفعوا أيديهم فرفع كل الأعضاء إلا أربعة أو خمسة من قادة الألوية، فغضب مسعود رجوي كثيراً وصاح عليهم بإسمائهم وسألهم لماذا لم ترفعوا أيديكم فسكتوا خوفاً منه وثم سخر منهم وإتهمهم بالجبن ثم لم نسمع بعدها عنهم شيئاً إلا بعد العملية حينما وصلنا خبر مقتلهم جميعاً.
لتصحيح المعلومة لنفسي وللقارئ أسألكم هل أنتم دخلتم إلى العراق قبل العملية او بعدها؟
ج: دخلت قبلها بإسبوعين والعمليات العسكرية مع إحتساب انطلاقة الأفراد والإنتقالات طالت شهراً واحداً.
وبعد كم من الزمن عدت إلى فرنسا؟
بعد شهر واحد من إتمام العملية أعادوني إلى فرنسا.
لماذا أعادوك إلى فرنسا؟
لإنهم كانوا بحاجة إلى مترجم لكي يترجم الصحف والأخبار العربية ولكن لم يكن العراق جزءاً من هذه الدول آنذاك، أما القسم الذي كان يهتم بالشؤون العراقية كان يعرف بإسم العلاقات الخارجية وكان يمارس عمله في داخل العراق، وكنت آنذاك عضوا في قسم الدبلوماسية العربية الذي هو جزء من الدائرة السياسية و مركز نشاطنا كان في فرنسا ولكن بعدها بعام أي في عام 1989 أعادوني إلى العراق وأصبحت مترجماً في قسم العلاقات الخارجية الذي كان جزءاً من مكتب مسعود رجوي.
هل كنت تترجم بصورة مباشرة لمسعود رجوي او مهدي ابريشمجي؟
ج: لا وإنما كنت أترجم الكتب لإني لم أعايش العرب وتعلمت العربية من خلال الدراسة ولكن كان هناك أشخاص تعلموا العربي من خلال المعايشة مع العرب وقادرين على الترجمة الشفوية ومنهم كان أحمد أفشار ألذي هرب من العراق بسبب شهرته عند العراقيين وبالأخص المخابرات إلى فرنسا والآن يعمل لدى مريم رجوي في معسكر اوفرسورفاز.
هل كنت تترجم الكتب والرسائل التي تصدر من المنظمة؟
ج: بعد أن عدت إلى العراق أصبحت مترجماً في قسم العلاقات الخارجية الذي معظم إهتمامه كان يصب في الشأن العراق وبسبب قدرتي في اللغة والأدب العربي أصبحت المترجم الأول في القسم وقد ترجمت كافة الرسائل والكتب والبيانات وحتى صحيفة مجاهدين الفارسية والموقع الإلكتروني.
السيد حسين نجاد أنت تعتبر مخزون لكثير من الأسرار وخفايا المنظمة وكنت مترجماً لغاية عام 2012 اي قبل ثلاثة أشهر من لقائنا هذا.
ج: نعم صحيح وحتى بعض الرسائل والشكاوى ألتي كانت تترجم بيد بعض المترجمين كان علي مراجعتها وتصحيحها لغوياً وكنت شاهداً على كثير من أسرارهم منها تزوير البيانات وتزوير المنظمات والجمعيات وحتى المجالس العشائرية التي كانوا يتحدثون عنها لم يكن لها وجود بل كانت مصطنعة من قبل المنظمة وكانوا يكتبونها بالفارسية وأنا أترجمها و أيضاً ترجمة رسائل مسعود رجوي إلى بعض السياسيين العراقيين.
بعد عودتك إلى العراق جرى حادثاً هاماً وتاريخياً والذي حول وضع العراق وصورته إلى الأبد وهو الإنتفاضة الشعبانية، أريد أن أعلم بالتفصيل أن في ذلك الوقت ما هو كان وضع المنظمة وردود فعلهم تجاه هذا الحدث…
ج: في عام 1991 عقد مسعود رجوي مع كافة قيادات المنظمة والأعضاء المنظمة وأنا كنت ألقب بـ (رده بالا) وكانوا يقصدون منها العضو القديم ومع أن البعض كانوا يعلمون معارضتي لبعض خطوط القيادة ومناهجها لكن حضرت الإجتماع بسبب قدمي بالمنظمة وكانوا أيضا يثقون بأني لست مدسوساً من قبل ( النظام الإيراني )، وفي ذلك الإجتماع قال مسعود رجوي:مادام نحن في العراق لايمكن لأحدٍ أن يسقط النظام العراقي وعلينا أن لا نسمح أن يأتي أحداً ويسقط هذا النظام وإذا سقط النظام العراقي سيهيمن النظام الإيراني على الحكم في العراق والنظام الإيراني هو الذي يحاول إسقاط هذا النظام وإذا سقط هذا النظام سيقتلون الجميع ووجودنا مرتبط بوجود هذا النظام وهذه معركة وجود لهذا علينا المشاركة في هذه الحرب وقال إنهم سيأتون من الشمال والجنوب.
هل كان هذا الإجتماع بعد توقف الهجمات الأمريكية على العراق؟
ج: صحيح وفي ذلك الوقت كانت أخباراً كثيرة عن تسلل المعارضة العراقية من الجنوب والشمال وقال مسعود رجوي في هذا الخصوص: هل نحن موجودون وهم يأتون ليسقطوا النظام العراقي!! لا يمكن أن يحدث هذا وإنهم سيخطأونnخطأ فادحا في حساباتهم هذه وإنهم لم يدخلونا في حساباتهم هذه ونحن لا نسمح بحدوث هذا وأذكر إنه نقل قولاً عن السيد مسعود البارزاني في إجتماعه مع المسئولين العراقيين: مادام قوات مسعود رجوي موجود في قلب العراق وبالقرب من بغداد لن تسقط بغداد.
وهل مسعود رجوي قالها عن لسان السيد مسعود البارزاني:
ج: نعم قالها عن لسان مسعود البارزاني ومسعود رجوي كان يحب مسعود البارزاني كثيراً ودائماً ما كان يمتدحه ويمجده لإنه كان في حرب مع السيد "جلال" الطالباني وكان يقول الطالباني عميلاً لإيران والإتحاد الوطني الكردستاني قتل الكثير من أعضاءنا وايضاً كان يقول إن "السيد" مسعود البارزاني وجماعته هم أكراد طيبون وعلى علاقة جيدة مع صدام والنظام العراقي ولصدام عبارة يذكرها مسعود رجوي هي انه يحب المسعودين مسعود البارزاني ومسعود رجوي.
هل كان ينقلها عن لسان صدام؟
ج: نعم كان يقول إن صدام يحب المسعودين مسعود البارزاني وأنا.
وهل نقل هذا عن إجتماعه مع مسعود البارزاني؟
ج: لا أعرف ولكنه كان ينقل عن لسان مسعود البارزاني وكان السيد مسعود البارزاني يأتي إلى بغداد ويلتقي بالمسؤولين العراقيين وحتى السيد الطالباني كان أيضاً يأتي إلى بغداد لكن عن لقاء مسعود رجوي ومسعود البارزاني ليس لدي علم عن هذا وحسب علمي لم يلتقي مسعود البارزاني آنذاك ولكن كان بينهم إتصالات ورسائل وكانت تتنقل وفودا ما بين المنظمة وكردستان وأجريت لقاءات ما بين مهدي ابريشمجي والحزب الوطني الكردستاني إلى وقت سقوط صدام ولكن بعد سقوط النظام العراقي إقتصرت العلاقات على الإرتباطات في الإنترنت وبعض الأمور البسيطة من ضمنها ايجاد التعارف مابين المنظمة وبعض الصحف الكردية وأيضاً كانت منظمة (خبات) ألتي هي منظمة إسلامية كردية إيرانية وتسمى المنظمة الإسلامية القومية لكردستان إيران وكان مختصرها كلمة (خبات) وهذه الكلمة في الكردية لها معناها الخاص وأتصور كان معناها المقاومة تتوسط في هذه العلاقات لإنهم كانوا يؤيدون التعاطف مع منظمة مجاهدي خلق لإن مسعود رجوي كان يزودهم بالسلاح.
اجرى الحوار : محمد سعد ـ المراقب